أخبار السودان

ما هي أسباب ذهاب الرئيس البشير للحج والحيلة الفاشلة ؟

زين العابدين صالح عبد الرحمن

تأرجحت العلاقات السودانية السعودية منذ وصول الحركة الإسلامية للسلطة في عام 1989, و قد وصلت قمة الخلافات في هذه المرحلة التاريخية, و التي تشهد تدهور في العلاقة, و تراجعت لدرجة إن السعودية اعتذرت عن مقابلة أية شخصية قيادية سودانية رغم إلحاح القيادات السودانية لترتيب زيارة للرئيس, وتؤكد المعلومات إن قيادات السلطة قد هزها موقف المملكة العربية السعودية برفضها لطائرة رئيس الجمهورية مواصلة رحلتها عبر الأراضي السعودية لإيران, و الذي جاء بعد موقف المملكة المؤيد للتغيير في مصر, ثم موقف أغلبية دول الخليج من تنظيم الأخوان المسلمين, هذه المواقف لا تقف علي الوسائل السياسية, بل الموقف انسحب علي القطاع الاقتصادي, حيث هناك إجراءات غير مباشرة لعدم السماح لرأسمال هذه الدول للذهاب في الاستثمار في السودان, في ظل الوضع السياسي القائم, و ظهر ذلك للعيان في كارثة السيول و الامطار الأخيرة, حيث ترددت دول الخليج في إرسال معونات للسودان يستفيد منها النظام, و لكنها في النهاية أرسلت مساعداتها في أمل أن تصل للمحتاجين مباشرة, باعتبار أنها تكن كل تقدير و احترام للشعب السوداني الذي عرفوه, و أيضا أوقفت كل من المملكة السعودية و دولة الأمارات العربية المتحدة و دولة الكويت مساعداتهم الاقتصادية إعانات مالية و قروض و تمويل للمشروعات في السودان, هذه التغييرات السياسية في مواقف دول الخليج جاءت من جراء ممارسات النظام الحاكم, و بالتالي شكلت أرقا لقيادة الإنقاذ.

عقب إرجاع طائرة الرئيس, حيث إن الإجراء أوضح بشكل قاطع موقف المملكة من سلطة الإنقاذ, و تعثرت كل مجهود وزير الاستثمار في استقطاب رؤوس الأموال, كان هناك رأي داخل السلطة إن يذهب النائب الأول لرئيس الجمهورية لمعرفة الأسباب التي أدت المملكة لتتخذ هذا الموقف الشديد ضد الرئيس, و لكن حالة الغضب التي تملكت رئيس الجمهورية حالت دون ذلك, و في نفس الوقت كلف وزير الخارجية السيد علي كرتي سفير السودان في الرياض أن يجس نبض السعوديين, إذا كان في إمكانهم استقبال أية مسؤول في هيئة الرئاسة, و جاءت تقارير السيد السفير, تقول إن وزارة الخارجية السعودية تعتذر عن استقبال أية مسؤول سوداني في هذا الوقت, لزحمة جدول أعمال الملك و ولي العهد, و بالتالي تعذرت كل السبل في تحقيق زيارة للرئيس و نائبه للمملكة في هذا الوقت, و أيضا تعذرت في دولة الأمارات العربية المتحدة, فكان الاقتراح أن يذهب السيد رئيس الجمهورية للحج, الأمر الذي يمكنه من الالتقاء بالملك أو ولي العهد, مادام قد تعثرت كل المحاولات لترتيب زيارة رسمية للرئيس أو نائبه, و الحج فرصة ,هديا لقول الله في الحج ( ليشهدوا منافع لهم) و هي الفكرة التي ذهب علي ضوئها الرئيس البشير للحج في أمل أن يلتقي بالقيادات السعودية.

