الإنكفاء لتطوير القدرات الشخصية و النجاح و بين الفشل المدوي

مبادرات: في الدراسات الاجتماعية
جاء الشاب بهاء من الضاحية الأشهر لإعادة الحياة لجهاز الحاسوب بعد أن رفض كلمة السر المعتادة.أفرغ بهاء عتاده البسيط و هو عدد من الفلاشات الصغيرة- الفلاش لغير الملمين بلغة الكمبيوتر هو ذاكرة صلدة ، خلافاً للذواكر المرنة.بدأ الحديث حول الأوضاع الراهنة بعد أن شرق و غرب حول تكنولوجيا المعلومات و قد لخصها بهاء في جهاز الموبايل الذكي ? الذي أغنانا عن كثير مما كان يُعد من اللوازم ، مثل ساعة المعصم أو ساعة الجيب و المنبه ذي الجرس العالي، كذلك الراديو ، صغيره و كبيره فقد تم إدماجه في الموبايل، ثم المسجل و شريطه المزعج و حتي التلفزيون الفضائي بجهاز إستقباله يمكن الآن الاستغناء عنه، و طفق بهاء يتحدث حول تخليه عن كل ما يشغله عن تنمية قدراته الشخصية مثل الصحف و التلفزيون ?الأخبار و الأفلام و كل ما يشغل الوقت أو يقتله. وذهب أكثر من ذلك ليريني فيديو تعليمياً حول إصلاح جهاز الأي باد تقدمه خبيرة أمريكية و أضاف بأنه قد نمي قدراته و مهاراته التقنية و لغته الانجليزية تبعاً لذلك.وهو أمر متاح للتعلم في أي مجال عبر الانترنيت ، أهل الغرب يتمتعون بالبراءة و حب الخير و يفرحون بتعليم الآخرين و لا أُعمم مطلقاً ?فهنالك الأشرار أيضاً.بالطبع يستفيد أهل العطاء و الانفاق فرحاً في القلب و سعادة تطيل العمر، كما جاء علي لسان طبيب أميركي تعدي التسعين عالماً !أمرٌ قريب مما ذكره أحد الزملاء من المتصوفة د. محمد ميرغني عندما تكلمنا عن التعليم و التدريب فقد أثارنا زميل آخر رفض تدريب من يعمل معه و كان من رأي محمد بأن العلم بالانفاق يزيد و لعله أضاف يرسخُ ! له التحية و لأسرته الصغيرة.
أعجبني حديث بهاء و عددته من أهل الحكمة و نقلت ذلك الرأي للصديق زهير ، و الذي لم يتردد في القول ” بأن ذلك الشاب مصيره الفشل و أظنه أضاف ” الفشل المدوي” ! وبؤس المآل! فهو يعتقد بأن الانكفاء علي الذات و الانغلاق عن الناس و المجتمع يؤديان للفشل و كل ذميم من الشمائل مثل:الأنانية، و التخلي عن الأثرة و إتشاح البخل- وهنا تذكرتُ الحديث ” من لم يهتم بأمور المسلمين فهو ليس منهم ” أي لا يمتُ إليهم ! حاولت أن أستصوب رأي بهاء بابتعاد الشباب حتي سن العشرين عن كل ما يضيع وقتهم و ينأي بهم عن تحصيل العلم و تنمية قدراتهم و مهاراتهم و أضفت في السن حتي الثلاثين لم فاتهم قطار التعليم النظامي! مثلما هو الحال مع بهاء .وصمد زهير منافحاً عن رأيه !
نحتاج لأن نسمع رأي خبراء النفس و الاجتماع و الأطباء ممن ينشغل بهذه القضايا! رأي قد تكون لع عقابيله و تبعاته! فلننظر في تجارب الأمم الأخري- وهنا أُذكر بحادث إطلاق النار علي مدرسة أمريكية ? فقد أظهرت قيادات شبابية علي درجة من الوعي و الحكمة و دفعت بحركة طلابية تناهض تملك السلاح السريع و تسعي للحد منه كما تدعو لاجراء فحوص و إختبارات لمن يريد السلاح و تنادي بوقف الأسلحة الرشاشة و مخازنها الكبيرة.
هنالك أيضاً مشكلة إتحادات الطلاب و إنفعالها بقضايا الناس و البلاد ! و لنتذكر بأن منع تملك السلاح لم يُلجم كثير من الناس عن تملكه ، بل و إستخدامه ولعل كثير من القراء يذكرون حديث وزير الداخلية السابق الزبير بشير و هو يزعم بأن العاصمة بها 48 مليشيا مسلحة!!! أزعم بأن القانون و الردع قد يكون غير مجدِ في كثير من القضايا.