
يوسف السندي
توجد في الساحة السياسية الثورية ثلاث مكونات ، هي تحالف قوى الحرية والتغيير ، لجان المقاومة ، والحزب الشيوعي.
لا يمكن أن نطلق اسم (التحالف) على ما تم تسميته ب (تحالف قوى التغيير الجذري) ، لأنه ليس سوي الحزب الشيوعي وواجهاته مثل تجمع المهنيين الشيوعيين وبعض الكوادر الشيوعية التي اختطفت لسان أجسامها.
كما ان التحالف الوليد تفرق أيدي سبأ بعد مؤتمره الاول، حيث تبرأت منه المكونات غير الشيوعية وهي منظمة أسر الشهداء، لجنة مفصولي الشرطة، حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور ، اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ، واصبح اسرع تحالف يموت في تاريخ السياسة السودانية.
لذلك سأكتفي فقط بالاشارة إلى الحزب الشيوعي كمكون معارض اعترافا بتاريخية وجود الحزب ، والإشارة إلى الحرية والتغيير كتحالف لانه بالفعل تحالف سياسي يضم احزاب سياسية واجسام مهنية متعددة مختلفة في الرؤى ولكن يجمعها الحد الادنى من التوافق على العبور بالوطن نحو المستقبل المدني الديمقراطي.
كنت لوقت قريب ادعو إلى تقديم شباب لجان المقاومة لقيادة البلاد ، باعتبار ان شباب اللجان المستقلين قد يكونوا خاليين من عيوب الاجسام السياسية مثل الاقصاء والانانية ، ولكن ما حدث في امتحان موكب الحرية والتغيير والذي رفضته بصورة إقصائية لجنة الديوم الشرقية وتبعتها في ذلك لجنة مقاومة بري، جعلني اتحسس اندفاعي غير المرشد نحو تسليم السودان (صرة في خيت) لامثال هؤلاء الذين تجاوزا حتى الاحزاب السياسية في الفجور في الخصومة، فالاحزاب طوال تاريخها لم تعترك على منصة في الشارع ، ولا منعت متظاهرين من استخدام أرض السودان وشوارعه وساحاته.
كنت أتجاوز في السابق عن حقيقة فشل لجان المقاومة لأكثر من عام في التوحد حول ميثاق ثوري واحد!! في الوصول إلى اتفاق حد ادني يوحدها حول هدفها الواحد اصلا وهو إسقاط الانقلاب !! . لجهة ان الوقت ليس وقت ملام وانما يجب الدفع نحو تقريب وجهات النظر ، للمعلومية الاحزاب السياسية توحدت بسرعة فائقة خلف اعلان الحرية والتغيير في بداية ثورة ديسمبر، وظلت توجد دوما في تحالفات سياسية على الحد الادنى ، كالتجمع الوطني الديمقراطي في التسعينيات ، وقوى الاجماع الوطني ونداء السودان في هذه الالفية واخيرا قوى الحرية والتغيير ، مما يؤكد بان الاحزاب تسبق اللجان في هذا المضمار بسنين ضوئية وانها اقدر على تجسير الهوة بينها اذا دعى الداعي.
قد يقول قائل ان الاحزاب الان غير موحدة، وهو قول خاطيء ، فالاحزاب المعارضة موحدة ، فقط الحزب الشيوعي هو (المفندر)، ولو كان الحزب الشيوعي داخل اي تحالف سياسي حزبي لارغم على المضي في اتجاه وحدة كتلة الاحزاب السياسية ضد الانقلاب ، وهذا هو بالضبط السبب الذي جعل الحزب الشيوعي يخرج من قوى الحرية والتغيير ثم من قوى الإجماع الوطني ، ليهيم وحده في عوالم الاحلام الجذرية المتوهمة جامعا حوله لافتاته وبذراته التي بذرها في ارحام الحركات المهنية المستقلة والمطلبية.
في ظل الوضع المستجد والتغيرات والحقائق التي تكشفت مع استمرار الثورة، يتأكد ان قوى الحرية والتغيير ما تزال هي القوى الوحيدة المتماسكة والتحالف الثوري الوحيد الذي يحمل موقفا وطنيا واحدا ورؤية واقعية (وليست حالمة) للسودان والثورة والمستقبل . وليس أمام الشعب اذا اراد تجنب المستقبل المجهول الا المضي كتفا بكتف مع قوى الحرية والتغيير.
صحيح كلامك الحريه والتغير اجدر من غيره فهي خيار ام خير او هي افضل السيئين
طيب الحرية والتغيير حكمت عامين وفنقست للعسكر وفشلت وخانت الثورة عاوزاها تاني يا فطومة تأتي وتحكم، يفتح الله ناس “قحط” افلسوا ومافي واحد بثق فيهم غيرك انت يا فطومة امشي وراهم وشكرا.
(للمعلومية الاحزاب السياسية توحدت بسرعة فائقة خلف اعلان الحرية والتغيير في بداية ثورة ديسمبر، وظلت توجد دوما في تحالفات سياسية على الحد الادنى )
طبعا البوحدهم المحاصصة والمناصب دا شي معروف!
لجان المقاومة يا سندي خط احمر فهم من يريقون دمائهم الزكية في تراب الوطن وهم من يموتون من اجله، هم من اسقط النظام الانقاذي ببسالة شهد بها العالم بينما كان ثعالب الاحزاب يتابعون ما يجري من شاشات التلفزيون ومن وراء الحيطان.
والان بأي حق ومنطق تريد تسليم السلطة (صرة في خيت) لكهن السياسة ليلعبوا بها كما ظلوا يلعبون بها طيلة الستين عاما الماضية؟
ابطال الديوم وابطال بري لا يحتاجون لأحد يدافع عنهم فبطولاتهم واخلاصهم هو الذي يدافع عنهم، ولذلك ننصحك ان تركز دفاعك عن المنصورة وفسادها في الخارجية وعن بوخة المرقة وعن اولاد الامام الذين بدأوا يبدلون جلد الطائفية بجلد ثوري مغشوش عشان يجوا ينطوا فيها! دافع عن ديل بدل الهجوم على لجان المقاومة الذين يحق لهم ان يفعلوا ما شاءوا في ميدان الثورة والسياسة لأنهم يدفعوا ثمن ذلك من دمائهم وارواحهم.
سؤال بريئ: تقدر تقول لي شخص واحد من هؤلاء الكهنوت او ابنائهم استشهد من اجل هذه الثورة؟
سؤال محرج جدا!
انا شخصيا لا أستطيع الدفاع عن الأحزاب السودانية فهي على الدوام تخذل الشعب عقب كل ثورة للتحول الديمقراطي و قلنا مرارا أن فاقد الشيء لا يعطيه لكنهم لا يبالون.
بالمقابل تستطيع الدفاع بكل خبث العالم عن سلطة الانقلابيين و تظهر تايدك المستتر وسحلهم لشبابتا .
ستذهب سلطتكم الى مزبلة التاريخ