الجنوب يحترق أين المجمتع الدولي؟!!

أين المجتمع الدولي الراعي للانفصال ودولة جنوب السودان تجلس على سطح صفيح ساخن جعل أنظار وأفئدة الرأي العام العالمي تنظر إليه بقلق موجع.. فالصورة قاتمة باستمرار المواجهات المسلحة وسقوط بعض المدن في أيدي رياك مشار وبيتر قديت.. يا له من واقع تراجيدي أفرزته ظلامية العنف الذي ضرب السودان الجنوبي في طور التخلق الجنيني قبل أن يصبح دولة تحمل صفات الدولة الحديثة.
قطعاً معلوم للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي هشاشة الدولة التي لم تكمل عامها الثالث بعد استقلال اكتملت حلقاته في وقت حرج جعل قيادات الحركة الشعبية ترتحل بانقساماتها وخلافاتها التي تتحرك ما بين الرغبة في بناء الدولة والصراع حول (من يحكم، وكيف يحكم).. نتاج لحالة التشكك الفرقاء الجنوبيين في أهلية سلفا كير ميارديت رئيس دولة الحنوب كرجل ديمقراطي خاصة ما عرف بتيار (أولاد قرنق) الذي وصم سلفا كير بأنه حاده عن مبادئ الحركة الشعبية مما يجعله فاقداً لأبويتها بنهجه الإقصائي.. نعم هذا الصراع هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وخرجت المواجهة من قمقم الحرب الكلامية إلى الميدان المسلح.
الأزمة الآن في الجنوب بلا شك بالغة التعقيد وذات تفاصيل متباينة لأن الحركة الشعبية قبل أن تغادر السودان الواحد لم تعط رحمها العافية بإجهاض جنين الخلافات المشوهة الذي أرهق الحركة التحررية بكتابة سيناريو اللوبيات الذي أخرحه رحيل الدكتور جون قرنق في فصول على خشبة المسرح السياسي فكانت الصراع بين مجموعة سلفاكير رئيس الحركة الشعبية والأمين العام باقان أموم.. والمؤسف أن الفترة الانتقالية لم تفلح في إخراج الحركة من ثقافة التحرر إلى التعامل بمفهوم بناء الدولة الذي ينتظرها، فأخذ الصراع المستتر منها الكثير، واليوم يدفع المدنيون الأبرياء فاتورته.. لأن قياداتهم لم تتخذ من عقلية الحكمة وإرساء الديمقراطية منهاجاً تهتدي به فقتلت روح التفاؤل والأمل في أرضية خصبة لبناء دولة مثالية يمكن أن تستغل كل مواردها، وهي الآن في طريق الفشل في خلق دولة المؤسسات، والتشكيل القومي في المجتمع الجنوبي، أي الجنوب بالرغم من أنه أرتوى كثيراً من المرارات في السودان الواحد إلا أنه اتبع ذات الطريق إلى الفشل، وها هي الحركة بدلاً من أن تتقن كيفية خلق مؤسسات تدعم الديمقراطية وحكم القانون، كحزب سياسي حاكم يتبنى مشروع التغيير على أسس ديمقراطية داخلية تشكل نموذجاً للأحزاب الأخرى، والمجتمع المدني ها هي ـ أي الحركة الشعبية ـ تقدم نموذج الدولة المنقسمة العاجزة عن خلق الشخصية القومية لدولة الجنوب في ظل وجود تنوع قبلي يعكس بصورة عادلة احترام التنوع الذي كان غيابه عاملاً من عوامل الانفصال.
المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الكبرى في ما وصل إليه الجنوب لأنه غنى للعازفين على وتر الانفصال ووظف كل إمكانياته لتحقيقه دون أن يعطي واقع الجنوب القبلي وخلافات قيادات الحركة الشعبية أية اعتبارات.. وها هو شبح انهيار الدولة يتراءى أمام ناظريه.. والمسؤولية الأخلاقية تفرض على المجتمع الدولي الراعي للانفصال أن يمسك دولة الجنوب من الوقوع في مستنقع الحرب الأهلية.. بطرح مبادرة إنسانية سياسية تعيد الأمور إلى أفضل مما كانت عليه قبل المواجهات المسلحة.
الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المجتمع الدولي يابنتي. فعل ذلك متعمدا. ولا تتخيلي. ان الامر انسانيه وحب لله… الامر مخطط وموجه لان يسير بنفس ما خطط له ..وان يقتتل الجنوبيين حتي يفنو . وكذلك الشماليين .. ان السودان في نظر الدول الكبري قطعه من الارض تتوسط افريقيا وتحتضن. النيل .. اما إنسانه لا حاجه له فليفني .. بالحرب او المرض او الجوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..