إن الموقف السعودي من النظام القائم ليس وليدة لحظة, أو موقف صنعته ثورات الربيع العربي الذي صعد بتنظيم الأخوان المسلمين لقمة السلطة في عدد من الدول العربية, أنما موقف خلقته الإنقاذ منذ إن جاءت إلي السلطة عام 1989, و وصل إلي ذروة سنامه في حرب الخليج الأولي, عندما وقفت السلطة مؤيدة للعراق في احتلاله لدولة الكويت, في تلك الفترة فتحت السلطة أبواب أجهزتها الإعلامية إلي معلقها السياسي في ذلك الوقت ” الرائد يونس محمود ” في أن يطلق السنة حداد ضد القيادات في المملكة العربية السعودية, و شنت حربا إعلامية شرسة علي دول الخليج, ثم دبرت محاولة الاغتيال للرئيس المصري في أديس أبابا, و لكن عندما حصلت المفاصلة و انشقت لحركة الإسلامية السياسية, و خرج الدكتور الترابي و مجموعته من السلطة, حملت الإنقاذ كل تلك الممارسات للدكتور الترابي و مجموعته باعتبارهم كانوا وراء تلك الممارسات, و أكدت لدول الخليج أنهم قد تخلصوا من العناصر المتطرفة, و فتحوا الباب لكل القوي السياسية, و قالوا إن الإنقاذ لم تصبح قاصرة علي الإسلاميين, لذلك سعوا للاتفاق مع الشريف زين العابدين الهندي و عدد من السياسيين في القوي السياسية الأخرى, الأمر الذي جعلهم يكسبون قيادات في حزب الأمة القومي, و يحدثوا انشقاقات في الأحزاب و استيعاب المنشقين في السلطة, لكي يثبتوا صحت حديثهم, الأمر الذي أعاد علاقاتهم مع دول الخليج و مصر مرة أخري.

و رغم أنهم أعادوا علاقاتهم مع كل دول الخليج و مصر, لكنهم لم يتخلوا عن مؤامراتهم, لذلك جاءوا بفكرة الإستراتيجية التي كان يستخدمها صدام حسين في ابتزاز دول الخليج أثناء حربه ضد إيران, حيث كان يدعي إن العراق تتحمل عبء الدفاع عنهم في مواجهتها ضد السياسة التوسعية لإيران, لذلك كانت فكرة بناء علاقات إستراتيجية مع إيران, و فتح ميناء السودان للزيارات المتكررة للبوارج و الفرطاقات الإيرانية العسكرية, و الهدف منها ليس التلويح بالقوة لإسرائيل كما كان يشير بعض المعلقين السياسيين, بل إشارات سياسية لدول الخليج و خاصة للمملكة العربية السعودية, إن السودان قادر علي جعل المملكة في دائرة من التحالفات الإيرانية, و يمكن إثارة القلاقل للسعودية في أية اتجاه, و الهدف منه هو إن تجعل المملكة أن تستجيب لشروط الإنقاذ, و كان في اعتقادهم إن دول الخليج سوف تفتح خزائنها لقيادات الإنقاذ و تلبية كل طلباتها, , و بعد صعود الأخوان للسلطة في مصر بعد التغيير السياسي, بدأت القيادات الإنقاذية تطلق التصريحات في بناء العلاقات الإستراتيجية مع حركة الأخوان المسلمين في مصر, ثم جاء مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير, و الذي تمت فيه دعوة كل تنظيمات الأخوان في ثورات الربيع العربي و غيرها, و التنظيم العالمي في استعراض للقوة, هذه الإشارات السياسية و التحالفات التي بدأت تتخلق في المنطقة, كان لابد من مواجهتها من جانب الذين يتضررون منها, و في نفس الوقت أن يبدأ الصراع السياسي في المنطقة علي المكشوف, و بدأ في البحرين حيث استطاعت المملكة العربية و دولة الأمارات العربية المتحدة أن تقف بقوة عن أية تحولات في تلك الدولة, ثم تأييدهم القوي للتغيير في مصر.

عندما بدأ الصراع في المنطقة يأخذ أبعاده بقوة, حيث فجر الصراع بشكل واضح في مؤتمر ” الأمن الوطني و الأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية” الذي انعقد في الفترة من 17-18 يناير 2013 و الذي نظمه ” مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية و الدولية و الطاقة ” و الذي شن فيه الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي هجوما عنيفا علي جماعة الأخوان المسلمين و قال في المؤتمر ” إن هذه الجماعة لا تقل خطرا عن الإيرانيين” كانت تصريحات الفريق خلفان تؤكد أن دول الخليج قد بدأت معركتها السياسية ضد توجهات الأخوان في المنطقة, حيث ربطت العلاقة بين الأخوان و أمريكا التي بدأت تتشكل, ثم جاء منع السعودية مواصلة طائرة الرئيس مرورها عبر الأراضي السعودية لإيران, لكي يصبح الصراع علي المكشوف, و ارتبكت القيادة الإنقاذية, و بدأت تبحث عن تبريرات رغم أن القضية واضحة مثل الشمس في كبد السماء.

