تواصل الجهود لحماية المدينة الملكية بالبجراوية من خطر الفيضان

تتواصل الجهود الرسمية والشعبية لحماية المدينة الملكية بالبجراوية بولاية نهر النيل من خطر الفيضان بعد تعرض موقع المدينة الملكية الأثري بمنطقة البجراوية لتهديد خطير من فيضان نهر النيل، حيث اقتربت المياه من منطقة المدينة والحمام الملكي.
و تضافرت جهود مكتب الآثار بمدينة شندي وجامعة شندي وقسم الآثار جامعة الخرطوم مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف وسلطات ولاية نهر النيل، بجانب جهود العاملين بالموقع لحاية المدينة من الدمار بإقامة تروس من الأحجار وجوالات الرمل في المناطق المهددة لحمايتها.
ووصل إلى الموقع مسؤولو الآثار في الخرطوم وولاية نهر النيل وبدأوا في دراسة الوضع واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين المنطقة الاثرية المسجلة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وتجدر الااشارة الى ان البلاد تشهد موجة فيضانات فى مناطق واسعة من ولايات السودان المختلفة لم تشهدها منذ العام 1988م.
السياسات الاقتصادية لوزارة التجارة حيال مواد البناء و التشييد جميعها بفرض الضرائب و الاتاوات و انعدام المنافسة من خلال الاجراءات الحمائية الجمركية هى السبب الرئيس للكارثة.
فمواد البناء و التشييد هى عصب التنمية لكل المجالات. ولكن من خلال اجراءات الجبايات و الحماية الحكومية ، اضحت اسعارها تفوق عشرات اضعاف السعر العالمى.
وهو ما يحبط اى خطط تنمية حكومية او خاصة ، و يرهق مصادرها بلاشك.
فيضان النيل و الامطار و السيول لم تكن يوما مهددا لحياة المواطنيين. و لنا فى تجربة تعميق مجرى المسيسيبى مثالا لدور مواد البناء فى السيطرة على الفيضانات السنوية.
ان السياسات الاقتصادية السودانية و اجراءاتها الحمائية لشركاتها تعتبر خطر ليس على الامن القومى فقط ولكن على الاقليم الذى يرفد السودان فى كوارثه المفتعلة و يرهق اقتصادهم ، و خطر على الامن العالمى بتفشي الامراض التى قد تنتج نتيجة لهذه الكوارث ، كالايبولا مثلا.
من المنطقى تشييد سور اسمنتى بعلو معين يمنع ويحمى هكذا أثار قيمه من أى اجتياح مياه الفيضان دون المساس بمنظره التأريخى .هذا السور يمكن اشراك منظمات دزليه ودول مانحه للقيام بذلك.كفى ما حدث لاثارنا التى اغرقتها بحيرة السد العالى .