مقالات وآراء سياسية

جننتنا يأخي بدارفور!

أسامة ضي النعيم محمد

هي عبارة أخي رفيق الصبا وأطولنا قامة في المدرسة الوسطي ، مازال يحتفظ بحقه في زجري وتأنيبي وما زلت عنده من أصغر تلاميذ الفصل ، تراتيبية عنده لا ينقضها تقدم العمر ، جاء صوته دافئا من علي الهاتف بكما يحلو أن يناديني ( يا ود ضي النعيم ) أسمع ، تصغيرا أو استحسانا يتحدد النداء بنبرة صوته ، هذه المرة كانت نبرة تصغير تصل الي درجة تسفيه ما أكتبه عن بسط الامن بدارفور ودور حركات الكفاح المسلح في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق .
اذا عاوز لك معاهم قسمة وظيفة ، أقنع منها واسمعني ، دول ناس تعودوا علي المحاصصات وجايين بقوائم معدة مسبقا ، حسب معرفتي بك انت لا تسعي لذلك ولكن سيفهم البعض غير ما تنوي ، دفاعك السابق عن وحدة السودان شمالا وجنوبا يومذاك الي أن تقدم أهل المشروع الحضاري و دكته جحافل ( الاخوان) تتار السودان في هذا الزمان وتم لهم تجزئة السودان ، ختم سيل تأنيبه لي، هانت لا تتورع وتلعب دور الوطني بين متقاسمين للثروة والسلطة ، تذكرني مقالاتك بآخري في عهد الصبا أيام الجمعية الادبية وتحرير الجزائر وجميلة بوحريد وبن بيلا .
صبرا أخي الكريم ، السودان كله دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ، أنا السودان عشته جغرافيا في جوبا ومجلسي المفضل كان عند النادي الثقافي ووجباته الدافئة وفي الجنينة بجوار وادي كجا ثم رحلات العودة بالعربات الي نيالا لنواصل بالقطار الي الخرطوم مع رفقة طيبه كان بيننا المهندس / محمد حسن صبيرة- عليه رحمةالله- زادنا في الرحلة ( عجينة زرقا ) ، في كاودة عشت أيضا فترة من الصبا نعمت فيها بحضور حلقات الصراع وتأسفت كثيرا علي مرضي الجذام وعزائي أن القساوسة كانوا يأتون من خارج السودان لتطبيبهم ، أيضا كادوقلي كان لي فيها وقتا لا ينسي ، في سنجة تزاملت مع أبناء المك عدلان وحاضرته مينا الشهيرة ، أنا السودان ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق بحكم العيش جغرافيا وحمل السودان حبا بين الضلوع أو كما قال كاتبنا الكبير الطيب صالح – عليه رحمات الله- وهويتحدث من مدينة الضباب حين قال أنا أحمل السودان معي.
جننتنا ! هي ربما تقابل ( صه يا كنار) عند شاعرنا الكبير محمود أبو بكر – عليه رحمة الله- والأخيرة تلحقها الايجابية في عجز البيت ( ضع يمينك في يدي ) ، نعم لا بد من طرق ثم طرق الي مرحلة الجنون ليعود السودان دائما موحدا ، كابوس انفصال الجنوب ما زال يقلقني ، أناجي فيه النفس دوما ليعود السودان حدودا من نمولي الي حلفا ، أراسل أحيانا أخي الاستاذ أتيم قرنق للم شمل سوداني شمالي جنوبي من نوع جديد فيه حركة تجارية بين محطتي سكة حديد بابنوسة وواو ونقل نهري بين كوستي وجوبا وطريق بري بين الفاشرالي حدود الجنوب لتبادل السلع من ذرة الي ملح وبصل ووصل بين كيلك وعمق الجنوب في رحلتي النشوق والدميرة.
( ضع يمينك في يدي ) رفيق الدرب أطولنا في الفصل ، دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق يتداعي لها سائر الجسد السوداني بالسهر والحمي وهي مناطق يعيش أهلها في المعسكرات ، نخب اليوم في تلك الهوامش لا تهتم كثيرا كما تفضلت الا بقسمة الثروة والسلطة ومراتب توزع مكافأة علي البعض ويظل من يقيم في المعسكرات في خوف تطعمه وتحميه منظمات نصرانية ، قسمة الاعباء والواجبات ومهام الاعمار والبناء تترك للغير لتدبيرها ومن أجلها تفرض المكوس والضرائب علي المنتج من شعب السودان ، هو الجنون أن يصبح الوطن تقبله نخبته رقما يقبل القسمة محاصصة بين النخب وقد كان بالأمس عصيا علي القسمة ، خارج القسمة هم الاهل في المعسكرات و لهم رب يحميهم .
في الختام هو حب الوطن والسودان جميعه دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق كما الاخريات من مناطق وأقاليما غالية ، لا تثريب علي أخي أن ( جننتك) بل ردد معي قول شاعرنا محمود أبو بكر ( صه ياكنار وضع يمينك في يدي).

‫3 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..