لجنة مراجعة سلوك المعلم ..!!

**الخبر بالنص : تكشف وزارة التربية والتعليم بالخرطوم عن تشكيلها لجنة لمراجعة ملفات أكثر من عشرين الف معلم بالمدارس الخاصة، للتأكد من سلوكهم وحالاتهم النفسية وسيرتهم الذاتية ومؤهلاتهم الأكاديمية، وللحد من ظاهرة الإغتصاب..هكذا نص الخبر..أما في روح الخبر، يظل أكثر من عشرين الف معلم بالمدارس الخاصة في دائرة الإشتباه حول سلوكهم وحالاتهم النفسية ومؤهلاتهم الأكاديمية – وإحتمالات إغتصابهم لتلاميذهم – لحين إكمال لجنة المراجعة الوزراية مراجعة ملفاتهم..في مثل هذه الأخبار، الروح هي الحقيقة الصادمة دائماً، ولا يمكن غض طرف العقل عنها حتى ولو تم تغليفها بالنص ..!!

**وهناك نماذج..قبل سنوات، القادم الى البلد حاملاً جهاز حاسوبه الخاص كان مشتبهاً بجلب الأفلام الإباحية لحين التأكد من البراءة بفتح وتفتيش الحاسوب من قبل سلطات المطار.. وكذلك، الجالس بصحبة زوجته أو شقيقته في حديقة عامة أو شارع عام كان مشتبهاً بارتكاب الفاحشة لحين التأكد من صلة القربى ومشروعية الرفقة من قبل سلطات النظام العام..وكذلك..كثيرة هي النماذج التي كانت – ولاتزال – فيها الكل مشتبهاً لحين التأكد من البراءة من قبل سلطات الدولة..وليس في الأمر عجب أن تضع وزارة التربية والتعليم كل المعلمين بالمدارس الخاصة في دائرة الإشتباه، لحين التأكد من سلامة سلوكهم بواسطة لجنة مراجعة..وبالمناسبة، لماذا التأكد من سلامة سلوك المعلم بالمدارس الخاصة فقط؟، فهل مناخ السلوك المدارس العامة بنقاء المدينة الفاضلة..؟؟

**المهم..الفطرة الإنسانية – في حال أن تكون سوية – ترفض أن يبقى المرء متهماً في سلوكه حتى يُثبت سلامته، فالشرع – وكل قوانين الارض السوية – يؤكد براءة المرء من كل التهم حتى تثبت السلطات إدانته..ولكن، أين نحن – حالاً ومكاناً – من فطرة الأسوياء ؟..فلندع التشبه بمن وهبتهم أنظمتهم مناخاً معافياً ومؤمنا – ومتمسكاً – بتلك القيم التي نسميها – بلسان حال العاجزين – بالمثاليات، وما هي إلا من ( أصول الحياة).. المهم، ندع التشبه بأصول حياة الأسوياء – نظماُ ومجتمعاً – ونحتطب في فروع حياتنا ذات (الأصل المعوج )..وعليه، فالقرار الوزاري – مراجعة سلوك المعلم بالمدرسة الخاصة لحين التأكد من سلامة السلوك – صائب..نعم، صائب في حال الإكتفاء بالنظرة السطحية الى فرع القضية.. و( خائب للغاية)، في حال التحديق في أصل القضية الذي يطرح أسئلة : من الذي أوصلنا ؟، وكيف أوصلنا ؟، ولماذا أوصلنا إلى قاع بؤس صار فيه حتى المعلم – المناط به تربية وتعليم جيل المستقبل – مشتبهاً ومتهماً في سلوكه لحين التأكد من سلامة السلوك..؟؟

** ثم، أي نمارس تضليل الذات وتغييب العقل ونكتفي بفرع القضية ونسأل وزارة التربية والتعليم..بمن ستراجع الوزارة ملفات المعلمين حتى تتأكد من حسن سيرتهم وسلوكهم ؟.. حتماً، لن تشكل الوزراة لجنة قوامها ملائكة السماء، بل أعضاء لجنة المراجعة هم بعض القيادة التي تقود دفة العمل بالوزارة..أي هي ذات القيادة التي تحت ظلال نهجها تم توظيف ذاك المعلم الذي إغتصب تلميذه، وكذلك هي ذات القيادة التي تحت ظلالها تم توظيف البقية المشكوك في سلوكها لحد تشكيل لجنة مراجعة السلوك..وعليه، هل القيادة العاجزة عن توظيف وترسيخ السلوك القويم في مدارسنا، قادرة على إكتشاف السلوك غير القويم في مدارسنا؟..فالمكتب الذي يجلس عليه المعلم – بسلوكه القويم أو غير القويم أو المشتبه في سلوكه – ما هو إلا فرع من أصل المكتب الذي يجلس عليه الوزير والوكيل و(كل ولاة أمر التربية والتعليم)..!!