أضحت المعركة واضحة في المنطقة, و الصراع السعودي ? الأماراتي مع جماعة الأخوان المسلمين, و الإنقاذ اختارت موقعها من هذا الصراع, و أعلنت عن موقفها من التحالفات, و بالتالي لا تفيد التكتيكات في المواقف, و لا يمكن أن تختار الجانب الذي تريد أن تقف معه, و في نفس الوقت تطلب من الجانب الأخر الدعم و المساعدة, فالرئيس البشير ذهب للمملكة العربية السعودية و هو يعلم أن الساحة العربية قد تم فيها الفرز بشكل واضح, و إن المملكة العربية السعودية قد حددت موقفها, فلم تبيت هناك أية أرضية مشتركة يمكن أن تقود للحوار بين المسؤولين في كلا البلدين, و اختار الرئيس الوقت الخطأ, و لا اعتقد أن أية لقاء سوف يبحث القضايا بالعمق, أنما هو وقت لتبادل كلمات المجاملة و الأمنيات, و هي كلمات سوف تصدر من الشفاه فقط و ليست من القلوب التي تأثرت بالشظايا المتطائرة في الأجواء, و يعود الرئيس دون أن ينال المنفعة التي ذهب من أجلها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء الناس يستخدمون تكتيكات اذكياء العصور الغابرة وفات عليهم ان السياسة كاي علم مكتسب تتطور ولا تتقوقع وبات النهج الحربائي فى السياسة هو الاسوأ ممارسة وانتهاجا فلا بد من ثوابت رئيسية يسار عليها ولعب الحبلين لم يعد مواكبا ? عذرا سادتى فقد انتهت الحلقة ولا يسعنا الا ان نشكر ……… ونراكم ان شاء الله فى لا………

  2. احسنت استاذ زين العابدين. المقال اقل ما يوصف بالرائع.للأسف الشديد فهم لايستحو من الله فهل يخجلو من الشعوب فهم لايهمهم ان قال عنهم كل الناس انهم سفلة,وتراهم كالقطط المشردة تلوذ بين اقدام من يلقي اليها بقطعة عظم معفنة يبحثون في الدول عمن يلقي اليهم ببقايا طعام ليس لبسبب قلة الطعام ولكن بسبب اعتيادهم على الاستحصال على المال من خلال عمليات النصب.وما يدعوا الى القرف تلك القاذورات ان يكن لها حصة في ادارة البلاد,بائعي الضمائر والأنفس والأوطان , يفرضون أنفسهم العفنة علينا شئنا أم أبينا ,هذا الزمان هو زمن الحكام الزبالة القذارة الوساخة دون أي استثناء.سفاح السودان لم يجلب لنا سوى العار,أتمنى أن يمتلك الشجاعه وأن يضحي من أجل السودان ويقدم استقالته.

  3. درس فى هذا الحج للسفاح
    قبول الحج من الله لكن اعتقد ..ان الحج وحتى يكون مقبولا لابد من توفر شرطين :
    ان يكون المال خاص بك ولست مدان لاحد باى فلس منه .. وان لاتكون قد اجرمت على احد او اغترفت خطيئة فى حق اى شخص وذهبت للحج دون ان ترد له حقه او يعفو عنك !!
    بعد ذلك قيسو الشرطان على الراقص والله اعلم ..
    موقف السفاح اصبح مكروها من الدرجة الاولى فبعد ان كان يستقبله نائب الملك ( ولى العهد )الان يستقبله ناس المراسم والمرور والشرطة !!! اعوذ بالله !!

  4. بالله دققوا في الصورة دي والصور الثانيةالتي استقبل فيها التركي والباكستاني وغيرهم شوفوا سلام وي العهد عليهم كيف بالقرب وماسك يد كل واحد بيديه الاثنين اما صاحبنا ابعفنة دا سلم عليه من بعيد وهو بسلم عليه عينه على شخص اخر يعني خلصنا او خارجنا

