خارطة الطريق الي الخلاص

إن الثورة الشعبية قد اكتملت أشراطها . . والحاجة ماسة وملحة الآن ، وأكثر من أي وقت مضى ، لبلورة كتلة وطنية واحدة من الكيانات الشبابية والمدنية التي انطلقت بقوة الآن ، والقوى الوطنية الثورية والأحزاب الوطنية والشخصيات العامة وكافة مكونات المجتمع وثورته لبناء نسيج موحد من اجل الوطن . .
هكذا جاء مضمون الرسالة القوية التي وجهتها اليوم حركة العدل والمساواة . . هذا النداء الذي له مدلولات وطنية جيدة لا يختلف حولها أي عاقل و حادب علي مصلحة البلاد التي في امس الحوجه الان لتوحيد الصفوف والكيانات بعيدا عن اي مسمي حزبي أو أيدلوجي ، وان لا يكون الالتفات في هذه المرحلة إلا انتشال هذا الوطن من قبضة أسوأ نظام كارثي يمر على البلاد امتداد تاريخها الطويل . .
يجب الاستفادة من هذه الصحيه الوطنيه التي انتظمت بالفعل في ملحمه رائعه تفوت على اعداء وحدة الصف الوطني أي محاولة لشق صفها الملتحم بكافة كياناتها الوطنية مسلحة وغير مسلحة . .
يجب البدء فورا في تشكيل حكومة وطنية بكامل طاقمها الرئاسي تمتد شرعيتها من انتفاضته المباركة وتأييد المجتمع الدولي الذي يطمح في بديل لهذا النظام المعادي للاعراف الدولية والأنظمة الإنسانية والمعزول تماما من الغالبية العظمي الاسره الدوليه . .
إن مثل هذا النداء من حركة لها إرثها النضالي في قضايا الوطن ، له صدي طيبا ، و حافزا مشجعا ثورة الشعب التي تتبلور الآن . . وبالتالي يجب تبدأ هذه الكيانات في تشكيل حكومة من هذه الوحدة الرائعة لكافة القوى الوطنية . . لتبدأ البلاد مرحلة جديدة مع بزوغ ذكرى الاستقلال الذي نستلهم منه نضالات أمة عظيمة ضد كل طاغيه . .
انني متيقن من وعي هذه الأمة الرائدة في بناء حكومة وطنية بمعايير مرضيه للجميع لفترة انتقالية سنتين يتم خلالها إعادة صياغة شاملة لهيكلة وطن جديد يلبي طموحات هذا الشعب العظيم . .
ان فجر الملحمه الوطنيه بدأ الآن في التفتق والبزوغ . . والكل يترقب . . والكل ينتظر ذهاب هذا النظام . . والكل يتطلع ايضا ان يري سودانا يخرج من عنق زجاجة من يحكم . . الي رحابة أفق كيف تحكم البلاد .
أن عهد أن يتربع شخص في كرسي السلطة بامتداد جيل بأكمله قد ولى . . وقد أن تأتي دماء جديدة تضخ في البلاد حيويتها وتكسبها وضعا محترما بين شعوب العالم . . يجب أن يخجل هذا البشير الذي تعاقب جيل من حكام العالم في حكم بلادهم وهو لا يزال يتشبث بكرسي السلطة والبلاد تزحف الى الخلف في كل يوم يسفر صبحة في ظل هذا الرجل المكروه . .
شكلوا حكومة الشعب . . وابدأوا في حكم البلاد واطو أسوأ صفحة في تاريخ البلاد المجيدة . .