أمين مجلس الصمغ العربي: الإنتاج لا يتعدى 150 ألف طن بعائد 400 مليون دولار

عواطف محجوب
توقع الأمين العام لمجلس الصمغ العربي بالسودان د. عبد الماجد عبد القادر أن يكون الصمغ العربي عنصرا مهما فى إعادة العلاقات السودانية الامريكية، مشيرا الى أن زيارة الوفد الامريكى للسودان مؤخرا كانت ايجابية حيث خصص الوفد الامريكى وقتا طويلا وشارك فيها مندوب من وزارة الخزانة الامريكية بالاضافة للمبعوث الخاص وجلسنا فى مجلس الصمغ وتدارسنا فى العوائق التى تقف ضد انسياب الصمغ العربى مباشرة لامريكا لكن يحتاج ذلك لوقت طويل وتم الاتفاق على تكثيف الجهود لازالة العوائق المترتبة على الحظر الامريكى المفروض على السودان منذ عام 1997 ويجدد سنويا فى مطلع فبراير من كل عام، لافتا الى أن الحظر عبارة عن قانون يحتاج لكثير من العمل من الجانب الامريكي.
وزاد قائلا ان الولايات المتحدة الامريكية ممثلة فى مبعوثها للسودان دونالد بوث اكدوا رغبتهم فى التواصل مع رجال الاعمال السودانيين وتأييدهم لما يعرف بانشاء مجلس رجال الاعمال السوداني الامريكي وتعمل السفارة الامريكية لتنفيذ هذا الامر والتواصل مع اصحاب العمل والمجلس خلال هذه الفترة القادمة لتنزيل هذا الامر على ارض الواقع.
لماذا التصدير لامريكا وكم النسبة المباشرة للتصدير ؟
تستورد الولايات المتحدة الامريكية نسبة 100 % من احتياجاتها من السودان ولكن التصدير المباشر يتراوح بين 15 % الى 20 % أما نسبة 80 % من احتياجاتها تستوردها من السودان عبر شركات من غرب اوروبا وهذه الشركات تستورد الصمغ من السودان وتعيد تصديره لامريكا.
ويمكن القول ان هذه السلعة مستثناة من الحظر الامريكى لانه مرتبط باللوائح والشروط الامريكية منها استخراج ترخيص من الاوفاك الذى تصدره الخزانة الامريكية هذا الترخيص يحدد كمية الصمغ والجهة المستوردة وتاريخ الاستيراد ليست مسألة مطلقة حتى البنك الذى يتم التعامل معه.
هل يمكن ان يستعمل السودان هذا الكرت السياسى والسيادي لمنع تصدير الصمغ لامريكا ليكون سلاحا لرفع العقوبات؟
نعم من الناحية النظرية يمكن للسودان أن يوقف تصدير الصمغ لامريكا ولكن كما قلت ان امريكا لا تستورد استيرادا مباشرا من السودان سوى نسبة لا تتعدى 20 % من احتياجاتها و80 % تستوردها أمريكا عبر الاسواق الاوروبية من السودان ولا نستطيع ان نوقف تصدير الصمغ العربى عن كل العالم لانه اذا منعنا تصديره يمكن لامريكا او غيرها استيراده عبر الاسواق الخارجية الاخرى وسيكون مدعاة لتزايد معدلات التهريب عبر دول الجوار.
وربما يقوم المنتجون كذلك بقطع اشجار الصمغ تماما والتخلص منه نهائيا ونحتاج الى أكثر 20 عاما لاستعادة اشجار الصمغ للانتاج مرة اخرى وهذا سيكون له اضرار بيئية كما قلت ان الصمغ يوفر الماء والبيئة والظل والغذاء والعملة الصعبة.
ذكرتم أن هذا العام يعتبر عاما استثنائيا للصمغ العربى خاصة بالنسبة للتصدير الامريكى ما هى الاسباب؟
والاشكالات التى تسببها بوكو حرام فى الدول المشاركة لنا فى حزام الصمغ العربى خاصة نيجيريا حيث تأثرت المنطقة الشمالية بنيجيريا وهى اكبر المناطق المنتجة للصمغ فضلا عن عدم الاستقرار الذى سببته بوكو حرام فى السنغال ومالى وتشاد وغيرها من مناطق دول حزام الصمغ هذا الامر يجعل الشركات الامريكية والاوروبية تتجه حصريا للاعتماد حصريا على السودان هذا العام وتفشى مرض الايبولا المنتشر فى دول غرب افريقيا المشاركة لنا فى السودان يجعل التصدير حصريا علينا هذا العام.
