حميدتي يشرف على صلح بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة بجنوب دارفور

الإبن فخامة الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتى )
سوف أحكى لك قصة عنى أهلى الرباطاب وتماسكهم مع من حولهم من قبائل وأظنك لم تسمع بالرباطاب الا من خلال نكت أولادنا ناس تيراب
نحن افقر شعوب العالم فى منطقة ذات كثافة سكانية وقطعة ارض زراعية محدودة لاتزيد من ايام دولة كوش ومع ذلك لم ندخل فى حروب ولم نكلف الحكومة لجان صلح وتعويضان زى البيعمل فيهو اهلك فى دارفور
كنت ومعى ابنى المدثر فى زيارة لمنزل الصافى جعفر الصافى لاداء واجب العزاء فى وفاة والدته وكان اعجابه بامه لا يقل عن اعجابى بامى ، وصلنا وقيل لنا الصافى فى داخل المجلس ، وصلنا ورفعنا معاه الفاتحة ، كعادة الكيزان وجدنا المخلوع على يمينه وعبد الرحيم محمد حسين على يساره ، بعد الأنتهاء من اداء الفاتحة سلمنا على المخلوع وعبدالرحيم وهو زميل دراسة ويعرفنى جيدا ، سأل كعادته ابنى المدثر ، يا مدثر اوع تكون رباطابى ، رد عليه المدثر طالب الثانوى فى تلك الفترة ، بلحيل رباطابى ، قال له عبد الرحيم دى العوجه ، حرقتنى كلمته وقلت ليهو عاوزه يكون محسى يقول لى الحمار ارتى ولى الله ارتى هنا تدخل المخلوع وقال لعبد الرحيم محمد حسين الرباطاب ديل ما تتكلم فيهم ، إنتى هسى فى وزارة الداخلية دى جاتك مشكلة فيها رباطابى ، بعدين مكلفين الحكومة دى أى شىء ، قال المخلوع : كنا نسير فى موكب بمنطقة الرباطاب وفى قرية عتمور رأيت أن موكبنا يمر تحت جسر كبير فسألت قالوا لى هذه ترعة تنقل مياه النيل لخلف الجبل حيث اراضى شاسعة قام الرباطاب بريها لزيادة الرقعة الزراعية ، أقاموا مضخات ترفع من النيل لمكان مرتفع ومن هذا المكان مضخات اخرى ترفع لمستوى اعلى من قمة اعلى جبل مع ميول الى ناحية الغرب حتى وصلت المياه لترعة الرى الرئيسة ببطن الوادى ، كنت اعلم ان صاحب هذا الجهد الكبير هو الأبن / مبارك عباس على مصطفى ، وهو من الميايس والجقالبة ، فأمه ست نور بنت الجودلية بنت فاطمة بت على ودجقليبة وأمى نفيسة بت على ود جقليبة ، والميايس والجقالبة ناس جبلوا على العمل الصبر فلا تجد بينهم عاطل ، ولا اذكر اننى فى حياتى عشت الترف او عشت فى مثقبة ، كنا مستورين نعمل ونكد ونجتهد ونأكل مما نزرع فعل وليس كذب كيزان
عملت وانا طالب ثانوى فى حفر الآبار وبناء الجالوص وتبليط الجدران بالزبالة لم يسنينى أحد من اسرتى بأن هذه الأعمال شاقة ولا تتناسب مع عمرى
أخى حميدتى
بالأمس كنت فى صلح فى الشرق بين البنى عامر والحباب والنوبة وبعدها كنت فى صلح فى جنوب كردفان وغدا فى صلح بين الرزيقات والفلاته وبعدها بين قبيلتين اخريين وهكذا قتال وموت وسفك دماء مسلمة بيد مسلمة والقاتل والمقتول فى النار ولن يتوقف هذا النزيف الذى يحول بين نجاح اى مشروع تنموى فى السودان الا بالأتى
اولا هذا الرعى الشئوم والحركة شمالا فى الخريف وجنوبا فى الجفاف أنتج لنا بقر مجوك لا يؤكل لحمه ولا منتوج حليب فيه من الاف الكيلومترات التى تقطعها هذه الدواب جيئة وذهابا والعفش واصحابها على ظهرها
لماذا لا نفكر فى خلق سودان حديث لا ترحال ولا تداخل ولا احتكاكات فيه
