الانتماء للوطن يختلف عن الوطنية

الانتماء للوطن يختلف عن الوطنية

سيف الاقرع – لندن
[email protected]

شعرت بالحزن وانا اجادل احد الاصدقاء عن الوطنية ولا بد لنا ان نكون وطنيين ونحفظ البلاد بدمانا وكل غالي ونفيس فهو وطن الاجداد والانتماء وهو التاريخ وهو وهو وهو .. الى اخر الكلمات التي تشحذ الهمم وتنمي الوطنية وتحفظ الوطن عند نا وتشعرنا بالفخر والانتماء لوطن عزيز ولكني في غرار نفسي طرحت اسأله بيني وبين وبينها وانا اتحدث مع صديقي الذي كان يوافقني الرأي ورجعت لقول الشاعر احمد شوقي وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق .. رجعت الى هذا الدين المستحق لي ولك يا عزيزي القارئ فأنا من جيل فعلا لنا دين مستحق منذ نعومة اظافرنا منذ ولادتنا في المستشفيات الحكومية على ايد اطباء او قابلات يصرفن رواتبهن من الحكومة وتمتعنا بالادوية المجانية لنا كأطفال ولامهاتنا ووجدن العناية الفائقة في المستشفى وتابعونا بالتطعيم ضد الامراض وايضا على حساب الحكومة ثم تدرجنا في التعليم وكنا نجد المدارس النظيفة المهيئة للدراسة وكانت ايضا الحكومة تصرف لنا الكراسات والكتب الجديدة والاقلام وحتى المحبرة كانت موجودة بالاضافة الى المسطرة وكراسات الرسم وعلبة الالوان .. اي والله عشنا هذا الزمن الجميل .. ولا ازال اذكر هيبة المعلم حينما يرمقك بنظرة تعود عنها عن الخطأ في اللحظة والحين كما اذكر ايضا دفتر العيادة يوميا للمرضى او المتصنعين وتجد العناية من المركز الصحي او تجد العقاب من المدرسة والبيت اذا ما اكتشف الطبيب انك متهرب من الحصة الاولى وهي دائما رياضيات وكثيرا ما يتهربون من هذه الحصة تجد العقاب اذا كتب لك الدكتور انك متصنع .. ثم التدرج في كل المراحل المتختلفة من التعليم حتى الجامعة او المعاهد الفنية حيث ان الطلاب يجدون اعانات مالية شهرية وايضا تذاكر السفر الى اقاليمهم اذا ما كانوا من اهلنا في الاقاليم .. رجعت بالذاكرة الى تلك الايام السمحة واخلاص المعلمين واحترام المواطن للطالب ولتذكرة المواصلات المجانية او المخفضة ففي ساعات الدراسة الصباحية كانت المواصلات مجانية للطالب او مخفضة ثم ابتكرت الحكومة نظام الابونيه وهو ايضا مخفض للطالب كما تعمل به بريطانيا الان مع الطلبة اذ ان تذاكرهم مجانا الى حين كتابة هذا المقال .. انا اقيم في بريطانيا وابنائي الان يترحلون مجانا في اي وقت وليس فقط في ساعات الدراسة وهذا النظام لكل طالب غنيا اسرتة كانت ام فقيرة .
رجعت لذلك الزمن الجميل وعرفت فعلا ما كان يقصده احمد شوقي دين مستحق هو فعلا دين مستحق ولكنه لمن ؟
لمن هذا الدين المستحق يا اخي المسوؤل الان في الحكمومة السودانية ان كنت وزيرا للتعليم او وكيل وزارة او ايا من المسميات الفخمة او يا سعادة او ياسيادة او اي شيء فنحن امة تحب الالقاب وربما تطرد من وظيفتك اذا لم تفخم المسوؤل والعكس تماما في اذدراء المسوؤل لك فأنت لاتسوى شيء ولا تستحق المخاطبة بأي لقب لذلك يحق له ان يناديك بأسمك مجردا ولا يحق لك ان تنادية بدون لقب عجبي وقد كان بلامس مثلك مواطنا صالحا او غير صالحا واني اشك في صلاحيته كما اشك ايضا في كثير منهم في مواطنتهم .
هذا الدين المستحق علي انا يا اخي وعليك انت يامن صرفت عليك الدولة من ضرائب المواطنين والتي كانت لاتذكر ومن موارد الدولة المتواضعة في ذلك الزمن ولكنها كانت تصرف على المواطن وعلى البلد لا توضع في الجيوب وتبنى بها الابراج السكنية صرفت عليك في كل اوجه الحياة .. حكى لي احد اقاربي وكان يعمل مساعدا طبيا قال انهم كانوا يذهبون الى الخلا والفيافي لتطعيم الرعاة والعرب الرحل اينما كانوا وكانت هناك افواج سنوية لهذا الغرض للعناية بالرعاة ( سبحان الله كنا في حلم ولا علم )
اخي المسؤول ماذا ستقول الان للمواطن حتى تشحذ فيه الوطنية والهمم العالية في حب الوطن وماذا قدمت له حتى يعرف ان للاوطان دين مستحق .. ماهو استحقاق الوطن وماهي ضريبة الوطن التي اخذت بها الطلاب من الجامعات وارسلتهم الى محرقة الجنوب .. واذا قدمت له لتجبره على الخدمة الالزامية ولا تعطيه شهادتة المدرسية الا اذا ادى الخدمة الالزامية وقد درس على حساب اسرته الفقيره وتعالج على حسابها ومرض ولم يجدك ايتها الحكومة تقدمين له اي شيء .. نشأ في وطن وجد ان والديه يدفعون كل شيء .. وجد ضنك العيش ووجد الذل والفقر .. وجد نفسة يجب ان يدفع ويدفع ويدفع .. دون مقابل وجد نفسة مطارد للخدمة الالزامية .. وجد نفسه مذلول في كل شيء ووالديه مزلزلين في النفايات والزكاة والضرائب ورسوم ورسوم ورسوم سميتموها ما انزل الله بها من سلطان .. واين تذهب ؟؟؟ فوجد امامه الغنى الفاحش بغير وجه حق والثراء الحرام ووجد نفسة واسرته يدفعون ويدفعون ويدفعون وانتم كل يوم ايها المسؤولن تفرضون ضريبة جديدة .. هل فكرت ايها المسؤول ان تستجوب موظف دولة اذا كان وزيرا او خلافه من اين بنى تلك العمارات الشامخات من اين له .. هل الحكومة تصرف مرتبات بهذا الكم تفوق حاجته اليومية من اكل وشراب وعلاج وملبس ويكون المتبقي عنده ما يمكنه من بناء منزل فقط ناهيك عن برج عاجي يسكن فيه سعادته او سيادته او اي اسم تحبون ان نناديكم به ..
نرجع لاحمد شوقي .. وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق .. اذا من هو المعني ببيت الشعر هذا .. لا شك هو انت ايها المسؤول.. وسيصعب عليك ان تذكر بيت الشعر هذا لاي من شباب اليوم ولن تقنعه بأن هناك دين عليه بل بالعكس هو له دين على الوطن فهو سيدافع عن وطنه نعم ولكنه لانه وطن اباءه واجداده وانتماءه كما يدافع كل منا عن بيته وعن قطعة ارض يمتلكها .. اما دين فلا اعتقد في هذا العهد ان هناك دين على شبابنا مستحق ..

