رسالة الي الدكتور تجاني سيسي

رسالة الي الدكتور تجاني سيسي

محمد بشر كرم الدين – كاتب سوداني :

غدا ستعود ومعك الاخوان والعود أحمد وانت تجاني سيسي المعروف بشعبة ادارة الاعمال بجامعة الخرطوم عرفناك ونحن نغادر الجامعة في اواسط الثمانينيات عندما عدت لتدرسهم الادارة , اليوم صارت كلية ادارة الاعمال, وعرفناك حاكما لاقليم دارفور ومعك الشفيع احمد محمد صنوان واليوم تعود لتجدها صارت ثلاث ولايات, ومحليات ووحدات ادارية بعدد حبات الرمل والحصى, وحبال بلا بقر.

وتعود لتجد اهل دارفور منقسمين بين مسلمين عرب وأفارقة مسلمين وعبارات اخرى لا أحبذ استخدامها بسبب اللون أو الاصل, تعود اليوم وهم بين مؤيد للحركات المسلحة ومؤيد للحكومة وآخرين بين بين، جيوبهم مع هؤلاء وقلوبهم مع اولئك ومنهم منافقون مردوا على النفاق, تعود لتجدهم بين معسكرات النزوح حول المدن ومعسكرات اللجوء بالخارج وبعضهم نجا بجلده الى مدن السودان الاخرى, وتعود بعد ان كنت حاكما تجوب الاقليم من كرب التوم في الشمال الى الردوم في الجنوب ومن بيضة في الغرب الى أبيض شنقا في الشرق لا تخاف إلا الله والذئب على الغنم لتجد اليوم نفسك إذا أردت ان تجوب أطراف المدن عليك بعتاة الجند وأرتال السيارات المجهزة بأحدث المدافع, وغدا تعود لتجد جبل مرة لا كما تركت ولا كما كنا نردد:

جبال مرة
خيرا كــتير فوق التلال مخضرة
بــلدا,, فريد لا عندو نــد لا ضرة
اهـــــــل كتاب ليهم جبين في غرة
هم من زمان لمكة بهدوا الصــرة
سلاطـين بلد حـاكمنو جـوه وبرة
احفاد ملوك راقدين هناك في طرة
اه مــرة لو زرت مـــرة جبل مرة

واليوم لم يعد الكابلي يكتب ولا ابوعركي يغني ورحل خليل اسماعيل, الناس في دارفور ما عادوا يغنون ولا يطربون هم فقط يطربون لانغام الدوشكا وايقاعات الكلاشنقكوف وانواع اخرى من السلاح لا احب ذكرها, عندما تركتهم كانوا يطربون لألحان الكاتم في نيالا والجراري في عديلة والدينارية في الفاشر والفرنقبية في زالنجي وما ادراك ما زالنجي من دهب شرو وميري ابا وحصيحيصا هي مدينتك واهل مكة ادري بشعابها, ولا يفتي ومالك في المدينة ,زالنجي مدينة التمازج الاولى في السودان, اليوم زعلانة (زعلان جي) ولماذا لا تزعل وقد حاصرها جموع النازحين وهي لا تستطيع ان تجود لهم بما فاض ولم يبق ما يفيض, مشروع جبل مرة مصدر الرزق الوحيد توقف بسبب التمويل الخارجي وشح التمويل الداخلي كل شيء في زالنجي يحزن حتى مدرسة الأميرية التي تعرفها الان صارت جامعة زالنجي, ألم يكن الاجدر الحفاظ على القديم واضافة صرح جديد فخم اسمه جامعة زالنجي وبالمثل فعلوا بمدرسة الفاشر الثانوية مدرستي عندما سموها جامعة الفاشر وكلية معلمات نيالا التي كانت تخرج المعلمات الجميلات غدروا بهن اليوم صارت جامعة نيالا يعترك فيها الطلاب بالسيخ والسلاح الناري والسكاكين, هل علمت ان أحد الطلاب سدد عددا من الطعنات لزميله بالغرفة فصرعه ,أما الادهى والامر طالب يسدد طعنات لمساعدة تدريس نابغة في جريمة هزت مشاعر الجميع , آه يا أخي غــدا ستعود واه من غــد.

ستعود ويستقبلك الناس استقبال الابطال كما فعلوا من قبل مع الزعيم دريج اوائل الثمانينيات جاء حاكما لاقليم دارفور يحمل احلاما عراضا اصطدمت بصغرة المركز لم يستطع تحمل الصدمة خرج ولم يعد حتى الان, ولا احد يتمنى لك ذلك الناس هنا يحبوك ومتفائلون بمجيئك لانك تنتمي الى قبيلة عرفت بالتسامح وقبول الاخر وكل اهل دارفور يتعايشون مع الفور ولأنك الأقرب الى نفوس غالب اهل دارفور وأنك تنتمي الي بيت اهلي عرف بالحكمة والحنكة والا لما كانت زالنجي قبلة اهل دارفور واهل السودان من الوسط والشمال.

تعود وانت الذي لا تحمل في نفسك كثير مرارات ولا ضغائن برغم ان اهلك هم اكثر المتضررين من ويلات الحرب فهم ضحايا كل الفظائع على مر السنين, تحزن ونحزن معك ولكن الحزن وحده لا يكفيني فاصحاب المرارات والغبائن لا يصنعون مستقبلا ولا يتجاوزون ماضيهم الاليم .

الراية

تعليق واحد

  1. ستعود و تجد وزراء و معتمدين و رؤساء و أعضاء مجالس ولائية أدمنوا الفساد الإداري و المالي .
    ستعود و تجد كل من هب و دب يمني نفسه بمنصب والي أو وزير أو مستشار أو أي منصب دستوري و الغريب ليس لهم مؤهل سوى أنهم يسبحون ويحمدون بحياة الرئيس .
    نعم صار المؤهل بعدكم يا سيسي الذي أعرف فيه إنسانا يحق الحق لا يعني أي شىء في سوق نخاسة الوظائف الدستورية على الأقل في دارفور.

  2. امير المؤمنين الاعرج قال على رؤوس الاشهاد .. ما تبقى من السودان خالص للعرب المسلمين … فحمل رجال السودان الجد السلاح فاما عيش بكرامه او موت بشرف .. وبدات ثورة المهمشين الزحف نحو مركز الظلم … الخزى والعار لاشباه الرجال المبيوعين فى سوق النخاسه والسياسه بابخس الاثمان ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..