الإنقاذ آذتها وتعسفت هل تتجاوز المعارضة مرارت الماضي لصالح المستقبل؟

كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان. تطرح المعارضة هذا السؤال المحوري في قضية الحكم. والمعارضة- وخلفها الغالبية العظمى للشعب السوداني- تناضل من أجل نظام ديمقراطي يضمن حقوق الجميع .تتحقق في ظله إدارة ذكية للتنوع بحيث تتوحد الطاقات لدفع أمامي بدل من تضاد مشتت للجهود يبقي الجميع في نفس المكان .
وهذا الطرح النبيل الذي تعمل المعارضة على تحقيقه يأتي في شكل تساؤل لا تنتظر المعارضة إجابة له بل تعمل بجد لتفعيله . هذا التساؤل الضخم يغطي الأفق على تساؤل آخر لا يقل عنه ضخامة ويفوقه في الأولوية.
والسؤال الاضخم هو
ماذا نتمنى للسودان ؟ والإجابه سهلة وفي اطراف آلسنة الملايين.لكن كيف نحقق هذا الطموح ؟ كيف نضع السودان في مكانه الطليعي والطبيعي في قارته ومنطقته والعالم ؟

والإجابة مهمة للغاية . فعندما نعرف ماذا نريد ان نحقق بالضبط يمكننا ان نحدد وسائلنا وادواتنا وقوانيننا .نستنفركل مواردنا لتحقيق ذلك. فاذا اردنا للسودان ان يكون بلد ديمقراطي يعمه السلام والإطمئنان .يعمل الجميع فيه لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأحلام الكبرى. فلنبحث عن الوسائل والموارد لتحقيقيق ذلك. اما إن اردنا وطن والسلام فالتجارب العملية لدينا وحولنا اثبتت ان التفكير اللاحق للفعل يأتي بنتائج صادمة. ايضا الطموحات غير الواقعية والتي لا تحدث فيها بعض التنازلات تأتي بنتائج كارثية. كما ان الأهداف غير القابلة للتحقق تنتج إحباطات تدفع بالطاقات إلى مسارات سلبية . حينها يحدث الخراب والتدمير بدل البناء و التعمير .
وبسبب ما يظنه الحكام ذكاء ونعتبره غفلة تدور القوى السياسية في حلقات الحوار ولا تطحن حبوبا. خلال ذلك تتراكم فوائد الديون الخارجية على السودان وتتكاثر المرارات وتتراكم الأوزار.

العقلاء ممن يعارضون السلطة تجاوزوا مرحلة الإنتقام والتشفي وفش الغبائن. وهم بذلك يثبتون لأنفسهم ولغيرهم انهم جديرون بالإحترام والتقدير. فقد صبروا وثابروا. وناضلوا بقليل مواردهم فساد السلطة وعسفها. وانهم أحق بالحكم فالسلطة إنضباط وقهر شهوات ومقاومة النفس والتجرد لصالح المجموع. وهم نجحوا في كل ذلك.لكن غالبية المعارضين لا يريدون سلطة ولاجاه. فقط يتمنوا ان يروا السودان عزيز معافى. وهم متصالحون مع انفسهم بعكس خصومهم.فأهل السلطة – ومن اجل الحفاظ عليها – مارسوا من الأفعال ما لم يتصوروه هم انفسهم عند استيلائهم عليها بقوة السلاح. فقد كذبوا وافسدوا وتعسفوا في استخدام السلطة ضد خصومهم وسرقوا وخربوا كثير من القيم الجميلة .مارس كثير منهم احقاد شخصية بعصا السلطة ومناصبها وموارد الدولة. ومع ذلك صمد المعارضون ووواصلوا نضالاتهم وطرح قضيتهم . والآن كثير من أهل السلطة يرفعون حواجب الدهشة عندما يدركون الثمن الباهظ لإستمرار مشروعهم الحضاري ويستميتون لإيجاد ما تحقق منه.
حتى بالنسبة للقليل الذي تحقق مقابل الكثير من المعاناة والموارد المهدرة فإن كل السودانيون مشاركون في ما تحقق مهما كان حجمه. بل ان نصيبهم اكبر من أهل السلطة فما تحقق على قلته تحقق بصبر وصمود وقوت الفقراء والشرفاء بينما من جانب اهل السلطة كانت الخطب والضجيج المدفوع من عرق الشعب.
إذن مشاركة السودانيون في ماتحقق بمعاناتهم اكبر من مساهمة الإنقاذيين بشعاراتهم وفي النهاية فما تحقق هو من عرق الكادحين ونصيبهم من الموارد العامة أو ديون خارجية يدفعها أبناؤهم.من. بينما أهل السلطة اخذوا أموال الدولة لهم ولابنائهم.
سؤالنا الكبير عن طموحاتنا للسودان يجعلنا نفكر في الوسائل التي تحقق هذه الطموحات. نبدأ بتجميع الأفكار وترتيب اولوياتها والبحث عن الكوادر المؤهلة القادرة على تنفيذها. علينا قبول الجميع كل بمساهمته وجهده لبناء سودان يسع الجميع .وهو خيار يبدو مؤلم لأنه يعني السماح لأهل السلطة وموالوها بالإنضمام للركب . لكنه تفكير يحقق لنا إنسانيتنا قبل أن يحقق طموحات السودان. أهم ما يميزنا هو تسامحنا .لا يجب ان ننجرف وراء من يريدنا أن نفقد أفضل ما فينا رغم الآذي الجسيم والضرر البالغ الذي لحق بالسودان والسودانيين. والأهم إن حكم يقوم على العقلانية والتسامح واشراك الجميع في إدارة شئون بلادهم هو بالتأكيد حكم رشيد.
والسودان بلد كبير وظل كذلك لحقب طويلة .استمر يقدم أمثلة رائعة عبر مواطنيه الشرفاء في آلاف التجارب اليومية. أينما حل السودانيون. يتعلم منهم الآخرين الطيبة والأمانة والصبر والتسامح والتضحية .وهذه صفات كونها الأرث الثقافي عبر قرون طويلة.دعونا لا نفقدها تحت تأثير غضب آني وإن كان شديد.
ونرجو أن لا تتلوث أثواب المناضلون الشرفاء الناصعة ببقع تلطخهم بها شهوة الإنتقام. وألا ينحدر الذين صمدوا سنين طويلة على الأذى لمستوى بعض أهل السلطة من من مارسوا عسف لا يوصف . اذا مارس الشرفاء حقد وتشف وأنتقام مثل ما فعل خصومهم حينها ماذا يكون الفرق بين الطرفين ؟
السودان يحتاج لكل جهود بنيه وبناته واشقائه وأصدقائه . للكثير من الوقت والموارد ليعد قوي ورائد. فش الغبائن لا يحقق ذلك.
النفوس الكبيرة هي التي تبني البلاد الكبيرة . والأرادات القوية والطموحات الكبيرة المشروعة والصبر والتسامح هي التي تبني النفوس الكبيرة.

وماالتوفيق إلا من عند الله
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..