سيف الاقرع ? لندن
[email protected]

تعليق واحد

  1. أحييك أخي الأقرع فحب الوطن لا يأتي من فراغ بل تفرزه معطيات ،مثلا انت تحب الوطن لانك تمعتعت فيه بمجأنية التعليم والعلاج وأشياء كثيرة لا يتسع المجال لزكرها ولكن اسأل أي طفل الأن عن حبه للوطن وشوف رده حيكون شنو ؟وعندي ليك سؤال شخصي هسع أولادك بحبو السودان ولا بريطانيا؟

  2. أنا واحد من جيل الثمانيات ولا أحس بأي دين لوطني علي لأنه لم يقدم لي شيء يذكر كل شيء دافعو من جيبي أو جيبي والدي حتى شهادتي السودانية لم أحصل عليها لعدم ادائي للخدمة الغير وطنية ودرسنا بفلوسنا وتعالجنا بفلوسنا ولم يدفع لي الوطن أي شيء وتقولي وطنية … تروح الوطنية في البحر ..

  3. سلام كاتبنا العزيز سيف ورواد راكوبتنا طيبين ولامين
    ابدا بنفسى ابى رحمة الله عليه رجل بسيط عامل زراعى عمل ببيت مدير الكهرباء فى الحى البريطانى بمدنى بمجرد رؤية كيس الموز فى يد ابى اعرف بان المهية وصلت كنا مستورين نحمد الله والله العظيم اخى بالداخلية السنى الثانوية وعمى طباخ بالصناعية الثانويه ياتى لنا بالحليب والسردين والطحنيه من ميز الداخليه علبة السردين تكفى لسبعة اشخاص والتعليم مجانا حتى الجامعه المشكلة الرئيس نفسو يقول مافى حاجه اسمها مجانية تعليم طيب نحن كنا بنتم ميزنا عديل من خير الداخلية شوف انت قريت وين ياريس وبتين
    العلاج مجانى تشيل كراس المدرسه وعلى المركز الصحى او المستشفى والسفر بالقطر نطوف السودان ده كلو بتذاكر مجانى والكهرباء والمويه كمان مجانا نظام اسطاف باعتبار الوالد الله يرحمو تابع لشركة الكهرباء والوطن فى حدقات عيونا من جوه ونفديهو باى شئ لكن للاسف الوطن الان تحت حكم افضل منو الاستعمار عديل مشروع الجزيرة باعوه رخيص واهملوه والغريبه الريس قال المزارعين ببيعو الديزل ديل ماخلو لينا صفحة نرقد عليها طممو بطنا عديل
    ………….تصبحوا على وطن