وجود ثقافة من جيل منتجين مثقفين منظمين فى السودان على كل المستويات يجعلنا قادرين على أمداد العالم.
ويتميز السودان بانتاج صمغ الهشاب حصريا ولا يوجد فى اى دول افريقية اخرى ويمتاز بانه ينتج 90 % من الطلح فى العالم.
تأثر السودان بانفصال جنوب السودان وفقد موارد من العملة الصعبة هل كانت هناك خطة أو برنامج للاستفادة من السلع الدولارية لتعويض هذا الفاقد وهل حقق النسبة الموضوعة وماذا حدث؟
بالفعل الحكومة فى عام 2008/ 2009 أكدت ان جنوب السودان سوف ينفصل وسيترتب على ذلك أن السودان سيفقد جزءا كبيرا من ثروته البترولية التى تأتى بعائدات نقد اجنبى وهذا ادى ان تفكر الحكومة فى اخنتيار مجموعة من السلع وتعمل على التركيز عليها لترقية انتاجها ومن بين هذه السلع الصمغ العربى بحسبان انها قليلة التكلفة فى الانتاج ومطلوبة دوليا لانها مادة غذائية لها مستقبل ويمكن زيادة صادراتها بالاضافة توفير الامكانيات الضخمة بالبلاد لانتاجها.
ما حجم الكمية المنتجة حاليا؟
الان يقدر انتاج الصمغ العربى بحوالى 150 الف طن فى العام بعائدات سنوية لخزانة الدولة تتراوح بين 360 الى 400 مليون دولار وهى انتاجية ضعيفة ولا تساهم فى الناتج القومى سوى بنسبة ضعيفة لكن حزام الصمغ العربى اذا عولجت مشاكله يمكنه انتاج 500 الف طن اى 5 ما يعادل اضعاف الانتاج المتوافر حاليا وهذا يعنى اننا لا نستفيد من الحزام سوى بنسبة 25 % ونهدف ان نصل الى عائد حوالى مليار دولار فى الخطط المستقبلية..
ما الاسباب الحقيقية وراء تراجع الإنتاج؟
من اهم الاسباب قلة الايدى العاملة وهجرة اعداد كبيرة من المنتجين لمناطق التنقيب عن الذهب فضلا عن تزامن انتاجه مع انتاج المحاصيل الاخرى وانشغال المنتجين بالمحاصيل الاخرى على حساب الصمغ العربى كذلك قصر فترة الجنى التى لاتزيد على شهرين وكلها عوامل تجعل من الصعب علينا الاستفادة من كل حزام الصمغ العربى أضف لذلك ظهور المنتجين للتعدين التقليدى اخذ اكثر من نصف العمالة المتوافرة ولدينا الهجرة من الريف للمدن والعواصم اخذت كل الشباب وبقيت شريحة المنتجين تتراوح اعمارهم بين 65 الى 75 وهى مهنة شاقة وصعبة على هذه الفئة العمرية.
لماذا لم يحقق الصمغ العربى البرنامج الثلاثي وما الخطط فيه؟
صحيح ما توقعناه فى البرنامج الثلاثى لم يتحقق لاسباب كثيرة بسبب فشل الجهاز المصرفى فى منح التمويل الكافى للمنتجين
بجانب الحروب المفروضة على السودان وهى موجودة فى حزام الصمغ العربى فى كل دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق لم نتمكن من تحسين انتاج الصمغ العربى بسبب الصراعات التى أثرت على تراجع الانتاج.
ما المعالجات التى قام بها مجلس الصمغ لاحتواء المشاكل القائمة حاليا؟
فى المجلس قمنا بالكثير من المعالجات بالتعاون مع الجهات المعنية انشأنا محفظة لتمويل المصدرين بدأت قبل 5 سنوات ب50 مليون جنيه. وتدرجت الى ان وصلت 500مليون جنيه هذا الموسم وانشأنا ايضا محفظة للتمويل الاصغر لتمويل المنتجين بدأت ب 4 ملايين فى 2009 وصلت الان الى 25 مليون جنيه والان توزع للمنتجين مباشرة.