هذا سر نجاح السلام الذى يعيشه اهلنا فى شمال السودان
تعالوا لنحول غرب السودان لكنتونات كل كنتونه لقبيلة بيعنها- نتخلص من هذه السلالات من البقر والجمال والضأن والماعز ونستبدلها بسلالات اوربية من هولندا وفرنسا وغيرها ونقيم مصانع البان واجبان وتستقر اسرة الرزيقى والمسيرى والفلاتى وجميع السودان يستقر وتقام المدارس من مرحلة التمهيدى الى الجامعات وتسأل ابن عمك الرزيقى تقول ليهو ابنك فى سنة كم يقول لك فى KG2 طبعا حتقول ليهو دى شنو
لاتذهب لصلح الرزيقات مع الفلاته
بكره حتولع الحرب فى مكان اخر
لم يمر على يوم فى حياتى والا اسمع بالموت فى جميع اطراف دارفور شمالها جنوبها غربها شرقها حتى ان اهالى دارفور ادمنوا القتال واحبوا الموت
تعالوا لنؤسس لسودان الإستقرار وكل قبيلة تسجل حدودها الجغرافية لدى مسجل عام الأراضى وحتىلو استدعى الأمر نقيم اسلاك شائكة
تقام لهم منازل لا تتأثر بالخريف ، كل تجمع متجانس له مجمع سكنى تجارى صناعى زراعى رعوى
مياه النيل التى ستزيد حصتنا فيها باربعة مليار متر مكعب ترفع فى قنوات رى شبيهة بتلك التى بناها محمد على باشا بمصر
اوقفوا ما بدأه المخلوع من اعمال
قتال وصلح ثم قتال وصلح ليبدا قتال ثم صلح
اوقفوا هذه المراحيل المشئومة التى انهكت نسائنا بفك البيوت ثم الترحال ثم بناء بيوت
لانريد ان نذهب لبحر العرب ولا لابييى اتركوها لاهلنا فى جنوب السودان فلا نريد مرض حتى حلايب ارتكوها لاهلنا فى مصر وللذين يتحدثونبان الجيش السودانى لماذا لم يتحرك لتحرير حلايب اقول ان لن نقاتل مسلم مصرى فى ارض حلايب والرسول ص يقول لو رفع المسلم سيفه فى وجه اخيه المسلم فالقاتل والمقتول فى النيل
نحن لدينا اراضى مساحتها اكبر من حلايب وشلاتين وقيمتها المادية والحضارية اكبر من حلايب وشلاتين تبرعنا بها لشعب مصر ليقيم السد العالى ويتمتع بالماء والكهرباء ، اغرقنا حلفا الحضارة والتاريخ من اجل شعب لا يستحق فجاء هذا الوقح المسمى مبارك والبركة عنه براء واحتل حلايب وشلاتين ، لن نحارب مصرى مسلم عليها لندخل النار ولكن سنعيد تقسيم اراضى السودان بين قبائله كله زرقتها وعربها من غرب دارفور على حدود تشاد وافريقيا الوسطى حتى شرق الفشقة على حدود اثيوبيا ، ونعيد تخطيط الأراضى وادخال المكننة الزراعية التى تستخدم الأقمار الصناعية وال GPS فى تسوية الأراضى والزراعة والحصاد
اخى حميدتى
مياهنا التى كانت تذهب لمصر وبدون اى شكر وكافأتنا عنها باحتلال حلايب والشلاتين سوف تسقى كردفان ودارفور وشرق السودان ، سوف تتحول ابقار المسيرية الى ابقار هولندية ، سنصنع 350 نوع من الأجبابن ، سوف يتعلم ابناء الرزيقات والمسيرية والفلاته والبرنو والحباب والبنى عامر والهدندوة فى مدارس مكيفة وملحق بها مستشفيات ويزودون بوجبات طعام صحى (بالمناسبة دى الناظر محمد أحمد ترك ناظر عموم الهدندوة زميل دراسة – أخيه الأكبر الناظر السابق عليه الرحمه جاء مرة زارنا قال لينا : الولد المغفل دا بيقرأ ليه الأبل العنده لمان تمشى غبارها يغطى عين الشمس عاوز يتخرج ويشتغل مع النميرى – فضحك الجميع )
كلف مستشاريك بأن يبدأوا فى وضع روشته لبناء سودان حديث مستقر