  4. الوطنية ليست مرتبطة ببقاك في الوطن، فقد تهاجر وتعيش كل عمرك خارجا ولكنك لا تستطيع أن تنسي الوطن وهكذا كنانعيش ونحيا……صحيح من لديه غيرة على وطنه فيكون حتى وهو عايش في بلد اخر …مسألة حب الوطن حقيقة في رأيي أن ليس للانسان دخل فيها وإنما هي تولد مع الانسان وهي امر فطري يفطر عليه الانسان حقيقة اقول عباره " العرض والاوطان هما شرف الانسان " فلا عرض بدون وطن يحميه ولا وطن بدون شعب يحويه فقضية الوطنية هي فطريه وحقا لا احتاج ان اثبت حبي لقومي ولوطني فهذا مما فطر الله الناس عليهااللهم لك الحمد والشكر ولك الثناء الحسن
    مع تقديري و كل الثناء علي هذا الموضوع ….و مزيد من العطاء……………

  5. الاستاذ سيف لك التحية والاحترام,,,
    انا ممكن اكون من جيل الاخ سومي جيل بداية التمانينات ,,دخلنا المدرسة الابتدائية في اواخر العهد الديمقراطي ,,,وكنا وقتها لا ندري شيئا في هذا السودان الجميل ,,,
    اتذكر جيدا في العام 89 حين اتي خالي وقال لنا ان الحكومة انقلبت وكنت محتار في ذلك الوقت كيف تنقلب الحكومة……
    كنا نعطي كراسات مجانية في ذلك الوقت وكتب ,,,,تقدمت السنين واصبحنا لا نعطي اي شيئ ,,,,
    حتي دخلنا الجامعات في بداية هذا العقد واصبحنا ندفع مقابل اي شيء داخل الجامعة وخارجها ولا نجد ان الدولة او الحكومة الملعونة تقدم لنا اي شيء ,,,
    ومن ذلك الوقت اصبحنا نهتم بالامور السياسية واخبارها حتي وصلنا الي قناعة كاملة بان هذه الحكومة او هذا النظام لم يقدم لهذه البلد ولمواطنها اي شيئ ,,,
    بل لم يكتفي هذا النظام بذلك واصبح ياخذ من البلد ومواطنيها اي شيء ,,
    حتي استطاع ان ياخذ كل ما هو جميل ولم يترك لنا غير كل ما هو سيئ وبغيض,,,
    ومع هذا نستطيع ان نميز جيدا ما بين الولاء للوطن السودان الجميل ,,,,
    وما بين الولاء لحكومة الوطن المغتصبة و البغيضة ,,,
    تخرجنا الان من الجامعات منذ ما يقارب الخمسة سنوات والعمر يركض ولم ولن نجد فرصة عمل الا بواسطة كوز ملعون او ضهر تخين ,,,,
    ونبحث بجدية شديدة منذ ذلك الحين عن وطن بديل يتساوي فيه الكل بدون النظر الي اي شيء ,,,,,,,,,
    نبحث عن وطن بديل حتي يعود الوطن المنفي منصورا الي ارض الوطن ونعود معه لنقدم ما نستطيع للوطن,,,,,

  6. الاخ سيف الأقرع لك التحية ….تعجبني مقالاتك في هذا الموقع المتنفس الوحيد لنا وأحرص على قراءتها …أنا من مواليد بدايات السبعينات ودرست المراحل الثلاثة حيث كان التعليم ليس مجانا بالكامل كماكان في عهدكم ولكن تصرف لك الكتب والدفاترمجانا أما الأقلام والأدوات الأخرى كعلب الهندسة كانت توفرهالنا أسرنا وكانت أسعارها زهيدة وتستطيع كل الأسر السودانية توفيرها ولكن لم يكن في عهدنا ترحيل مجانا وكان الطلاب يدبرون أمرهم بالمشي راجلين أو بالمواصلات العامة لمن يسكن في مكان بعيد جدا عن مدارسهم…وفي العام 1989 وصلت الصف الثاني الثانوي ولما جاء انقلاب الانقاذ حدثت لي وعكة صحية وتركت الدراسة فترة طويلة ولكني عزمت أن أمتحن الشهادةالسودانية ونجحت والحمد لله ودخلت جامعة الخرطوم كلية التربية وتخرجت منها ولكن للأسف كانت الدراسة بها بمبالغ كبيرة ..ولكني حتى الآن لم أجد وظيفة …لقد أصبح السودان طاردا لأبناءه ولا أدري متى ينصلح الحال ……….يعلم الله أنني أحب السودان وأريد أن أعمل من أجله ولكن كيف مع هؤلاء الذين يحكموننا ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..