وهنا محفظة ثالثة بقيادة بنك تنمية الصادرات لتطوير الصناعات بحجم 25 مليون دولار لشراء خطوط انتاج وماكينات وقطع غيار وغيرها من الاحتياجات الاساسية المستوردة لتطوير صناعة الصمغ العربى، ادى ذلك لقفزة فى الصادرات وحينما كانت الصادرات فى 2009 لا تزيد على 12 الف طن قفزت الان الى 65 الف طن فى العام بينما كان الاستهلاك المحلى لايزيد على 500 طن وصل الان الى 10 آلاف طن حتى التهريب ارتفع حجم التهريب حسب تقديرات 2009 من 10الاف طن الى 30 الف طن هذا العام والخلاصة ان السودان هو القطر الوحيد الذى ينتج الصمغ العربى ولكن تتزايد مشاكل التهريب.
تصدير الصمغ العربى
تفقد البلاد موارد اضافية كبيرة لماذا حتى الان يتم تصديره خاما رغم الطلب العالمى المتزايد؟
نعم للان يصدر الصمغ العربى بشكل خام لان هذا يأتى تنفيذا لقرار تحرير تصدير الصمغ الذى اصدره رئيس الجمهورية فالصمغ العربى يجد نوعا من التصنيع فى درجة من الدرجات يعرف (الحبيبات والبودرة) هناك مصنع واحد فقط يصنع الصمغ العربى فى شكل بودرة وهذا المصنع طاقته الانتاجية لا تزيد على (1500) طن فقط فى العام لذلك يصدر بشكل خام.
ونؤكد ان الصمغ العربى يصدر بشكل خام لانه يدخل فى صناعات حساسة جدا منها الادوية والاغذية والمحاليل الطبية ولانه يحتا ج لدرجة عالية المستوى من النقاوة والنظافة وهو يحتاج لمعالجات فنية دقيقة وتصدريه خاما يفقدنا موارد لان سعر الخام يباع بواقع 3500 دولار ولكن بعد المعالجات الفنية من الدول المستوردة تقوم ببيعه بواقع 15000 الف دولار بـ (خمسة عشر الف دولار) المشكلة فى المستهلك الاوروبى يطلب استيراد الصمغ العربى بشكل خام ليدخلها فى صناعة منتجاته والى الان لم نصل لمرحلة ما يعرف تجزئة تصنيع الصمغ
ولذلك تحتاج صناعة الصمغ العربى للمزيد من الاهتمام لاحداث قفزة كبيرة فى الانتاج والمطلوب اجواء مهيأة بصورة افضل لاستقطاب مستثمرين يكون فيها تعاون وتنسيق ولا تكون هناك مشاكل ونزاعات فى الاراضى وقوانين مشجعة.
بقرار رئاسى انشئ مجلس الصمغ العربى ولكن للان لم يتمكن من تطوير الانتاج او معالجة مشاكل الصمغ العربى الامر الذى ادى للحصول على عائد ضعيف من تصديره ما هى الاسباب التى أدت لذلك؟
بالفعل بدأ التفكير بانشاء مجلس الصمغ العربى كاحد روافد رئاسة الجمهورية ليكون مجلسا تنسيقيا وليس تنفيذيا ليقوم باعمال الترويج والتطوير ووضع السياسات المتعلقة باستراتيجية الصمغ العربى للتطور الكمى والنوعي.
وحينما بدأ مجلس الصمغ نشاطه فى 2009كان سعر قنطار الصمغ العربى محليا يساوى 50 جنيها وتدرج الى ان وصل الى 200 ثم 600 جنيه وحاليا قفز سعر القنطار الى 1000 جنيه.
وبالنسبة للسعر العالمى كان سعر الطن فى 2009 – 1500 دولار والان السعر العالمى فى تزايد مستمر فاق الان 3500 دولار للطن.