    غايتوا مسحوا بك البلاط يا ثقيل الدم

    كان بتحس

  5. نحن باسم الدين تم اخذنا عنوة الى الجنوب وقتل من قتل باسم الدين والجهاد واتذكر اليوم الذى تم فيه قتل المجندين من طلاب الخدمة الوطنية فى معسكر العيلفون والقاء جثثهم على النيل والخطاب الدموى الذى القاءه البشير بان الذين لقوا حتفهم هربوا من اداء الواجب وهو الدفاع عن ارض الوطن ولاكن يد القوى الجبار اخذت الزبير ومعه بعض المجرمين فى طائرة الناصر .البشير سيلقى نفس المصير لانه مجرم وخائن للشرف العسكرى الذى اداءه

  6. حملت الإنقاذ كل تلك الممارسات للدكتور الترابي و مجموعته باعتبارهم كانوا وراء تلك الممارسات, و أكدت لدول الخليج أنهم قد تخلصوا من العناصر المتطرفة, و فتحوا الباب لكل القوي السياسية, و قالوا إن الإنقاذ لم تصبح قاصرة علي الإسلاميين, لذلك سعوا للاتفاق مع الشريف زين العابدين الهندي و عدد من السياسيين في القوي السياسية الأخرى, الأمر الذي جعلهم يكسبون قيادات في حزب الأمة القومي, و يحدثوا انشقاقات في الأحزاب و استيعاب المنشقين في السلطة, لكي يثبتوا صحت حديثهم, الأمر الذي أعاد علاقاتهم مع دول الخليج و مصر مرة أخري.

    تلك الحيل لم تمر علينا نحن ما بالك بدول وممالك تعج بالخبراء والسياسين الاستراتجيين لو كان حقا البشير صادقا لطرد جميع من تم تعينة في عهدة البغيض واعاد المفصولين تعسفيا كانت لقمة مملحة جاهزه للبلع لكنه كتلة من الغباء المتحرك والثابت هي حكم الله فينا تجيك مملحة تاكلوها قروض في النهاية اما حمار حمورية

  7. قال له الشيطان:
    كيف تحج وانت قاتل النفس اللتي حرمها الله !|
    :
    :
    :
    :
    :
    :
    :
    فرد عليه وقال :نحن نسير بالبرستيج الاخواني …..أقتل وحج واغتصب واعتكف وعذب وصلي
    فأجهش الشيطان بالبكاء وأعتزل ألتوسوس

  8. في مؤتمر ما يسمي بالحركة الاسلامية كان من ضمن الحضور راشد الغنوشي الذي قال من ضكن ما قال( ابشروا يا اخوان السودان فاليوم لم تصبحوا وحدكم فثورات الربيع العربي جاءت بالاسلاميين في تونس ومصر وليبيا فلن تكونوا بعد اليوم لوحدكم) الناظر للتصريح يشتم منه رائحة التآمر علي كل الانظمة القائمة في العالمين الاسلامي والعربي وهذا ما تدركه جيدا السعودية ودول الخليج فكيف الدول تعطيها احساس بالخطر وترجو منها الدعم (رذية ونطاحة)

  9. خاف الله .. بترفع الدعم للاصلاح الاقتصادي .. و جالون البنزين طار السماء .. و اخذ معاك ما يقارب ال 400 كوز لاداء الحج .. و معطيهم مكرمة الرئيس .. تزاكرهم بس قيمتها قريب للمليار .. لو وزعت القروش دي علي الفقراء .. كان اسر كثيرة عيدت مبسوطة .. و علي الاقل اشترو لبسات للاطفال … و كيلو لحمة و كيس عيش ..

    .
    .
    .
    .
    .
    .
    اذا لم تستحي فافعل ما تشاء

  10. أمى بتقول عليهو فى هذه الحالة ( غاسل وشو بى بولو) وهى عبارة يقولها المصريين للذى لا كرامة له و لا يختشى و عينو قوية.

  11. لعنة الله على البشير وعصابته وعلى عموم الكيزان من الخرطوم الى مصر الى القيروان ، اللهم أنزل عليهم غضبك ولعنتك وعقابك ، اللهم أرنا فيهم قدرتك وجبروتك ، اللهم أنزل عليهم عذابك في الدنيا والآخرة

  12. عفوا اعزائي القراء اتسائل هل انعدم السودان من علماء دين اولا ماهو الحج وماهو حكم مشروعية الحج هل يجوز الحج هذا العام للمواطن المسلم عمر البشيرولى امر السودان الجائع الباكي المكلوم

  13. اي دولة في العالم ترحب بهولاء والهطلة بقول نحن علاقات كويسة مع بوركينا فاسو ونحن بندفع فاتورة صبرنا عليهم من سمعة بلادنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..