المائدة المستديرة بين المدنيين والعسكريين.. فشل قبل البدء

رشحت الأخبار في الأيام الماضية عن مقترح مطروح من الآلية الثلاثية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، بشأن حوار سوداني للخروج من الأزمة السياسية بعد انقلاب المكون العسكري على الوثيقة الدستورية. وفحوى المقترح تتمثل في مائدة مستديرة تجمع كل الأطراف السودانية المدنية والعسكرية في حوار حول عودة مسار الانتقال المدني الديمقراطي في السودان، مع ترشيح رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك لتسهيل قيادة عملية الحوار.
وكانت لجنة من المجلس الانقلابي، قد كشفت أمس عن موافقتها على المقاربة التي طرحتها الآلية الثلاثية المشتركة عليها في اجتماع بالقصر الجمهوري، ودعت اللجنة إلى ضرورة الإسراع في استهلال العملية السياسية.
ومع ذلك تُواجه العملية السياسية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، مصاعب جمة، إذ ترفض عدد من المكونات المدنية منهج الحوار المباشر مع القوى الانقلابية، بينما ترفع لجان المقاومة السودانية شعارات اللاءات الثلاث.
ونفى عضو قوى الحرية والتغيير وجدي صالح لـ (مداميك) قبولهم بحوار مباشر مع الانقلابيين، ووصف الحديث عن مائدة مستديرة بين العسكريين والمدنيين بأنه “حديث فارغ” – بحسب تعبيره – وأضاف: “الحرية والتغيير لن تجلس في حوار مع المجلس العسكري الانقلابي وأساسا لا يوجد ما يمكن التحاور حوله، إلا إذا أقر الجيش بأنه مؤسسة لحماية الدولة، وأنه سيمضي إلى الثكنات؛ ففي هذه الحالة فقط يمكننا أن نجلس لنكمل إجراءات تسليم السلطة كاملة للمدنيين”.
وأضاف وجدي أنهم وضعوا أربعة اشتراطات لأي عملية سياسية، وهي: رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف العنف وإلغاء القرارات الصادرة ضد قرارات لجنة التمكين، وقال: “هذه الاشتراطات إذا لم تنفذ لن تكون هنالك أي عملية سياسية”.
وتوقع أن يشق حديث الآلية بقيام مائدة مستديرة القوى السياسية، لكنه أكد أن موقف المجلس المركزي للحرية والتغيير واضح تماماً.
رئيس حركة بلدنا جعفر خضر، قال في حديثه لـ(مداميك) إنه ليس من العدل أن يجلس القاتل والمقتول في مائدة واحدة، وأضاف: “الفاعلون الأساسيون في الثورة موجودون في الشوارع ولا يزالون يستشهدون ويصابون، وبالأمس القريب استشهد منهم اثنان، لذا لن يجلس المناضلون مع العسكر بعد نضالهم لمدة ثلاث سنوات أو أزيد”.
وتساءل خضر: “من هم الذين يريدون الجلوس مع العسكر؟ فمن يجلسون مع القتلة سوف يكونون منهم”.
وتوقع خضر أن تفشل المفاوضات أو المائدة المستديرة قبل أن تبدأ، واستغرب أن يكون المجتمع الدولي أو البعثة الأممية أو الآلية الثلاثية لا زالت تفكر بهذه الطريقة مشيراً إلى أنها حتى لو كانت لديها أجندة وعندها مآرب، لا يمكن أن تسوّق أناسا غير قابلين للتسويق وأضاف: “المكون العسكري الموجود في مجلس السيادة أو لجنة البشير الأمنية البرهان وحميدتي ورفاقهم غير قابلين للتسويق في الحياة السياسية السودانية”.
وتوقع خضر فشل المفاوضات التي تديرها الآلية قبل أن تبدأ، وقال إنها لن توقف الحراك الجماهيري المستمر وسوف يتم اقتلاع الانقلابيين في وقت قريب، وشدد قائلاً: “لن يكون شهر يونيو المقبل سهلا على الانقلابيين وفيه ذكرى مجزرة القيادة العامة وانقلاب البرهان الذي تلا المجزرة وخطابه الانقلابي المعروف ومليونية 30 يونيو التي أعادت اتزان الثورة ومسارها، وختم: “إن شاء الله الانقلابيون مهزومون”.
مداميك