مقالات سياسية

من دخل المليونية فهو آمن

يوسف السندي

تخرج اليوم الجماهير الثائرة مجددا في مليونية ٢٥ ديسمبر لتقول لا للانقلابيين، مع ان هؤلاء الانقلابين أثبتوا انهم صم بكم لا يعقلون ولا يسمعون، ولكنه قدر هذا الشعب ان يسمع حتى الصم، وأن يسير بثورته حتى تحقيق النصر المبين.

ليس سهلا ان يمر الشعب بفترة ثورية، هناك أجيال وشعوب باكملها ربما لم تمر في حياتها بلحظة ثورية، لذلك يبدو لهم غريبا هذا الذي يفعله شعب السودان، يبدو لهم هذا جنونا الذي يفعله اشاوس المظاهرات وهم يتحدون البمبان والرصاص ويقدمون التضحيات الغاليات من أجل الوطن، فالوطن الذي اسمه السودان كان بعيدا جدا في اذهان الجماهير، كان مجرد خيال بعيد في الافئدة، وذلك نتيجة سيطرة مجموعة صغيرة عليه وتسييره على هواها لمدة ٣٠ سنة، فقتلت الوطنية وصادرت روح الوطن.

الان عادت الوطنية للجميع، ايقظتها هذه الثورة، الصغار والكبار، النساء والرجال، اصبحوا يهتفون للوطن، أطفال المدارس اصبحت اناشيدهم هي اناشيد الثورة، النكات صارت من وحي الثورة، الأشعار صارت للوطن، كل شيء صار ممزوجا برائحة الوطن، فقد أعادت دماء الشهداء وتضحيات المصابين رائحة الوطن الذكية وطوفت بها في النيل والغابة والصحراء، فلم نعد نرى او نسمع الا الوطن والوطنية.
هذه الروح يريد أن يقتلها البرهان وحميدتي ومن معهم من الانقلابين، يريدون ان يعيدوا الشعب مرة اخرى لعهود لا تعرف الوطنية ولا تقدس الوطن، عهود قاحلة ومجدبة، ولكن هيهات، فهذه المرة قد وعي الشعب الدروس، واعد عدته الكاملة لمعركة طويلة الأمد سلاحه فيها السلمية والهتاف والعزيمة.

اتمنى ان يكون الاعداد لمليونية ٢٥ ديسمبر قد عالج سلبيات ما حدث في مليونية ١٩ ديسمبر، القيادة التي فوضتها الجماهير لشباب لجان المقاومة عليهم ان يعطوها حقها بالتنظيم والتشبيك والوحدة، فشل التنسيقيات في هذه المهام واعتمادها على تنسيق أفقي هش وتكتيكات لحظية لن يقود الثورة بطريقة سليمة.

القيادة التي فوضتها الجماهير للجان المقاومة تجعلهم أمام خيار لابد أن يقوموا به وان رفضوه من قبل وهو التشبيك مع جميع الكيانات الثورية بما فيها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وتجمع المهنيين، فهذه أجسام ثورية لا يمكن التشكيك فيها ولا التطاول عليها او تجاوزها.

لجان المقاومة وقادة المواكب عليهم كذلك ان يواجهوا الاعتداءات التي ظهرت في بعض المليونيات على القيادات الثورية، كالاعتداء على ابراهيم الشيخ، هذا الاعتداء يمثل درك سحيق للثورة، ويسير بالمليونيات إلى درب مغلق ومجهول، الوقوف الصارم أمام هؤلاء المعتدين المندسين وتلقينهم درسا بليغا يجب أن يكون هدف كل ثائر، وليكن شعار المليونيات هو (من دخل مليونيات الثوار فهو آمن ).

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. كلامك في الصميم …وهام جدا جدا…ريل جماعات يجب بترهم من الثوره…لانه الثوره جسم يضم كل من له قناعة بالتحول المدني
    الديمقراطي. وليس رجال المقاومه فحسب …فليعلم الجميع ذلك….

  2. كلام جميل …فليعلم الجميع ان الثورة جسم يضم كل من يؤمن بالتحول المدني الديمقراطي…..
    وليس حكرا للجان المقاومة…..ولا للانقسام …..ومن قام بالتعدي علي الاستاذ/ الشيخ….هو ليس من الثوره..ولايشبهنا…

  3. شوف لو دافعين ليك عشان تقول كلامك دا اتاكد مافي زول بسمع ليك
    الشباب ديل قاعدين يسمعوا بارواحهم ودمائهم مش بسماعات اللابتوب التتكلم بها دي ونصائح الكي بورد تحت التكييف
    الشباب شاف قحت وشاف انجازاتها خلال عامين من المحاصصات.
    نعلم أن كل همك هو عودة المنصورة وبقية الأحباب للوزارات والمحاصصات ولكن خلاص اخذته فرصتكم واثبتوا معدنكم.
    هذه الاحزاب لا تختلف ابدا عن المؤتمر الوطني وكلكم واحد، واي واحد منهم يجي المليونيات سوف يوصل له الشباب الرسالة بطريقة واضحة وبالفهامة اذا كان اصحاب الجلود التخينة ديل ما يفهموا بالشعارات التي رفعها الثوار ضدهم.
    لا يلدغ المؤمن جحر مرتين.

  4. قال الكاتب: (وتجمع المهنيين، فهذه أجسام ثورية لا يمكن التشكيك فيها ولا التطاول عليها او تجاوزها)
    هذا السندي مثال ونموذج لأحزاب قحت، فهو يتكلم بلسان حزبي وطائفي فاسد فمن يصدقه؟
    الان ممكن اطلع لهذا الرجل 100 مقال يشكك فيه في تجمع المهنيين باعتبار انه يمثل الحزب الشيوعي واليوم أصبح هذا التجمع لا يمكن التشكيك فيه او التطاول عليه او تجاوزه)
    يا راجل خاف الله
    واعطيكم مثال واحد لعقلية كتاب قحت وكتاب الطائفية من عشرات النماذج وهي العقلية اللي عايزين يقودوا بها البلد.
    ففي يوم 21 يناير من هذا العام وتحت عنوان (التصعيد المفخخ لتجمع المهنيين)، استهل هذا الرجل مقالا له في ذات هذه الصفحة في الراكوبة يقول:
    (راعي الضأن في الخلا يعلم أن تجمع المهنيين الشيوعيين اختطف التجمع عبر انتخابات مخجوجة ومنذ ذلك الوقت يطبق هذا التجمع سياسة الحزب الشيوعي السوداني بحذافيرها، للدرجة التي جعلت ( ابوروضة ) الشيوعي يصدر مقاله الخاص بالتزامن على صفحة التجمع وصفحة الحزب الشيوعي، ثم إن كل ممثلي التجمع هم من الكوادر الشيوعية، لذلك لا أدري كيف ينطلي على البعض خديعة ان هذا التجمع المختطف هو عينه تجمع المهنيين الذي قاد الثورة؟! من في عينه رمد لا يجب أن تعمى عيونه عن رؤية هذه الحقيقة، ومن في قلبه بصر وبصيرة لا يجب أن تفوت على فطنته هذه الحقيقة الناصعة).
    ولا ادري كيف تغيرت هذه (الحقيقة الناصعة) بشكل كامل!
    هههههههههه
    لا تعليق!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..