أين غازي؟!

مثل هذه الأيام من كل عام تظهر أزمة حادة في غاز الطبخ، ويرتفع ثمن الأنبوبة إلى مبالغ خرافية وتختلف التبريرات لهذا اللغز لكن النتيجة النهائية هي أن السبب هو إنعدام الضمير والجشع”المؤسس” والفشل الإداري!
تضاعف سعر أنبوبة الغاز فى الخرطوم الى 50 جنيها وأكثر وتضاعف عدة مرات فى الولايات وبلغ فى كردفان 120
جنيها وفى الفاشر 150 وبلغ سعرها فى المناقل 160 جنيها ووصلت فى بعض الأماكن ل200جنيه ،خاصة عند الحاجة الماسة إليها كما هو الحال في المناسبات.
وأصبح الحصول على أنبوبة غاز يمثل هاجسا كبيرا لأرباب الأسر ويتم ذلك عبر طرق أشبه بالحصول على المخدرات وكل الممنوعات!
ولا يعتقد البعض أن سبب الأزمة هو فقدان بلادنا للنسبة الكبيرة من البترول الذي ذهب مع إنفصال الجنوب ، فقد كانت الأزمة تحدث قبل الإنفصال بنفس السيناريو،وكانت المبررات الجاهزة هي أن هذا هو وقت صيانة مصفى الجيلي !
ويبدو أن السبب الحقيقي هو مضاربة الكثيرين في السلع الرئيسية ،كما يحدث الآن في مجال الدواءوالغذاء ومواد البناء وكل ما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية ،ويجب النظر إلى هذه القضايا بصراحة ووضوح بعيدا عن “اللف والدوران” فالشعب الآن صار رهينة في أيدي الفاسدين الذين تلاعبوا بكل ضروريات حياته.
هذه الخدمة أصبحت الآن تؤثر على كل بيت سوداني ويتم الإعتماد عليها حتى في القرى البعيدة التي تفتقد للكهرباء ،ويعلم الجميع أن ثورة التحول للغاز قامت بها جهات عديدة وليس الأمر مرتبطا ? فقط – بالتطور الطبيعي للحياة ،لكن المهددات البيئية كانت سببا مباشرا،وزوال نسبة كبيرة من غابات السودان في مقدمة هذه الأسباب.
في مثل هذا التوقيت من العام قبل الماضي قال رئيس إتحاد وكلاء الغاز إن ندرة الغاز ناتجة من نقص الكميات اللازمة لتعبئة الاسطوانات وان الاستهلاك اليومي هو من 1500 طن الي 2000 طن وان 50% من هذه الكمية هو منتج محلي والباقي يتم استيراده من الخارج والكميات المستوردة غير كافية للإستهلاك نسبة لتوسع استخدامات الغاز في المصانع وغيره.
العام الماضي تكررت الأزمة وفي هذا العام أيضا وسوف يكون الوضع كما هو ? بل أسوأ- في العام القادم طالما أن الحكومة غير جادة في النظر للمشاكل اليومية التي يعاني منها الناس والتي تراكمت وأحالت الحياة العادية إلى جحيم!
الحل في تقديري واضح ولا يحتاج لكل هذه الضجة، وهو أن يتم الاستيراد حسب حاجة الاستهلاك و يتم التوزيع العادل ليس في العاصمة فقط ،بل في كل الولايات و أن يتم التحكم في شركات التوزيع ومراقبتها وضبط سعر تعبئة الانبوب وإصدار تشريعات صارمة لكل المضاربين في هذه الخدمة الضرورية تصل إلى حد السجن والغرامة وإلغاء التراخيص.
والمواطن شريك أساسي في الحل ،ويجب عليه التمسك بحقه في السعر الأساسي وعدم القبول بأي زيادة ويجب أن تلعب أجهزة الإعلام دورا أساسيا بقيادة حملة شرسة في كل وسائل الإتصال الجماهيري.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عنوان المقال : اين غازى ، هسع انا قلت أستاذ صلاح دة بيسأل عن غازى صلاح الدين وعاوز يعرف محلو وين في هذه الأيام الشائكة ولا داير يعرف هل حضر افتتاح القصر الجديد ولا لا وداير يعرف تبدل الحال ودولان الدول ، بعد ما كان غازى صلاح الدين في اعلى سلطة ومنصب اصبح معارض سبحان الله ، وقلت عايزو عشان يسألوا عن الأموال والارواح التي انتهكت وضاعت في عهده لما كان ماسك صولجان الحكم يأمر وينهى ويصرح للرأي العالمى والمحلى ويقول ليهم مافى انتهاكات لحقوق الانسان ده كلو تلفيق من المنظمات العالمية والكنسية والامبريالية والصهيونية .
    شوف الدنيا
    اين غازى

    اما غاز الطبخ الذى تبحث عنه يا اخانا صلاح الدين فأنت تعرف الحكومة اليومين ديل مشغولة بالانتخابات والقصر الجديد والحوار وكده ومافاضية ليكم لأكل وحاجات زى دى ، وطبعا هم لانهم كل امورهم حسب شعارهم هي لله لا للسلطة ولا للجاه فلذلك لا يهتمون لامور البطن كثيرا ولا لامور الجسد ، فانهم يصومون 143 يوم في السنة ، الاثنين والخميس من كل أسبوع زائدا رمضان زائدا الستوت زائدا ثلاثة أيام التشريق ، الا تراهم اخى صلاح نحافا خفافا من اثر عدم الاكل ، ولذلك ان سؤالك لهم عن غاز الطبخ لمستغرب .

  2. المؤتمر الوطنى يمول الكثير من برامجه ورواتب قياداته العطالى من دم الشعب وتحديدا من المضاربات في السكر والأسمنت والحديد والآن الغاز، فارق الأسعار بين السعر الرسمى وسعر السوق يذهب لخزينة المؤتمر الوطنى وليس هناك أرنيك 15 كى تساعد على المراجعة وما تكشف أخيرا من ممارسات في وزارة العمل وقبلها في مكتب والى الخرطوم أثبت أن الفساد قى صار مؤسسة لا يمكن لأحد الوقوف في وجهها هذا بخلاف الفساد المقنن في جهاز الأمن والمخابرات.

  3. اخ محمد احمد انا برضو كنت فاكرة بيسال عن د.غازى لكن ع قولك الغاز دا والخبز والدواء ديل حاجات دنيا والجماعه لا لدنيا قد عملنا….دنيا سمير غانم يكونو عملو لنانسى

  4. انه امواج عاتية من الفساد الممنهج ومزيد من الازلال لكم اله ايها الشعب الصامد
    سوف تصفو الليالىبعد كدرتها وكل دور اذ ماتم ينقلب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..