متى سيربطون الحزام

ضد الانكسار
متى سيربطون الحزام
أمل أحمد تبيدي
دائما المطالب بربط الحزام المواطن فعليه تحمل اى عجزسببه سياسات اقتصادية عشوائية ويبقى المسئول متمتع بكافة امتيازاته لا تهمه الحلول السهلة وهى الزيادات التى تطرأ بصورة مفاجئة على السلع الضرورية دون مراعاة للوضع الاقتصادى للمواطن الذى هده الفقر والمرض.
الآن بعد الصحوة التى فجرت براكين الغضب وتوحدت ارادة الشعوب ضد الحاكم ومن حوله تراجعت سياسة الزيادات فى الاسعار وايقافها رغم ان هذا ليس هو الحل بل الحل يجب ان يكون عبر ازالة معظم الرسوم التى فرضت سابقا دون وجه حق ودعم السلع الضرورية وارجاع مجانية التعليم والعلاج واعادة الهيبة للمدارس والمستشفيات الحكومية بدعمها وتطويرها خاصة انها اصبحت طاردة كما يجب العمل الجاد من اجل الحد من فيروس المدارس الخاصة وهذا لن يتم الا اذا وضعت الحكومة فى اولوياتها الصحة والتعليم وبدلا من ان تكون الميزانية للامن والمؤسسة العسكرية فلتكن هذه الميزانية للزراعة وتمويل مشاريع تنموية لتوظيف الخريجين دون واسطة او انتماء سياسى او قبلى ويكون المؤهل هو جواز المرور فى كافة التعيينات.
الوضع الاقتصادى يحتاج الى وقفة جادة وليس الى تصريحات جوفاء او وزراء بلا مهام .. الاسر وصلت قمة المعاناة فلا بد من تحسين اوضاعها بدعمها وتنظيم الاعمال المهمشة وابعادها من شبح المطاردة والرسوم ليكون دور المحليات مساعدة من يبحث عن لقمة عيش شريفة.
للاسف ان الذى يثير العجب ان المسئول يطالب المواطن بربط الحزام دون ان يبدأ بنفسه مدشنا مرحلة الترشيد الحكومى الحقيقية بدء من القصور الفاخرة والعربات والمكاتب التى تحولت الى مكاتب خمسة نجوم ثم الاحتكاك بالمواطن والنزول الى الشارع بهدم الاسوار التى شيدوها لتحجبهم عن الرعية ورؤية الواقع الذى صنعوه بسياستهم التى اصابتهم بالتخمة واصابت المواطن بسوء التغذية والجهل ثم انتشار الفساد والتسول والتشرد فلابد من تغيير شامل وكامل رغم ان ولادة واقع جديد مغاير فى ظل المعطيات الموجودة والسياسات غير الحكيمة وتجاهل المسئولين واستغلال النفوذ يعتبر ولادة عسيرة خاصة وان المجتمع اصيب بامراض مستعصية استشرت فى واقعنا بسبب ارتفاع نسبة الفقر
مع كل هذه العلل لابد من المحاولة واعمل الجاد من اجل اقتلاع بؤر الفساد ومحاسبة المفسدين حتى ولو كانوا فى قمة الهرم قبل ان يأتى يوم تجمد فيه البنوك العالمية الارصدة الخيالية التى تكفى لتنمية الدولة والدول المجاورة لها وتنشر الفضائيات استثمارات المسئولين وكيف كانوا يحتكرون كل شئ .. لا ادرى هل سيكون للمسئول السودانى ارصدة تفاجئ المواطن اسوة بما حدث فى مصر وتونس وليبيا بالاعلان عن المليارات المكدسة هنا وهناك ام انه غير متوقع ذلك فعلا القادم زلزال كما قال نجل معمر القذافى الساعدى ( انه زلزال انها حمى ستنتشر فى كل مكان لا احد يمكنه وقفها لا احد سيوقفها ).
انه يوم يفر فيه المسئول من مسئولياته وتفر القيادة من مرؤسيها ويتبرأ فيه المنتمون للحزب الحاكم من حزبهم وتنخفض الاصوات بل يصيبها الخرس من هول ذاك اليوم انه يوم لا ينفع فيه حليف ويكون النظام بلا سند باختفاء واختباء المنتفعين والمنافقين وحارقى البخور وضاربى الطبول والحكيم من يتعظ بما يرى ويبدأ بالتغيير والاصلاح قبل وقوع ( الرأس فى الفاس ) فلن تنقذه القرارات التى تخدر الشعوب ولا الشعارات الجوفاء فالتغيير والاصلاح يجب ان يبدأ من القمة بالمحاسبة وتوسيع الحريات واطلاقها وجعل الاحزاب تمارس دورها بديمقراطية دون تقيدها ويكون للمعارضة صوت ناقد لمجمل الاوضاع وناصح يجد الاذن الصاغية وتحمى الشرطة والاجهزة الامنية المسيرات السلمية دون اتباع سياسة البطش بها والاعتقالات
واقعنا العربى والافريقى بصفة عامة يحتاج الى هزة قوية حتى يتم الاصلاح والتغيير والآن بدأت وستستمر هبة الشعوب رافعة شعار ارحل والشعب يريد تغيير النظام … الخ فهو مد مستمر اذا لم ينتخب الرئيس وحكومته ولن يوقفه الا التغيير والاصلاح والعمل فى ذلك بصورة جادة تعيد الثقة المفقودة وقوا انفسكم شر هذا اليوم وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
الصحافة
الاخت الفاضلة …هذة مخاطبة جيدة للمشاعر والاحاسيس التى لاتبنى الامم وحدها لان التغير صعب وليس شى سهل كما يصورة الكثيرين .. وخطاب الثورية هذا هو اكبر موشر لذلك الشاهد(مقولة الرواى الطيب صالح فى احدى المقابلات الاذاعية الاخيرة)ان التغير ليس امرا سهلايعنى هذا ليس استسلام للواقع وان تغير الحكومةليس بالصعب..لكن يجب ان تكون الصورة كاملة فى زهن كل من يريد ذلك..حتى الانقاذ كثير من اهلها فارقوهابل واصبحوا اعدائها لمجرد اختلاف الصورةفى اذهانهم…بل حتى الباقين فيهاالى اليوم ..لذلك يجب على كل صاحب فكرة ان يفهم ماتقود الية عملياقبل ارسالها للاخرين ..وماهو معلوم للجميع ان الشعب السودانى ليس بالسهل ويعرف مايريد كيف واين ومتى ليس ان احسن الناس احسن وان اساوا …