مقالات وآراء

بعيدا عن الحرب قليلا ، أريد أن اظل صغيرة

نهى محمد الأمين أحمد

النساء يتفقن على مبدأ الحساسية تجاه العمر- ولا أبرئ نفسي- بل ربما أكون (زايدة العيار حبتين)،
فمنذ فترة ليست بالقصيرة ، أصبحت أتعرض للصفع بالنداءات التي تشير إلى تقدم العمر مثل كلمة خالة ، حاجة ، وصراحة هي في الكثير من الأحيان اقسى علي من الصفعة خاصة عندما تأتيني من أناس احيانا هم اكبر من سنا ، واذكر في واحدة من المرات التي كان فيها مزاجي سيئا، احتددت مع صاحب الركشة الذي ناداني ب (خالة) وسألته عن عمره ، واتضح أنه اكبر مني بعامين ، وكان مبرره أنه قصد أن يعبر عن احترامه لي فسألته : ماذا عن (أخت) أو (أستاذة) ، (عيبهم لي)، لا ادري ربما مزاجي العكر جعلني أصب جام غضبي عليه ، صراحة أنا لا أدري بالضبط السبب الذي يجعلني لا أتقبل موضوع تقدم العمر ، ولكني على الدوام أريد أن أظهر أصغر من عمري على الأقل بخمسة عشر عاما ، وأفكر جادة في إهدار دم كل من يلصق بي تهمة تقدم العمر وأنظر شذرا لأولئك الذين يسالونني عن عمري إذا ساقني حظي التعيس إلى أية إجراءات تطلب فيها مثل هذه البيانات .
قبل فترة تمت استضافتي كشاعرة في قناة الخرطوم في واحدة من السهرات ، تعمدت ألا ارتدي التوب السوداني وارتديت جيب وبلاوز  وذلك حرصا مني على الظهور أصغر سنا إلى أقصى حد ممكن ، أشادت صديقتي بالحلقة ولكنها أخبرتني أنني ربما  سأكون أجمل بالتوب، فأخبرتها الحقيقة ، ناقشتني قائلة أن مستضيفتي مقدمة البرنامج كانت ترتدي التوب وكانت جميلة للغاية، فضحكت وفندت حجتها بأن المذيعة فعلا صغيرة، لذلك فهي لا تحتاج أن تبدو أصغر على خلافي أنا،
لم استطع البتة تقبل مسألة تقدم العمر هذه ، وبالرغم من أن لدي ولدين شابين حفظهما الله، إلى أن هذا الأمر يظل دوما على المحك بالنسبة لي ومن أجمل العبارات التي تطربني وترفع معنوياتي إلى عنان السماء عندما اكون برفقة إبني ويسألني أحدهم : هل هذا أخوك الأصغر ، حتى ولو كان قوله على سبيل المجاملة، فهي مجاملة في غاية الروعة والدبلوماسية،
الإنجليز لديهم مثل شائع، يقول أن العمر مجرد (رقم) – Age is just a number – وحقيقة هذا المثل منطقي للغاية إذا نظرنا إليه بواقعية ، فالكثير من الناس يظهرون أصغر أو اكبر عمرا من الحقيقة ، وأيضا هناك من يتعرضون لفقدان لياقتهم البدنية في أعمار صغيرة على عكس آخرين في أعمار كبيرة بكامل اللياقة ، والأهم من ذلك أن الاعمار بيد الله واليوم ليس مربوط بعمر الإنسان على الإطلاق،،
وبالرغم من كل هذه الحكمة التي هبطت علي في آخر هذا المقال ، إلا أنني أعترف وبصراحة أنني لا أريد أن يكبر عمري، وأريد أن أظهر على الدوام شابة وصغيرة،،

‫4 تعليقات

  1. على النساء أن يكونو واضحين واحراج اي طرف في لحظتها حول الكلمات التي تعكر مزاجهن وربما تدل على شي لا علاقة له بالحقيقة ويجب تربية الاطفال عامة بنات واولاد على ذلك و لابد ان يكون كل المجتمع شفاف حول يعني الواحد لو ما ارتاح وشعر بالاريحية في وطنه و وسط اهلهه اين شعر بالارتياح حيث كثير من الاحيان الشباب ينطقون كلمات لا يعرفونها ويجب تعليمهم بالرد المباشر او عن خبث وقلة ادب وتنمر وعنصرية ضد المراة ويجب اقافهم عند حدهم حتى يتطور المجتمع ويصبح الجميع مرتاحين في الشارع والاماكن العامة كما في البيت وللدولة دور يجب ان تلعبه وهي تمكين المرأة في جميع مجالات الحياة والتمييز الايجابي لهن حتى يختفي الخلل وينضبط الميزان.

  2. رفض التقديم في العمر حب للحياة وكراهية للمرض والهوان والجميع يفضل أن يموت كلاشجار واقفا على قدميه وان يظهر انه لا زال قويا وفتيا وهذه علامة ايجابية وليست سلبية واغلب العوامل الاجيابية موجودة لدى المرأة لانها منبع الحياة وليس الموت

  3. مقال جميل اخرجني قليلا من توترات الضرب الذي ارعب قلوبنا، انا شخصيا كرجل في اواخر الأربعينات من عمري اعتبر نفسي من المحظوظين لانني وغيري من ابناء جيل منتصف السبعينيات عشنا فترة الزمن الجميل، فهذا البلد وحتي فترة الثمانينيات كان جميلا في كل شيء، في التعليم والصحة والاكل والترفيه والغناء، ويا له من غناء فقد ادركنا ذلك العقد الفريد وردي وكابلي وغيرهم، استمتعنا بحفلات محمد الأمين في كازينو النيل الأزرق وحمد الريح في قاعة الصداقة وزيدان ابراهيم في الفندق الكبير، كم انا فخور بذلك الزمان وكم انا سعيد لانني علي اعتاب الخمسين من عمري..اللهم احسن خاتمتنا.

  4. يا ابو محمد قلت لانني علي اعتاب الخمسين من عمري..اللهم احسن خاتمتنا.
    ناس بشة غيروا الركب وهم في نص الثمانين بس عشان يرقصوا والخاتمة قايلنها موت وبس وبدل دار العجزة دخلوا الاصلاحية .
    بتنا نهي قاصدة ابجيقات ناس ( علي عسمان وبشة ونافع والمتعافي والبقية ) مولعين النيران عشان يرجعوا يزاحموا الشباب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..