يا نيل يا رفيق صبا

حمدي حاج هلالي

يا نيل يا رفيقُ صِبا
يا نيلُ يا رفيقُ صِبا ونهراً يجــودُ فنشـــكرُ
ومهـدُ حضاراتٍ بها أهل وادي النيل يفخرُ
وتـزداد بالفخــــر كَوْشٌ كما تزداد أُقصــرُ
فيا لك من نهرٍ على الناس فضــــلٌ ومأثـرُ
إنّا رأيناك تجري وتجــري ثُمّ تجــــــــري
لا تشــــيخُ … وأنت فتى أفريقيـــا الأغـــرُّ
أحــــبك عشقاً ……. لا يضــــاهيه عِشقُ
فأنت سرُّ الله في الأرض ليس بعــدك سـرُّ
فلكَمْ تتهــادىَ الإوزُّ فــي مـياهك نشـــوى
فآناً تمـوجُ مــع التيِّارِ وآناً تغوصُ وتسـتقرُّ
وتَيْنَك الجُـــزرُ الغُرُّ في خُــدودك تبـــدو
كغِــــيدٍ تُجــمِّلُ صــــــدرَهُنّ ياقـوتٌ ودُرُّ
ولمقرن النيلين مـــع شَفَقَ المغــارب سحرُ
وللسحر عند مضارب السُّمار شذىً وزهرُ
وتُـــوتي! وأيُّ جـــــــــــزيرةٍ لكَ مثلهـــا؟
تُراودُ شطّهـــــا ……….. مــدٌّ وجــــزرُ
وكـــم من أنهــرٍ ضـــاق بها وجـه الثرى
ولكنْ أين منك، كُلُّ جاريةٍ تموجُ وتشمخِرُّ
لولاكَ مــــا ازدهــرتْ بجانبيكَ حضـــارةٌ
شغلتْ بـــها الدنيـــــــا تُزارُ وتُذْكـــــــــــرُ
ولا ســـــكنت بأرضٍ في الشمال… أوادمٌ
دانتْ لهـــــا الدنيــــــا تجـــــودُ وتفخــــــرُ
ولا شدَّ نابليون صــــوبَ الكنانةِ سرجَــــه
أبداً، كمـا شـــدّ قبلاهُ كســـرى وقيصــــــرُ
ومــــــا كان هيرودوتُ حـــــطَّ رحــــــالهُ
يســــــتنطقُ التاريخِ من آثـــاره ويُسطِّــــرُ
حبــاك الله مــــن حُســــن اللطـافةِ والمُحيّا
فمهـــــــــلاً أيهــــا النيــلُ حــــينَ بـنا تمُرُّ
لتنسـاب نحــو الكِنانةِ شامخاً، طـوراً بعفٍ
وطوراً تزمجرُ حين يصدُّ مـن مجراك صخرُ
لك الخُلدُ فـي سِجِلِّ الخــالدين وأنت ذُخـــرُ
ولك المجـــدُ فـي وجـه البسيطه وأنت حُـرّ

حمدي حاج هلالي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..