مقالات سياسية

البرهان يعيد عناصر التعذيب بجهاز الأمن!

علي أحمد

يُقال بان النصر الناقص أسوأ أنواع الانتصارات، وأن الهزيمة الناقصة هي أفضل أنواع الهزائم، لأنها تعلِّم المهزوم ألا يسمح بتكرارها، ولقد تعلمت دولة (عمر البشير) من هزيمة ثورة ديسمبر 2018 ، والتي لم تستكمل بسبب التآمر وبسبب القصور البشري أيضًا، فتعلموا منها بما يكفي لإجهاض أي محاولة لاستنساخها مرة أخرى، بالإضافة إلي أنهم استرجعوا حنينهم إلى ماضي وحشية جهاز أمن “نافع / قوش” السيئ السمعة، وبيوت أشباحه المظلمة التي لا تزال رغم مرور ثلاثة عقود من الزمان عالقة في أذهان الشعب السوداني، كأسوأ فترات تاريخنا الحديث، هدمت فيها أشياء كثيرة كان الشعب السوداني ينظر إليها كمسلمات لا تقبل النقاش، ومنها الفكرة التي كانت راسخة في عقول غالبية أهل البلاد، والقائلة بأننا أطيب وأكرم وأرق الشعوب، وربما كنا كذلك قبل أن نكتشف ان من بيننا (كيزان)، دمروا المواطن وشروط المواطنة السمحة التي تواثق عليها أهل السودان بالحق وبالصبر، وهاهم يدمروا الوطن نفسه بعد سقوطهم وهزيمة مشروعهم بالإجماع الشعبي.

وها هو قائد الجيش (البرهان) الذي ترعرع في مراتع السوء وتمت تربيته كأي (كلب) مستأنس تم تدريبه على التوحش لوقت الحاجة، هاهو يعيد إلى الخدمة عددًا من عناصر جهاز الأمن المتخصصين في التعذيب، الذين أبعدوا بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ومن بين الذين أعادهم “تاج السر عثمان” الملقب بالسنجك، وهو من أبناء مروي تجاوز عمره السبعين ومع ذلك أعيد للخدمة لقربه منه ومن صلاح قوش، وبالطبع للاستفادة من ماضيه المتوحش في القتل والتعذيب، وحاجة الطغمة الفاسدة لخدماته في هذه اللحظات الحاسمة حيث انه متخصص في التعذيب ومعادي للقوي الديمقراطية لدرجة الهوس المرضي.

وكذلك أعاد البرهان “عبدالغفار الشريف” المتخصص أيضًا في التعذيب، بل انه لا يمكن التأريخ لتلك الحقبة العفنة دون المرور على اسمه، وقد تمت اعادته بعد أن لحس التوبة وقدم فروض الولاء والطاعة لمجموعة (علي كرتي)، حيث كان في السابق تابعًا لمجموعة (نافع علي نافع)، ولكنه مع قلة موارد هذه المجموعة، وفشل محاولاته المتكررة في كسب ود قائد الدعم السريع، حول ولاءه بعد الحرب لمجموعة البرهان/كرتي، وحج مؤخرا من تركيا إلى بورتسودان عدة مرات ليتفق على قائمة مهامه وأتعابه كمحترف في التآمر والتخريب والتعذيب (!) كما أعاد البرهان أيضًا ضابط قوش السابق “عادل عوض”.

وترتبط عودة مجموعة التعذيب باليأس الذي يضرب طغمة البرهان الفاسدة مما تبدى في إعادة العلاقات الأمنية والعسكرية بنظام الملالي الايراني، وفي حل لجان المقاومة وتنسيقيات الحرية والتغيير في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، والاعتقالات الجزافية المذعورة للصحفيين والنشطاء والعاملين في المجال الخيري والانساني، وكذلك في التصفيات على أسس جهوية وعلى مجرد الشبهة كما حدث للشهيد الدكتور “عبد المنعم بانقا” والإعلامي “أحمد يوسف”، وغيرهم من الذين قتلتهم مجموعات (العمل الخاص) الكيزانية بأمدرمان قبل أيام.

لا شك أن الساذج والحالم وحده من يظن بان قادم الأيام ستحمل له المن والسلوى على طبق من ذهب، وان البرهان سيأتي له فاتحًا ذراعيه بالسلام والوئام، فهذا لن يحدث مطلقًا إلا في أذهان من يريد أن يصدق أحلامه وتوهماته، فالبرهان نفسه ثبت بأنه ليس شخصًا وإنما وظيفة، وهي أسوأ وظيفة، تتلخص مهمتها في حراسة اليأس وقتل الأمل في قلوب السودانيين، وإستعادة زمن البشاعة والتوحش، لذلك، اعتقد اعتقادًا جازمًا أن مستقبل هذا البلد وحرية ورفاه شعبه لن يتحقق ما ظل هناك كوزا واحدًا ينعق بأرض السودان، وبجيش السودان أيضًا، إذا جاز لنا أن نسميه جيش.

لا أحد يريد لهذا البلد أن يدمر أكثر وتسكن (الكدايس) عماراته ومنازله، ولكن ماهو الحل إذا كان البديل هو الاسترقاق والعودة إلى حياة الأشباح ؟!

‫5 تعليقات

  1. لماذا لم يعيد صلاح قوش و لا صلاح قوش عاوز حاجة اكبر من كده
    ليه صلاح قوش في مصر
    عبدالغفار كان محسوبا على حميدتي بعد الثورة

    الطائرات الدرونات نقطة ضعف الدعم السريع

  2. والله يا حبيب، بعض المرضي والجرحي من جراء التعذيب في سجون ومعتقلات الاستخبارات العسكرية في السودان جاءوا للعلاج في مستشفيات ألمانيا!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..