مقالات وآراء سياسية

تعقيب على مقال ابراهيم موسى حول المطالبة بابعاد فولكر

حسن ابراهيم عمر 
اتفق تماما مع الاستاذ ابراهيم موسى فى ضرورة ابعاد فولكر واقترح ان يتم صياغة مذكرة اولاين توقع عليها كل القوى الحية والافراد الذين يدعمون الفكرة.
للحقيقة والتاريخ فولكر لم يكون ممثل الامين العام للامم المتحدة فى سوريا وان كان ضمن تيم الامم المتحدة فقد كان كوفى عنان ممثل الامين العام وهو من صاغ مقررات جنيف واحد والتى وصت باستبعاد الاسد تماما وتكوين مجلس رئاسى خلفه الاخضر الابراهيمى فى اواخر 2012 ثم اتى بعده دى مستورة . يمكن مراجعة اللينكات ادناه لمزيد من التفاصيل.
مواقف فولكر ترجع الى انه احد ابرز الداعمين للهبوط الناعم فقد كان مدير معهد الدراسات الدولية والامنية الالمانى Stiftung Wissenschaft Politics (SWP)   الذى نظم عدة لقاءات للمعارضة السودانية فى الاعوام 2014 و 2015  نتج عنها انقسام قوى المعارضة وتكوين نداء السودان بشكله الحالى بعد ان توافقت على حد ادنى فى اعلان برلين . اذن اختياره تم بضغط من القوى الغربية وليس روسيا والصين . ليس ذلك فحسب فمبعوثة الاتحاد الاوربى للقرن الافريقى انيت ويبر كانت تعمل فى نفس المعهد . ففولكر لا يعبر عن موقف شخصى  بل ينفذ استراتيجيات دول ومؤسسات فى مقدمة اجندتها ايقاف الهجرة غير الشرعية والاستحواذ على موارد السودان .
لذا اختياره لرئاسة البعثة كان بتوافق القوى المدنية المنضوية تحت نداء السودان اضافة للشفيع خضر وحمدوك .
حمدوك سعى للاتفاق مع العسكر ولا زال يراوده الامل فى العودة للعمل مع العسكر فقد صرح انه لا يابه لمواقف الشعب واستقالته هى مقدمة لعودة من جديد لذا دبجت اكثر من 20 مقالة فى مدحه والتحسر عليه فى غضون ساعة من اعلان استقالته . اما القوى المدنية فهى اصلا منقسمة فاكثر المجموعات ثورية ضمن اربعة طويلة كانت تدعو للشراكة مع الجيش و استبدال اللجنة الامنية باخرى كما ورد على لسان ابراهيم الشيخ الذى لم يحس بفداحة قوله حتى طرده الثوار من المواكب.
الاجتماعات الفردية لفولكر هى لكسب الزمان حتى تتمكن القوى الغربية باقناع حلفاءها الاقليميين بضرورة استبعاد البرهان من ناحية ومن ناحية حتى يتمكن من شق صفوف لجان المقاومة واستبعاد المجموعات التى سيسميها لاحقا القوى اليسارية المتطرفة . هذه الرؤى والخطط خلفها العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية ويدعمها عديد من السودانيين على راسهم نجوم المبادرات وبطل المساومة التاريخية الشفيع خضر .
فى نهاية المطاف يسعى فولكر لتنفيذ الخطة التى تم تسريبها لاسكاى نيوز لجس النبض وتهئية الشارع للقبول بذلك . فتصاعد العنف والتلويح باستخدامه ووضع مسرحيات مثل مقتل عميد شرطة بمعونة الامن الشعبى (الغبيان) هو احدى الوسائل للضغط على لجان المقاومة وشقها حتى تقبل بالمقترح  الذى سربته اسكاى نيوز تفاديا لانزلاق البلد نحو الحرب الاهلية كما حدث فى سوريا خاصة فى وجود الشخص الذى نسب اليه تفكيك المعارضة السورية. المعارضة السورية اصلا منقسمة من البداية بسبب اختافات ايدلوجية بين الاسلاميين والعلمانين وتباين الرؤى بين قيادة الداخل والخارج . مقترح دعونا نسميه مخطط القوى الغربية وقوى الهبوط الناعم والليبراليين الجدد لحل الازمة السودانية وتشارك السلطة هو تكوين مجلس سيادى ، مجلس دفاع ، مجلس وزراء ومجلس تشريعى .
سيكون رئيس الوزراء حمدوك وسيتم تمثيل الدعم السريع فى مجلس الدفاع لتكون السلطة ظاهريا مدنية مع نفوذ قوى للعساكر .
العقبة الكؤود امام هذا الاتفاق هى لجان المقاومة وقد بدأ الدجاج الالكترونى فى محاولة دمغ بعض اللجان بأنها واجهات للحزب الشيوعى باستثناء لجان بحرى لشق اللجان وتزوير ارادة جماهيرها . فمثلا من المتوقع ان يتقدم دعاة البناء القاعدى ويعترضوا على مواقف ممثلوا لجان المقاومة الذين سيجتمعون مع فولكر ويرفضوا مقترحاتهم كما سترفض عدد من اللجان الميثاق المقترح من اللجان بحجج واهية وتسعى لتكوين تكتل جديد للجان . اما تجمع المهنيين فمن السهل تزوير ارادته لوجود عدد من المتسلقين فى واجهاته.

تعليق واحد

  1. شكرا على التعقيب بتحليل غني بالمعلومات المفيدة التي يغفلها الكثير من خبرائنا الاستراتيجيين. فالنقطة التي ذكرتها عن إبعاد البرهان من المشهد أمر وارد تتصدر خططه الوفود الأمريكية المتتالية إلى بالتناغم مع السلطة. وفيما يختص بإبقاء الدعم السريع ولو لحين من الزمان وإعادة حمدوك لتصدر المشهد مرة أخرى أمر متوقع، وذهابه إلى الإمارات قبل يومين جزء من سلطة الإمارات لبرمجته على هذا المنحى، إن لم يكن للتخلص منه سياسيا وجسديا لإشباع الرغبة المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..