أزمة الدواء تتفاقم.. وتحذيرات من تطورات خطيرة

الخرطوم: بهاء الدين عيسى – حمد سليمان
قال رئيس شُعبة الصيدلة والسموم بلجنة الصحة بالبرلمان د. صلاح سوار الذهب إنّ آلية صُنّاع السوق التي شُكِّلت مُؤخِّراً لا علاقة لها بتحديد سعر دولار الدواء، مُنوِّهاً إلى أنّ الجهة الوحيدة المخول لها ذلك المجلس القومي للأدوية والسموم، في وقتٍ كَشفت جولة لـ(التيار) بوسط الخرطوم، عن نُدرة وانعدام وارتفاعٍ كبيرٍ في أسعار الأدوية، فيما دعا مُواطنون، الحكومة بالتدخل السريع لوقف فوضى الأسعار.
وأوضح سوار الذهب في حديث أدلى به لـ(التيار) أنّ المجلس حتى الآن لم يُحدِّد سعر دولار الدواء أو سعراً جديداً للأدوية، وحول الندرة وانعدام بعض الأدوية المهمة بالصيدليات وارتفاع الأسعار، رأي أن المسألة تحتاج لتدخلٍ عاجلٍ من مجلس الأدوية لتحديد الأسعار حتى يتمكّن المستوردون من تغطية الاحتياجات، ونوه رئيس شُعبة الصيدلة إلى أنّ بنك السودان المركزي عبر آلية صُنّاع السوق حدّد رسمياً سعر الدوار بـ (47.5) جنيه لكل السلع ولم يصدر قرار باستثناء الدواء.
من جهته، أكد الأمين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني في تعليق مقتضب لـ(التيار) أنّ مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير برئاسة مُعتز مُوسى وحُضُور الجهات المعنية على بقاء دولار الدواء بـ (30) جنيهاً حتى نهاية 2018م.
وكشف مَصدرٌ موثوق به لـ(التيار) عن ظهور صراع جديد بين مجلس الأدوية وشركات مستوردة بشأن تحديد سعر الدولار، مُنوِّهاً إلى أن الشركات أحجمت عن البيع نتيجة لتأرجُح أسعار العُملات، بجانب عجز البنك المركزي في توفير احتياجات الشركات.
في سياق متصل، قال وزير الصحة الاتحادي د. محمد أبو زيد، إن الحكومة تبذل جهودا لتوفير النقد الأجنبي لصالح الأدوية باعتبار ان توفير الدواء بأسعار مناسبة ضمن أولوياتها، وطالب ابو زيد في اجتماعه مساء أمس بمكتبه في الوزارة، بغرفة مستوردي الأدوية برئاسة د. صلاح كمبال بحضور وزيرة الدولة بالصحة د. سعاد الكارب والأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم د. زين العابدين الفَحل ورئيس الاتحاد المِهني للصّيادلة السُّودانيين د. صلاح إبراهيم، طالب الغرفة بتحمُّل جُزءٍ من ارتفاع الدولار، ووجّه بوضع مصفوفة تحوي الضرائب والرسوم كَافّة المفروضة على الأدوية، وأضاف: فلنعمل معاً للمساهمة في خفض أسعار الأدوية، وقال (أي خيار يعمل على تقليل الأسعار نحن معه)، وأعلن أبو زيد عن التآم اجتماع آخر مع الغرفة غداً الخميس للوصول الى الصيغة النهائية بشأن الأدوية والأسعار ما يرضي جميع الأطراف ومن ثم رفعها لمجلس الوزراء.
وأكّد رئيس الغرفة د. صلاح كمبال، أنّ الهَم واحد عبر توحيد الجهود لتوفير الأدوية الفَعّالة الآمنة بالسعر المعقول، والمُستهدف من كل ذلك المُواطنين، وطالب كمبال بالمعالجات السريعة للإشكالات التي يُعاني من منها قطاع الأدوية والوصول للسعر المعقول منعاً لحُدُوث أزمة في سوقه على أن تتحمل الحكومة جُزءاً من الخسارة والغرفة جزءاً، مُؤكِّداً أنّ الأبواب مفتوحة لتوفير حلولٍ ترضي جميع الأطراف.
ونادى أعضاء الغرفة بتثبيت سعر صرف الدولار ومنع تذبذبه على الأقل حتى نهاية العام الحالي وتَشكيل آلية لهذا الغرض من الحكومة لضمان أن يظل الدولار (47.5) جنيه المُعلن من الحكومة بما يمكن الغرفة من الوصول لحل مشكلة الأسعار.
وقال د. وليد محمد أحد المستوردين، إنّ أزمة الدواء الحالية تقتضي تدخلاً عاجلاً لمُعالجة قضية دولار الدواء من خلال معادلة عادلة يراعى فيها أصحاب الصيدليات والمواطن، منوهاً إلى ان الخطوة تقتضي تنازلاً من الطرفين، وأقر وليد بحدوث أزمة طاحنة ونُدرة وانعدام لعدد من الأدوية المهمة.
التيار