السودان وصوت العقل

لماذا لا يستجيب "المؤتمر الوطني" لصوت العقل؟ هذا الأسبوع غطت أخبار المؤتمر الصحفي الذي عقده "الصادق المهدي" على كل أخبار وتطورات الأزمات اليومية التي تواجه شعب السودان.

"المهدي" دشن مطلع الأسبوع كتابه الجديد (ميزان المصير الوطني في السودان)، والذي وثق فيه لتطورات الأزمة القومية المستدامة الذي ظل يعيشها السودان منذ فجر الاستقلال، والتي تبدو نهاياتها المأساوية تلوح في الأفق بقرار مواطني جنوب السودان الانفصال (الاستقلال) عن السودان الذي عرفه السودانيون لأكثر من ثلاثة قرون. سودان المليون ميل مربع.

في تقديمه للكتاب وسط حشد من الإعلاميين السودانيين والأجانب وجه "المهدي" رسالة مفتوحة إلى "البشير"، ودعاه لتجنيب تفكيك البلاد وتعريض ما سيتبقى منها بعد انفصال الجنوب لمزيد من التفتيت والأزمات والكوارث التي تبدو نذرها واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، وقال: (انفصال الجنوب بات مؤكداً، وسيؤدي إلى تحميل حزب المؤتمر الوطني مسؤولية الانفصال وما يلحق به من عداوات)، ورأى "المهدي" أن الاستفتاء سيعقبه تصعيد نوعي في مواقف حركات دارفور، وإطلاق عنان المحكمة الجنائية الدولية مشيراً إلى أن حصيلة هذه العوامل مع تدهور الحالة الاقتصادية ستطلق تياراً واسعاً للإطاحة بالنظام. ولتجنيب كل ذلك وأكثر منه مما هو معلوم ومخبأ من أخطار وكوارث، فإنه يدعو الرئيس (تشكيل حكومة قومية جامعة مهمتها إدارة الشأن الوطني والدعوة إلى مؤتمر قومي ودستوري لصوغ دستور دائم للبلاد وإبرام معاهدة توأمة مع دولة الجنوب الوليدة فوراً والاستجابة إلى مطالب أهل دارفور المشروعة، وتعميم ذلك على الأقاليم الأخرى وتوفير الحريات العامة، والتصدي للأزمة الاقتصادية والتعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية. وقال إنه إذا وافق حزب "المؤتمر الوطني" على هذه المبادرة، فسيناقش معه تفاصيلها وتوقيت ترجمتها. وأمهل "المهدي" حزب "المؤتمر الوطني" حتى يوم السادس والعشرين من يناير المقبل. ثم جاءت المفاجأة عندما قال إنه في حال رفض "المؤتمر الوطني" عرضه، فسيدعو حزبه إلى مؤتمر عام ليقرر موقفه من المشهد السياسي الجديد.

للحقيقة والتاريخ، فإن المهدي ظل، ومنذ لاحت نذر الانفصال، وبل قبلها ظل يدعو زملاءه من قادة المعارضة الديمقراطية وغالبية أعضاء حزبه أن يتحلوا بكثير من الصبر على مناورات حزب "المؤتمر الوطني" ورفض "صقوره" الاستجابة للدعوة العقلانية، التي تؤيدها كل القوى السياسية (عدا المؤتمر الوطني وتوابعه)، لعقد المؤتمر القومي الدستوري الشامل، الذي هو موضوعياً لا مخرج للسودان وأزماته سواه، وظل يقاوم تياراً عريضاً في صفوف المعارضة، وظل في حزبه يدعو قفل باب الحوار غير المجدي مع حزب" المؤتمر". وقد كان من رأيه -ومايزال- الاطاحة بالسلطة الشمولية الحاكمة ستدفع صقورها لخلق حالة من الفوضى والاحتراب الأهلي، وهو أمر لا يهم المستعدين لتدمير السودان على رؤوسهم ورؤوس الجميع.

ولقد عانى من معارضة شديدة من بعض زملائه في المعارضة والحزب وظل بعض قيادي الحزب الحاكم -حتى اليوم- يسخرون من دعوته للوفاق الوطني السلمي والتوافق على تشكيل حكومة قومية شاملة ببرنامج عملي عسى أن يعبر السودان أيامه المظلمة القادمة… وفي رأي كثير من المحللين والمتابعين للشأن السوداني أن "الانذارات المبكرة"، التي ظل يطلقها المهدي يجب على الحزب الحاكم والمعارضة أن ينظرا إليها بجدية.. فعندما يحذر زعيم وسياسي بوزن "المهدي" من كارثة مقبلة، فلابد أن لديه من المعطيات والمعلومات ما يدفعه لهذا الموقف، لكن حزب "المؤتمر الوطني"، ما يزال في نهجه القديم وقد تملكته شهوة السلطة التي حجبت منه رؤية الحقائق على أرض الواقع السوداني المهيأ الآن للانفجار، وربما الانفجار غير المحسوب الذي يقود إلى الطوفان، الذي يغرق فيه الجميع.

وعندما يسمع المرء بعض قادته يتحدثون عن الاستقرار والأمن والخير القادم للسودان بعد انفصال الجنوب، يخيل إليه أنهم يتحدثون عن سودان آخر غير الذي يراه ويعيش في واقعه الأليم غالبية الشعب.

لقد بادرت أحزاب المعارضة المتحالفة مع رئيس "حزب الأمة"، وأعلنت تأييدها لدعوته البشير بتشكيل حكومة قومية ببرنامج معلن وملتزم به الجميع، لأن أزمة السودان، وصلت حداً يصبح فيه "التلاعب الحزبي" جريمة في حق الوطن والشعب. لماذا لا يستجيب حزب "المؤتمر الوطني" لصوت العقل، ويجنب البلاد مما هو قادم وهو أمر لو تعلمون خطير.

عبدالله عبيد حسن
جريدة الاتحاد

تعليق واحد

  1. هؤلاء اعماهم الشيطان وخيرات الدنيا
    مولانا الصادق كلامو في محلو لاكين منو البسمع …..
    احنا فتنه خراب مالطى

  2. تاكل السم اللي يسمك يآكل السحت وناهب قوت الأيتام والأرامل والفقراء تفوووووووووووووووووووووووووووووووو عليكم وعلى الولاك

  3. للإخوة المعلقين حول أكل المتعافي للدجاجة الواضح في الصورة
    أرجو أن لا تظلموا الرجل
    فأنا أشهد له بأنه لا يأكل أبداً
    أنما يبلع بلعاً
    فالأكل عنده تسويف ومضيعة للزمن، لذا يفضل البلع
    الأكل دا، في شريعة الإنقاذ الاستلامية محصورة فقط في كيزان المحليات والأمنجية
    أما البلع فهو للرؤوس الكبيرة زي ناس المتعافي وعبد الله البشير والعباس أخو البشير وداد بابكر وإخوان السادة الوزراء

  4. يا اخونا عبدالله انت هسه الصورة دي جايبه مالك الناس خلو الموضوع ومسكو في الصورة ولا انت قصدك تحندك المساكين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..