أخبار السودان

الطاهر حجر لـ”الراكوبة” :قوى الحرية والتغيير اختزلت الثورة وسرقت مجهودات الشعب السوداني

تكون (تجمع قوى تحرير السودان)؛ عن وحدة أكبر ثلاث حركات مسلحة دارفورية، في وحدة اندماجية كاملة – سياسيا وعسكريا – في تنظيم واحد في مؤتمر الصحراء الكبري خلال عام 2017م، كما أعلن تجمع قوى تحرير السودان عن وقف العدائيات من طرف واحد دعما للثورة السلمية وإزالة الشكوك ومبادرة لإبداء حسن النوايا لبناء سودان جديد يسع الجميع، ومن ثم انضم التجمع للجبهة الثورية مؤخرا، وأصبح أحد فصائل الجبهة، والآن يخوض معها اجتماعات القاهرة. لمعرفة تفاصيل مايدور في تلك الاجتماعات، بالإضافة إلى عدة استفسارات، وأسئلة طرحتها (الراكوبة) على رئيس تجمع قوى تحرير السودان، فإلى مضابط الحوار.

 

حوار: مشاعر دراج

حدثنا عن آخر تطورات اجتماعات القاهرة؟ 

– اجتماعات القاهرة هي في الحقيقة جاءت بدعوة كريمة من حكومة جمهورية مصر العربية، لذلك لأهمية دور مصر في السودان كما دول الجوار الأخرى، واجتماعات القاهرة أصلا ليست مبادرة ولا تفاوضا، هي فقط لترتيب المنبر بشكل جيد من حيث التكييف الكلي للمنبر الموحد للقضية السودانية برمتها، وخصوصا المناطق المتضررة بالحرب وكذلك الاتفاق على الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، وكيفية مشاركة دول الجوار السوداني، منعا لتعدد المنابر وتقاطع المصالح الدولية، وكذلك كيفية مشاركة المنظمات الدولية والملفات التى سوف تناقَش، والمسارات وكيفية تنظيمها في إطار المنبر الموحد، أما على الجانب الآخر فهنالك اجتماعات خاصة بالشأن الداخلي للجبهة الثورية من هيكلة وتنظيم الجبهة بعد وحدة الجبهتين، بالإضافة إلى انضمام تجمع قوى تحرير السودان، كذلك سوف تكون هنالك ورشة للمفاوضات يومي ه٢ و٢٦ من هذا الشهر، وبعد ذلك تبدأ اجتماعات نداء السودان يومي ٢٧ و٢٨، وكما ذكرت فإن اجتماعات القاهرة الغرض منها ترتيب المنبر؛ وليست مبادرة مصرية أو مفاوضات. هناك توقعات بانضمام الجبهة الثورية لعملية السلام في القريب العاجل؟
– انضمام الجبهة الثورية لعملية السلام ليست توقعات بل هي حقيقة، ووحدة الجبهة الثورية جاءت رغبة في السلام وليس الحرب، ولكن في القريب العاجل هذا يحدده مدى توفر الإرادة السياسية والرغبة الصادقة في معالجة جذور الأزمة السودانية، ولكن رغبة الجبهة الثورية في السلام هى رغبة صادقة وجادة بلا شك في السلام العادل والشامل، بما فيها شمول القضايا والأطراف. (مقاطعة) هناك عدم ثقة أصبحت بين الرفاق في الثورية والحرية والتغيير، وظهرت من خلال إجابتك في عدم وجود الإرادة السياسية؟ ماتعليقك؟
– بالنسبة لعدم الثقة بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية، نعم الثقة أصبحت معدومة وليست مسألة احتمالات بعد الذي جرى في أديس أبابا والقاهرة، وأنا أعي ما قلته حول توفر الإرادة السياسية، وأعتقد شكل التفاوض سوف يكون مختلفا عن سابقاته، لأننا نعدُّ شركاء في الثورة وهذه الحكومة حكومة نتاج ثورة شعب، لذلك ليس هناك أنصاف حلول أو توظيف أو ما شابه ذلك. ظلت الحركات المسلحة تطلق اتهامات للرفاق في قوى الحرية والتغيير بأنها نقضت عهدها معهم؟
