أطفال النزيلات بالسجون.. البحث عن طريق ثالث للرعاية.. طوق نجاة

الخرطوم – أماني خميس
يجد الكثير من الأطفال أنفسهم يتقاسمون حياة السجون مع أمهاتهم اللائي يقبعن خلف القضبان في جرائم مختلفة، الأمر الذي يسلبهم حق الطفولة والعيش في أجواء اجتماعية وأسرية تعينهم في التربية السليمة، وتضع لهم خارطة طريق لحياة مستقرة.
مستقبل مظلم لأطفال لم تتجاوز أعمارهم العامين، بجانب أن هناك عدداً كبيراً في سجون السودان يضع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي في تحدٍّ حقيقي لأجل الاهتمام والرعاية اللاحقة، لأن هؤلاء النزلاء إذ لم تنته أسباب جنوحهم يسعدون مرة أخرى وبذات الأسباب التي دفعت بهم لدخول السجن.
مقومات الإصلاح
الاحتفال بيوم المرأة العالمي كان بمثابة طوق نجاة للبعض، وقد تم إطلاق سراح ثلاثة آلاف سجين، وفي السياق دافع دكتور محجوب الأمين الفكي نائب رئيس القضاء عن المرأة، وقال خلال تدشين عدد من مشروعات الدعم الاجتماعي للنزيلات والمنتظرات بالسجون والحراسات ضمن الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة الذي نظمته وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي والإدارة العامة للمرأة والمبادرة الاستراتيجية الوطنية، قال: “نحن في دار التائبات لا نعطي متطلبات الإصلاح والرعاية، ولكن نطمح في إنشاء مدينة هدى جديدة، تتوفر فيها كل مقومات الإصلاح والرعاية”. وعدَّ أن الدار أثرية مانعة أي تعديل أو تطوير فيها غير ممكن، وقال: “نطالب بإغلاق سجن دار التائبات وإنشاء مدينة تمنح كل المتطلبات”. وأضاف: لا يعقل أن وجود الأطفال مع أمهاتهم بالسجون ولأكثر من سنتين”. وعزا ذلك إلى ارتفاع نسبة الطلاق، وتساءل: ماذا حدث في التوجيه؟
فرحة الأمهات
ووجه دكتور محجوب بإنشاء روضة لأبناء النزيلات بدار التائبات وأصدر قراراً قضي بإطلاق سراح كل الأمهات. وقال: الطفل سواء أكان داخل أو خارج السجن له حقوق. وأردف: السجن سيوفد إلينا أطفال جانحين، خاصة وأن النزيلات فيهن الأرملة والمطلقة التي ترعى أبناءها. واقترح تكوين منظمة أو جهة دائمة تدعمها الدولة والمنظمات الطوعية تكفل الرعاية اللاحقة. واستطرد: هذه قضية أطرحها لوزارة الرعاية الاجتماعية.
من جهته قال إبراهيم آدم إبراهيم وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي: المرأة لديها أهمية كبرى في المجتمع. وشدد على أهمية مراجعة القوانين والتشريعات، وأضاف: أطلقنا سراح ثلاثة آلاف نزيل حتى الآن، وأعلن عن إطلاق سراح أبناء وزوجات المعايشين.
تفعيل القوانين
من جانبها، شددت تهاني تور الدبة وزيرة الدولة بوزارة العدل على أهمية مراجعة القوانين والتشريعات. وطالبت بتفعيل جميع القوانين الخاصة بالسجون. وقالت: لدينا من اللوائح غير المفعلة يجب تفعيلها حتى يستفيد منها النزلاء. وأشارت إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لما له من أهمية كبيرة في تماسك المجتمع. ونوهت إلى ضرورة احترام النساء ومحاربة أي ثقافة تنتقص من حقهن، مشيدة بعطاء نساء السودان. وأردفت: لا نريد أن تكون هناك دار تائبات نريدها معززة مكرمة وسط أسرتها. وأضافت تم إسقاط الحق العام من (500) نزيلة. واستطردت: لابد من مراجعة أنفسنا وتقييم تجربتنا، وإبراز قيادتنا في العمل السياسي والتنفيذي والتشريعي والثقافي والمرأة دائماً صادقة، وذكرت أن السجون في السودان متقدمة جدا.
نشر الثقافة الصحية
دكتورة سمية أُكد وزيرة الدولة بوزارة الصحة قالت: نقف في يوم المرأة العالمي لمراجعة قيمنا والرجوع إلى الدين. وأضافت: تسعى المرأة السودانية لتنال حقها في في العمل والصحة وكل حقوقها الاقتصادية والاجتماعية، ونحن نطمح إلى المزيد حتى تنال كل حقوقها الصحية ونشر الثقافة الصحية. وجددت التزام الدولة بتأسيس وحدات صحية وتقديم الرعاية الصحية الأساسية ومعالجة الأمراض الشائعة. والتزمت بتوفير العلاج المجاني تحت مظلة التأمين الصحي. من جهتها أشارت آمال قاسم مدير الإدارة العامة للمرأة بالرعاية إلى تزايد اهتمام الدولة وتعزيز دور المرأة. وقالت: نسعى لمعالجة أوضاع النزيلات، وكشفت عن تكوين لجنة الدعم الاجتماعي للنزيلات والمنتظرات بالسجون والحراسات، وأشار الفريق أول أبوعبيدة سليمان مدير عام السجون والإصلاح إلى دور المنظمات للمساهمة والسعي لإصلاح النزيلات لضمان العودة إلى المجتمع، بجانب جهود الرعاية الاجتماعية وطالب بإقامة مكتب العون القانوني في كل المؤسسات الإصلاحية
اليوم التالي