وحزام الصمغ العربى وهو عبارة عن حزام أفريقى يقع ثلثاه فى السودان ويتمدد فى مساحة تصل الى 500 الف كيلو متر مربع وتعادل مساحة 5 دول من دول الاتحاد الاوروبى مجتمعة ويشمل 13 ولاية ويسكن فيها 14 مليون مواطن يشكلون أكثر من ثلث سكان السودان وينشط فى اعمال منتجات الغابات أكثر من 5 ملايين مواطن.
هل يستفيد السودان من منتجات اخرى للصمغ العربي؟
نعم هناك منتجات اخرى يستفيد منها السودان من الغابات تقدر بحوالى مليار و800 مليون دولار فى العام
، الاشجار المكونة لحزام الصمغ العربى تمد البلاد بكل احتياجاتها من الفحم النباتى لاغراض الاستهلاك المحلى الذى يقدر بحوالى مليون و200 الف طن من الفحم النباتى تقدر قيمتها ب 800 مليون دولار سنويا هذا اضافة للفحم النباتى الذى نقوم بتصديره بما يقارب 10 ملايين دولار
بالاضافة لانتاج الحزام للمواطن السودانى بكل احتياجاته من مواد البناء والاثاثات المنزلية وغيرها من المنتجات الاخرى اضافة لمنتجات الغابات الاخرى مثل العسل وامداد القطيع الحيوانى القومى بما يعادل 60 % من الانتاج الغذائى الحيوانى المجانى (العلف)،
واشجار حزام الصمغ العربى تمدنا باحتياجات البلاد من حطب البناء للقطاطى والاسوار والسقوفات كما يمدنا بحطب الحريق بانواعه المختلفة الكمائن نار القران الطلح ويستهلك 20 مليون شجرة سنويا مما يؤدى للجفاف والتصحر فى البلاد وتقدر قيمته ب 400 مليار جنيه.
كما يساهم حزام الصمغ العربى فى انزال الامطار لانه يشكل القاعدة والبيئة التى تساعد على انزال الامطار والتى تمد نهر النيل بالمياه الجوفية والمياه السطحية والزراعة الالية .حيث تنزل عليه اكثر من 2 الف مليار متر مكعب من المياه وحزام الصمغ العربى يشكل البيئة المناسبة لاستضافة 100 مليون رأس من الحيوانات الاليفة هذا بالاضافة لاستضافته لكل الحياة البرية فى البلاد.
ويستضيف ايضا كل الطيور المهاجرة التى تأتى من اوروبا فى الفترة من اكتوبر حتى مارس ومن الفوائد الكبيرة لاشجار الصمغ العربى انها تنتج الاوكسجين الذى يساعد على حماية البيئة.
الشرق
ما هى التكنولوجيا أو الوسائل أو الأبتكارات التى ادخلتها يا دكتور / فى عملية زراعة و طـق الشجر وجـنى الصمغ لتعويض النقص البشرى فى عمال اللقيط الذين ذكرت بأنهم هاجروا الى اراضى تعدين الذهب ؟ هل ما زال العمل يجرى بنفس الطريقة التقليدية فى زراعة اشجار الصمغ وعملية الطـق وعملية الجنى وعملية التخـزين والتصدير ؟ نرجو ان تنتبه الى انك كنت تنتقد كثيرا فى كتاباتك اى شئ ولم يسلم من قلمك الساخر والظريف شخص وحان الآن الدور عليك لنرى ماذا اضفت من جديد عند تقلدك مسؤلية الصمغ زراعة وحصادا وتصديرا ؟
400 مليون دولار اليوم 4000 مليون جنيه سودانى
يعنى لو اشتروا أدوات من أمريكا لتطوير صناعة الصمغ العربى
وتطوير الرعي في هذه المنطقة بزرعة وتجميع الحشائش لدعم الاستقرار
و تنظيم زراعة أشجار الصمغ وعمل بحيرات صناعية بجمع المياه الخريف
اكبر مشكلة يعانى منها السودان ان الموظفين والسماسرة هم المدمرين أي قطاع …نتمنى ان يأتي اليوم الذى يكون المنتج نفسه هو المصدر والمستفيد حتى يذهب هؤلاء ليعملوا في شيء ينفع البلد