** نعم، عندما يختل سلوك معلم بمدرسة طرفية لحد اغتصاب تلميذته او التحرش بتلميذه، فان الضمائر اليقظة – قبل لجان المراجعة وسلطات المحاسبة – يجب أن تراجع وتحاسب أولاً ( إختلال نهج الحزب الحاكم)، ثم ( إختلال نهج حكومته)، ثم ( إختلال نهج وزارته)، وأخيراً (إختلال سلوك المعلم)..لك الله يا وطن، كنت جميلاً وكانت مدارسك ملاذاً آمناً لتلاميذك، ولكن …….، فليكملها رئيس لجنة مراجعة سلوك المعلم إن إستطاع، إذ في الحلق والقلب والعقل ( غُصة) ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ابي تم تعيينه معلما بالمدارس الاولية في خمسينيات القرن الماضي, طاف جهات السودان الاربعة جنوبا وشرقا وغربا وشمالا ..
    طوال عهده كانت حتى ربات البيوت في القرى والفرقان ينزون وينقلبن على اعقابهن حين يطل ويظهر في الشارع , اما الطلاب فحدث ولا حرج, لا زالوا وقد عم الشيب رؤوسهم يحيونه تحية الطلاب ..
    ولا زالت التحايا والهدايا تصله مع القادمين من الجهات الاربعة , …

    فماذا حدث للدنيا ؟؟؟؟؟

  2. **المهم..الفطرة الإنسانية – في حال أن تكون سوية – ترفض أن يبقى المرء متهماً في سلوكه حتى يُثبت سلامته، فالشرع – وكل قوانين الارض السوية – يؤكد براءة المرء من كل التهم حتى تثبت السلطات إدانته..

    علمنا الزمن بان الشخص صاحب السلوك الشاذ يعتبر البقية شواذ مثلةوتلك الخصلة متوفره و متأصله فيهم تلك الظنون البلهاء

  3. كم تمنيت ان اكون معلما في ذلك الزمن الجميل ايام كان للمعلم هيبة واحترام ايام كان الكل مومنا بقول الشاعر /قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا……………………………..اه للذل والوضعية الحقيرة التي صار فيها معلم اليوم صار يتهم في اغلى ما عنده الا وهو الشرف والقيم والمبادي الاخلاقية السمحة

  4. والله عاجبنى اسلوبك فى الكتابه .يعنى بتخلى الواحد الحاجه البيمر فيها ساى كدا لمن يقراها ليك بيحس بانو مغفل وكيف ما لاحظ لما بين السطور وكيف انو نظرتو كانت ضيقه او حسب نيتو ..تتخيل ما اخدته فى الخبر ده اى حاجه ..عاينت ليهو كدا وقلت والله برضو فكره ..لكن لقيت كلامك صاح .اذا صلح الراعى صلحت الرعية مقولة عمر بن عبدالعزيز الماعارفا قالا ولا ماقالا هو لكن صحيحه فى معناها اتخيل لى .المهم شكرا للتبصير .

  5. الطاهر ساتي انت من امبارح بقيت تديني احساس انو كان الكتب ليك كتاباتك دي صلاح عووضة!!!رجاء النهج الانتقادي لكل شئ ولاشئ ما بشبهك ياود ساتي!

  6. فلم يستبينو النصح الا ضحى الغد…؟؟!
    لقد نبه ونصح الكثير من اهل الخبرة والدراية بعدم هدم وتغيير كل ما اسسه وضعه اهل (الذكر)..؟؟..وهم الخواجات في هذه الحالة..؟؟..ولكن اصرار اهل المشروع الهلامي والهوس لن يقنعهم احد فاوردونا هذا المورد، في كل الامور، فيئس الورد المورود..؟؟
    الكل الان اصبح يبحث عن :… ليلة كنا عايشين في صفا…….انا وانت و…….الخ

  7. كنت جميلاً وكانت مدارسك ملاذاً آمناً لتلاميذك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    يازول إنت بي جدك؟ متين مدارس السودان كانت ملاذاً آمناً لي أي كائن حي؟

    الشجرة يقطعوها .. والكلبة يفلقوها .. والطالب (الشاطر) بيدقوهو و يغتصبوهو زملانو العتاولة ويتونسوا بيهو .. والبليد وداير حصص خاصة ولا (مربرب) حبة يغتصبوهو أساتذته ويعملوا غمرانين!

    ممكن أتفق معاك في إنو الكيزان زادوا الطين بلة .. لكن عمرها المدارس في السودان ما كانت حتة آمنة لأي زول!

  8. اهم حاجة البراجع ( سلوك ) المعلمين دا يكون كهربجي خبرة

    لأنو اي سلك ملمس او عريان بيعمل بلاوي كبيرة

  9. لامست كبد الحقيقة يا أستاذي الكبير ، شاكرين لكم جهدوكم في إنقاذ ماتبقى من هذا الوطن العزيز إذا فضل فيها باقي بعدما دنسته زمرة الحاكمين

  10. أستاذ الغضنفر تحياتي ليك ..