– لا أعتقد أن الحركات المسلحة تطلق الاتهامات جزافا للرفاق في إعلان الحرية والتغيير، ونحن في تجمع قوى تحرير السودان لم نكن جزءا من إعلان الحرية والتغيير ولكننا دعمنا الثورة السلمية بكل ما أوتينا من أدوات، ولكن حديث الرفاق في إعلان الحرية والتغيير -وهذه حقائق ماثلة أمامنا – يعدُّ نقضا للعهود والمواثيق؛ وليس عهدا واحدا. لقد اختزلوا الثورة، بل سرقوا مجهودات الشعب السوداني وخاصة شعوب الهامش، وإعلان الحرية والتغيير بشكله الحالي يعدُّ أسوأ من عقلية المركز السابقة تجاه الآخرين، ونحن نقول بملء الفم إنهم خانوا ونقضوا العهود، والشواهد أمام الكل واضحة إلا للمكابر
. دائما ما يطلق مواطنو دارفور أن الوثيقة لاتمثل الهامش؟ ماتعليقك؟
-إطلاق أهل دارفور أن الوثيقة لا تمثل الهامش هذا التعليق صحيح لا شك، لأن الوثيقة لم تخاطب قضاياهم عمدا وبفعل فاعل، وأنا شخصيا أرى ذلك.
ماهي خطتكم – كجبهة ثورية – للفترة الانتقالية في السودان وبالأخص مناطق النزاع: دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان؟ خطة الجبهة الثورية السودانية في الانتقالية هى خطة شاملة، ولكن أهمها على الإطلاق تحقيق السلام العادل والشامل شمول القضايا والأطراف أولا، ومن ثم إزالة التهميش والإقصاء المتعمد من المركز عبر الحكومات المتعاقبة، أعني كل ظواهر التهميش والإقصاء بأنواعه المختلفة، وإعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية باستحقاقات كاملة غير منقوصة فيما يتعلق بالتعويضات والعدالة والتنمية وتوفير سبل العيش الكريم لهم ابتداءا، ومن ثم الانتقال إلى التحول الديمقراطي في عموم السودان بحل جذور الأزمة السودانية لتكون المواطنة هى أساس الحقوق والواجبات ومشكلة السودان في المركز وليست في الأطراف والذي يجرى في الأطراف هو في – تقديرنا – آثار حرب بسبب التهميش والإقصاء المتعمد من المركز لذلك فإن الخطة الإستراتيجية هى معالجة المشكل السوداني في عقلية المركز السابق والآني في طريقة تفكير مركز المركز المتمثل في إعلان الحرية والتغيير.
انطلقت مظاهرات خلال اليومين الماضيين في جنوب دارفور بسبب أزمة الخبز؟ ماتعليقك؟
– مظاهرات جنوب دارفور هي امتداد طبيعي لنضالات الشعب السوداني ضد الظلم والتهميش، وهذا يؤكد حديثي أعلاه عن العقلية، ولكن شعب دارفور تحديدا لا أعتقد أن يثور فقط لأزمة الخبز؛ هناك دوافع أخرى أساسها هو عدم إحساس هذا الشعب بأن إعلان الحرية والتغيير، قد أولى اهتماما بقضاياهم، بالرغم من أنهم شركاء في الثورة، ليس من ديسمبر، ولكن منذ زمن بعيد، وأنا أرى إنهم على حق في ثورتهم أيا كان السبب.
هل تتوقع انضمام عبدالواحد نور لملف السلام رغم رفضه لكل اتصالات المجلس السيادي؟
– الرفيق عبدالواحد ليس راغبا في الحرب، ولكنه ذهب إليها مضطرا، كما فعلنا نحن في الحركات المسلحة. إن السلام خيار استراتيجي لكل القوى السياسية والمسلحة، ولكن لكل تنظيم تقديراته ولكن أتوقع إنه سوف يكون في ملف السلام إذا توفرت القدرة والإرادة السياسية للحكومة الانتقالية وليس هنالك من يرفض السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..