تخريب وإفساد

٭ رغم ان الامر برمته امام النيابة ويجرى التحقيق فيه بدقة وحصافة شديدة، الا ان الحديث عن قضية المثليين او الشواذ او ما يشابه الاسم فى القواميس والثقافات الاخرى ومن بينها السودان، مايزال يتصدر الاحياء وتجمعات النساء، وحتى خطبة الجمعة التى استعاذ فيها الخطيب كثيراً من السودان وهو يسرد الواقعة ويصفها بالدخيلة على المجتمع كثقافات كثيرة اصبحت تدخل بلدى ويتداولها الجميع بكل اريحية تغوص فى قلب المجتمع وتتغلغل فى ثنايا نسيجه الاجتماعى تحت سمع وبصر كل فرد فيه، ولم تزلزل كيانه كما فعلت فى مسألة الزواج «الذكورى ــ الذكورى» الذى انتشر خبره قبل «عقد القران» المزعوم والمرتب له، فطارت الاسباب فى الاجواء محملة بالانحراف التراكمى لفترة طويلة غابت عنها عين الاسرة المسؤول الاول والثانى والاخير، وليس مؤسسات «عامة» تتبنى الحدث وتخلق منه برنامج «دعاية» للالتفاف حولها، فالاسرة هى «المدان الاول» لاستغفالها من جانب صغارها ولإغفالها عن التطور الفسيولوجى والسيكولوجى فى كل المراحل حتى بلوغ هذه المرحلة التى بلغت حد الشذوذ، ففلت العيار تلقائيا وأصاب الاسرة فى مقتل.
٭ الظاهرة ليست فى السودان فقط ان سميناها ظاهرة ــ واصبحت كذلك بعد دراسة مستفيضة تستحق اطلاق الاسم عليها ــ فالدول جميعها تشتكى هذا الفعل الرديء المجلوب رغم محاولاتها المتكررة ووصفه بالهامشى حتى لا ينسرب حب الاستطلاع فى المجتمع فيصبح «الفاعل والمفعول به» يخطوان فى درب الخطأ المستمر والمدفوع بـ «اسم الاشارة» من المجتمع مع إسقاط فى «الحال» للحل والتقويم والخروج بهما من رداءة الخبر الى آفاق المستقبل، بالاغتسال من درن الماضى وصولاً الى التوازن النفسي والاجتماعي.
٭ أنكر الشباب التهمة، ولكنها ظلت فى المجتمع مرتبطة بقسم التوكيد، ولا أحد سيجرى على جانب فهمه وعقله هذا النكران الذى سيصبح هو الآخر جريمة معلقة على صدر الشباب تزيدها سخرية المعارف والاصدقاء الذين تنصلوا فى يوم الاتهام، واصبحوا شركاء فى مد الاصابع نحو القفص الحديدى الذى سيظل رمزاً لتعريف وجودهم فى المجتمع الى يوم الدين، فالتاريخ لا ينسى والاقلام تدون والرأى العام له نهم لا يشبع أبداً من كل الاخبار الواردة فى كل المواقع الإسفيرية والصحف وغيرها، رغم أن للاقران دوراً فى الحسن والردئ، وهؤلاء الشباب الذين تم وضع القيد على رسغهم لا أخال ان دائرته المعرفية كانت هؤلاء الاشباه فقط، فقطعاً هنالك من غادر قبل فترة بعد التدقيق والملاحظة والاسلوب الذى ربما يكون مكتسباً من آخرين دخلوا على النظام حديثاً، فأحدثوا «خراباً» فى السلوك والقيم، فباتت الدائرة تضيق على من هم بداخلها.
٭ مازالت التهمة فى طور الاستقصاء والبحث والتحرى رغم الضمان، ومازال الدفاع متحمساً ومتحفزاً للانقضاض على الحكم إن جاء على غير هواه، ومهما كانت النتيجة الثبوت او الشروع فى الفعل او غير ذلك يظل ديننا الحنيف يدعو إلى توعية المجتمع بالترغيب فى مواضع والترهيب فى اخرى، لكنها ـ أى التوعية ــ يجب ان تكون رسالة فى قالب دائم يظل واسع الانتشار، لتظل التوعية نفسها وجبة كاملة الدسم يتداولها المجتمع بكل شرائحه بلا استثناء، ولكن من المهم جداً ألا تأتي التوعية من «مؤسسة أو هيئة» يصوب نحوها المجتمع سهامه يومياً ويتهمها بـ «الانحياز» لغير تخصصها وما جبلت عليه فى كل الدول الاخرى، لذلك فليكن ناشطو التوعية هم أول من نطرق بابهم للاستفادة منهم، خاصة أن ما حدث فى شقة الصافية إن ثبت أو لم يثبت هو أحد الطرق التى يتم بها نقل الأمراض المعروفة جنسياً، كما وانه وقبل ذلك يخالف ديننا الحنيف وسنة رسوله الكريم.
٭ إفرازات كثيرة خلفتها سياسات شتى معوجة وعرجاء فى هذا الوطن الكبير ادت لتمدد ظواهر سالبة كثيرة ركب موجتها البعض فى غياب التزام الدولة بالشريحة المنتجة التى تتمدد بحوراً من العطالة والبطالة والتسكع، فأصبح بعضهم عجينة فى خانة الانهزام المستمر تتشكل فى ايدى غيرهم، وظلت بمثابة خروج عن الروتين ولو لحين، فأدى ذلك لتسلسل الفكرة وولادة أشقاء لها لتظهر لنا فى هذا الحى او ذاك.
٭ على الدولة ألا تفرد سوطها وتختار جلاديها العتاة.. وألا تتخذ مصن درب التكفير عظة وعبرة، وألا تخرج لنا بسيناريو يرتبط فى ثنايا طرحه بالايدى الأجنبية التى تود أن تصطاد الشباب لتوظفهم ضد الوطن من أجل التخريب والإفساد!!
٭ همسة:
النيل في داخلي يجرى..
والأرض تمنحني السلام..
وبسمة الغد الآتي..
بوجه ربيعي الملامح..

الصحافة

تعليق واحد

  1. انا مستغربة فى زول فى الدنيا بيلبس ليهو شبشب كلو شمال يعنى كرعينو الاتنين ليفت Left حرام عليكم اتقوا الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..