    أنا عمري 37 .. وقريت في الخرطوم في مدرسة حكومية في حي شعبي .. يعني ما عارف فرق العمر بيناتنا كم :)

    أديك نموذج واحد بس: مرة بنلعب في الكورة ووقعت الكورة داخل سور مدرسة متوسطة بنات .. وكان الأستاذ بي صلعة كبيرة وشيب .. وبيمارس الجنس مع طالبة متوسطة .. يعني 13 – 15 سنة .. وفي كل القوانين العرفية والمدنية .. ممارسة الجنس مع القاصر يعتبر إغتصاب! ده غير إنك تخش المكتب وتلقى الأستاذ مقعد طالب في كرعينو بيشرح ليهو .. ولمن تجي خاشي يتنفض ويصر ليك وشو! وعيييييييك!

    البين التلاميذ ده كمان حدث ولا حرج .. بيحصل كتييييييير (غالباً بيكون في إطار حقارة ورجالة كده يعني) .. وأنا برضو ما بكذبك، ولا بغالطك .. لكن الحوادث دي كانت ومازالت بتتدسدس وتتغطى! وكمان أساتذة زمان الكانوا الطلبة بيخلو ليهم الشارع لمن يجوا مارين ديل، ما أظن في طالب بيقدر يتجرأ ويقول أستاذ فلان عمل لي كده ولا كده، زائداً إنو أصلاً حتى لو ما خاف من الأستاذ حيخاف علي سمعته ورد فعل ناس بيتهم السلبي!

    طلوع الموضوع ده في العلن شئ صحي وكويس .. وحقيقة غريب علي الكيزان .. أنا أشك إنو في غرض ضمني في القصة دي! واحد من حراميتهم ديل إختلف مع ملاك المدارس الخاصة ولا أي نصيبة من نصايبهم المتكررة ده!

    إحترامي لك.

  11. ضربت في المليان يا ساتي .. انا قريت في مدارس كلها حكومية .. وما لقيت ليها براءة مسبقة .. وبعدين هل الوزير ضامن انو الحيراجعوا ديل ما عندهم علاقات بس سببها يجاملو فلان ويورطو فلان ؟؟؟؟ دة ملخص الفهم من المقال وشكرا ساتي …….

    لعلم الوزير الهمام .. هو نفسه غير مناسب لعملية المراجعة .. لابد من ذهاب النظزام بكل سوءه وشذوذه فقد قام بابعاد كل الموظفين المناسبين من اجل توظيف الحثالة الموالية ..

    المعلم زيو زي اي بشر يجوز يخطيء ولانو انا حضرت تقريبا معظم دراستي في زمن الانقاذ الا انو السنوات الاولي كانت قبل الانقاذ .. مرة مرة تسمع في استاذ غلط مع استاذة (وليس طالبة).. لكن مجرد ما بدينا التسعينات ونسمع ليك (وصية للطالب) اعمل حسابك من استاذ فلان (زمن كان مافي مدارس خاصة من اساسو ) بعض المعلمين زيهم زي باقي البشر يغلطو (تحرش- ربما ممارسة ) ولكن كانت ام الكبائر الاغتصاب او التحرش مع التهديد بالويل والثبور وعظائم الامور دي ما اخطاء بشرية دي اخطاء نظام كامل بي فشلو في اختيار المناسب وطرد المناسبالموجود اساسا…

    لابد من اتفاق كل الناس الحريصين على مصلحة السودان (من كل ناحية ) لابد من الاتفاق على تصحيح الاوضاع بذهاب اسباب الخراب كاملة غير منقوصة .

  12. من الذي أوصلنا ؟، وكيف أوصلنا ؟، ولماذا أوصلنا إلى قاع بؤس صار فيه حتى المعلم – المناط به تربية وتعليم جيل المستقبل – مشتبهاً ومتهماً في سلوكه لحين التأكد من سلامة السلوك..؟؟

    هذه هي الاسئله التي يجب ان يجاوب ياساتي

  13. الاستاذ الطاهر والقراء الكرام ،،،

    تحية طيبة وبعد

    لعلم الاستاذ الطاهر (مصيبة ان كان لا يعلم)، والقراء الافاضل، فقد ورد اسمك الموقر ضمن وثيقة سرية في كتاب الخندق لفتحي الضو تخص جهاز الامن والمخابرات الوطني ابان رئاسته بواسطة الفريق اول صلاح قوش، وخلاصة الامر انك كنت ضمن جوقة صحفيين يتم استكتابها بواقع 300 جنية للعمود (رخصه شديدة)، لتشكيل الراي العام تجاه قضايا معينة ( والقضية المذكورة هي تمرير قانون الامن والمخابرات الوطني).

    الخلاصة وقبل الحكم كفرد او المحاسبة كشعب لك كامل الفرصة في الدفاع عن نفسك لانك في تقييمي الشخصي احد الاقلام النزيهة التي يشترى من اجلها الصحف، والله بالدارجي خسارة شديدة تكون كدة، في انتظار عمود يفسر تلك الوثيقة.

    سوداني مكلوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..