مقالات وآراء

الشعب أسقطكم يا كذوب.. وأنتم ما زلتم تمارسون فن التمثيل

كمال الهِدَي

منذ أيام الاعتصام، وحين شعرنا بأن شباب الوطن اقتربوا كثيراً من إسقاط (الساقط) البشير، ظللت أنبه إلى أن الكيزان سيفعلون كل الممكن والمستحيل من أجل تخريب الثورة العظيمة، وأن ذلك يتطلب يقظة وتحصيناً تاماً للثورة، وتحسباً لكل شيء حتى لا يأتي وقت الندامة. فهذه الكائنات مجرمة بالفطرة، وتتصف بخبثٍ لا يضاهيه خبث. لكن المؤسف أننا كشعب عاطفي غمرتنا الأجواء الاحتفالية حينذاك لدرجة أن بعض من لم يكونوا مهتمين بالشأن السياسي في البلد سافروا من مختلف بلدان العالم لزيارة مكان الاعتصام والتقاط الصور، ونسينا الأهم، (فحدث ما حدث).
واليوم، وبعد كل هذا الموت والخراب والدمار والفتن، ووصول البلد لنقطة اللا عودة، يخرج علينا أحد قيادات تنظيم الشياطين ليقول أن الشعب أسقطهم، متوهماً أنهم يستطيعون أن يستمروا في خداع هذا الشعب بتغيير جلودهم في كل مرة.
صحيح أن بعضنا انشغلوا بتصريحات المجرم الدموي النعمان، لكن المهم أن نتناولها من الزاوية التي تساعدنا في أن نبقى يقظين، لا من الزوايا المُضللة التي ستعيدنا لمربع الغفلات بلا أدنى شك.
فهؤلاء المجرمون المتلونون يذكرون جزءاً من الحقيقة دائماً بغرض تضليل البسطاء والعزف على وتر العاطفة. ولو ركزتم في ما تخطه أقلام العديد من (كتبتهم)، ستلاحظون أنهم لا يكملون كشف الحقيقة مطلقاً، بل يبوحون بجزء بسيط منها لأشياء في أنفسهم المريضة.
والحقيقة الوحيدة التي ذكرها النعمان في كلامه هي أن الشعب أسقطهم، وحتى هذه الحقيقة التي كثيراً ما أنكروها، وجروا من وراء ذلك النكران  عدداً كبيراً من السذج والعاطفيين لتصوير الأمر وكأنه حرب بين الكيزان و”القحتيين” ، مع إن مشكلة الكيزان كانت ولا تزال مع شعب السودان، الذي ثار ضدهم وأجبرهم على التخلي عن قائدهم (الساقط) البشير. لكن نظامهم لم يسقط كلياً، ولم ينالوا العقاب علي الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن ومواطنيه كما حاول النعمان إيهامنا.
هذا حديث فات أوانه منذ زمن طويل، أيها الخبيث. فلو كنتم تعترفون بالأخطاء وتعتذرون عنها وتقرون بالهزيمة، لما أدخلتم البلاد في كل هذه المآسي والمحن. ولو أنكم سلمتم بفكرة رفض الشعب لكم، فمن الذي تلاعب بثورة الشباب العظيمة يا عبقري زمانك؟
ألم تحشدوا كل كوادركم في الجيش والأجهزة الأمنية، وتستقطبوا عدداً مهولاً من ضعاف النفوس بين المدنيين لتخريب ثورة ديسمبر، لينتهي بكم الأمر بإشعال هذه الحرب اللعينة التي تبدو في ظاهرها ضد أصدقاء الأمس “الجنجويد” ، بينما هي في الواقع ضد هذا الشعب الذي ثار ضدكم؟
لن تنطلي علينا أكاذيبكم مجدداً، فحجم الجرائم التي ارتكبتموها في حقنا يستوجب محاسبة جادة ومحاكمة كل من قتل وأغتصب ونهب وتنازل عن الأرض والموارد وخرب، وبعد كل ذلك، لابد من ابتعادكم التام عن السلطة والنشاط السياسي، فأنتم لستم سياسيين، بل ثلة قتلة ومجرمين.
فلا تظنوا أن بإمكانكم خداعنا مجدداً بعبارتين منمقتين لنقول في أنفسنا: “عفا الله عما سلف” ، فما سلف ستبقى آثاره المدمرة طويلاً، ولا يمكن تجاوزه بهذه السهولة.
وقبل الختام، أجد نفسي مضطراً للتعليق على حديث ممثل (دلاهة) وأرزقي، كنت مُصراً على تجاهله، ليس تهاوناً مع المتطاولين، بل العكس، فكل كتابهم المعروفين نفند أكاذيبهم وافتراءاتهم وبالاسم ليلاً ونهاراً. لكن كان قصدي أن مثل هذا النكرة المقصود يريد أن يصنع لنفسه هالة، ما كان من المفترض أن نمنحها له.
وما يجبرني على التعليق على كلامه التافه البليد اليوم، هو المفارقة المُضحكة المُبكية. إذ يقول أحد قيادات تنظيمهم البغيض، وبعضمة لسانه، أن الشعب أسقطهم، بينما قال ذلك الدلاهة: ” ثورة ديسمبر أسوأ ثورة مرت على تاريخ السودان”. والأنكأ من ذلك، رفضه بكل جهالة لشعار ” حرية، سلام وعدالة”، ومطالبته بحذف الدرس من أحد المقررات الدراسية، دون أن يعلم أنه قد حُذف أصلاً. ولكن من أين لمسطح وجاهل مثله أن يعلم بما يجري؟! فقد كان كل همه أن يقول كلمتين ترضيان عنه سادته لعلهم يرمون له بالفتات الذي أعتاد أمثاله أن يقتاتوا عليه.
عموماً، لا يستحق حديث الدلاهة أكثر مما كتبت، لا سيما أن بعض من هم في عمر أحفاده قد لقنوه دروساً في التأدب أمام ثورات الشعوب.

‫2 تعليقات

  1. الكذب احيانا مفيد مثلا حكومة تطبع فقط والاسعار ترتفع ثم تقول لك اعمل ابحث عن عمل لتأخذ منك ما تطبعه هي وتعيد الطباعة السودان بلدكم براكم هيهات منا الذلة نموت ليكم ونحرقكم لكن ما بنسيب بلدنا افهموا .:)

  2. الشعب السوداني والجيش السوداني اسقط جميع المؤامرات واسقطوا جميع الاحزاب وقحت ابشرك الانتخابات قربت لو عندك نية ركب بدلتك وتعال اترشح ما بعد الحرب الشعب بعد ان نهب وشرد وقتل واخرج من بيوته بامر الجنجويد والقحاتة وحمدوكهم الفندق لن يغفر لكائن من كان ان يتسلط عليه والاحزاب اتحلت وابلت وبالت لانها لم تقدم غير الخراب والدمار وتشريد الشعب بلا احزاب لا كلام فارغ معاكم كل خمسة ستة عاملين حزب سلك والدقير والشيخ حزب وجدي …الخ حزب ود الفكي ومعاهو خمسة انفار عامل حزب …الخ يجب حل الاحزاب وبلها بل تقيل لانهم طيلة ايام الحرب ما شفنا منهم خير غير تحريض الجنجويد لنهب وقتل وسلب المواطن السوداني وحمدوكهم جلس مع المرتزق ووقع اتفاقية لقتل وتشريد الشعب بامر ال زائد لا سلمهم الله ولا كسبهم ولا جاب باقيهم الانقاذ راجعة لانقاذ الوطن والشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..