أين العربات الصالون؟

في التنك
أين العربات الصالون؟
بشرى الفاضل

عندما زار المرشح الرئاسي المواطن عمر حسن أحمد البشير قرية الشكيبنية مستنداً على قبابها ورمزية الشيخ المكاشفي لجلب المزيد من الأصوات خاطب المزارعين ووعدهم بالكثير. لكن من أبرز وأطرف ما وعد به كان عربة صالون لكل مزارع .(لا تمسكوا قلوبكم أيها القائمون على تحرير الصحيفة وبعض القراء فنحن لا نضرب الرؤساء في التنك).
المزارعون عادوا لبيوتهم وهم محتارون فجيوبهم خالية وكما يقولون (معلمين الله) وحواشاتهم تشكو لل(برجوبة) من قلة مياه الري، وصحة البيئة تشكو لأشباه المراكز الصحية وغباش الشفخانات ورهاب نقاط الغيار.وظهرت أمراض جديدة : التهابات الكبد والأمراض الجلدية أما الملاريا فتظهر وتغيب ويشرب معظم العمال الزراعيين من مياه الترع حتى لو ركدت.
هنالك شبه طريق أسفلت ضيق وحفره موسمية؛ يتم ترقيعها وتنحفر من جديد كأنها من نباتات حقول الجزيرة ، طريق كالشريط يشق بطن الجزيرة من مدني للمناقل به لفة دوران قرب قرية الطلحة (بلد أستاذي حسب الرسول حياه الغمام )، لفة فجائية بزاوية قائمة مخالفة لكل قوانين الحركة .
قلت لمحدثي :
– كم حادث حركة حدث هنا؟
– قال لي كثير .. كثير!
– لو أن السائق أغفل لثانية يكب جميع الركاب في الحواشة المقابلة : في الطين أو الشجيرات أو (الدلجة) حسب حالة الحقل.وهنالك عند كبري بيكة خطأ هندسي آخر في الطريق جعل حافلة ركاب بحالها تسقط داخل قناة بيكة الرئيسية وقتل فيها من قتل.
فهل هذه حال عربات صالون؟
قال مزارع أحاوره من أجل كتابة هذا المقال.
– يابوي دار تحرمنا من العربات دي ليه ؟.خلي يجيبوها بنبيعها ونصلح بيها حالنا.إنت مالك حاسد ولا بغران.
يناقشني كأن العربات في الطريق اليهم.وهو لا يعلم أنها مجرد دعاية انتخابية.لكنها كانت دعاية انتخابية من صنف الهروب للأمام .كان الأجدر والأحرى أن ينصلح حال المزارعين : تعود التفاتيش .تعود سكك حديد الحزيرة لنقل المحاصيل .تعود جريدة الجزيرة المجانية التي كانت تزيد من وعي المزارعين بقضاياهم، يعود المفتشون الصحيون بكل قرية كما كان الحال زمن الإنجليز يعود الخفراء ومهندسو الري ومفتشو الغيط والرخاء وإزدهار الجزيرة .
ومع ذلك فالعربة الصالون اليابانية وحتى لو كانت (تايوان) قيمتها كبيرة ، وإن لم يف الرئيس بها وهي كانت ضمن وعوده في حملته الانتخابية فسيضرب المزارعون المرشح الرئاسي المواطن عمر حسن أحمد البشير في التنك والمزارعون مثلنا لا يضربون الرؤساء في التنك بل يضربون المواطنين ممن هم مثلهم.