اتفاقيات لا تثمر

أية دولة توقع اتفاقيات مع دول أخرى يكون الهدف منها أولاً مصلحة الدولة والشعب وليس الحكومة أو الحزب الحاكم، ولا يمر وقت حتى تظهر ثمار تلك الاتفاقيات على أرض الواقع، ولكن ما يحدث في السودان هو العكس، نسمع بتوقيع الحكومة لعدد كبير من الاتفاقيات في مجالات متعددة وخاصة الاقتصاد مع دول كثيرة ولكن بلا فائدة، واحدة من تلك الدول التي كان لها نصيب الأسد في توقيع الاتفاقيات مع حكومة السودان المسلمة دولة الصين الشيوعية التي حظيت بعلاقة مميزة منذ التسعينيات، ولكن حتى الآن لا نرى لها نتيجة غير إغراق الأسواق بالمنتجات المقلدة والمضروبة التي يستوردها التجار بلا رقيب ولا حسيب.
في عام 2007 مثلاً وقَّعت حكومة السودان مع دولة الصين سبع اتفاقيات مرة واحدة في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والفني، شملت اتفاقية العون الإنساني لدارفور وهي منحة من الحكومة الصينية، واتفاقية (قرض بدون فوائد لتنفيذ مشروع القصر الرئاسي الجديد)، واتفاقية قرض بمبلغ تسعين مليون يوان، وشملت الاتفاقيات أيضاً بروتكول إعفاء جزء من مديونية السودان المستحقة على جمهورية الصين واتفاقية التعريفة الصفرية وهي اتفاقية تفضيلية لعدد 44 سلعة مصدرة من السودان إلى الصين واتفاقية لتنفيذ مشروع مدرستين في مناطق الريف السوداني، واتفاقية لتجديد الأثاثات بقاعة الصداقة وأخرى لإنشاء مركز للتقنية الزراعية، المشروع الوحيد الذي سمعنا باكتماله وأصبح واقعاً أمام أعيننا هو القصر الجمهوري.
لا شك أن الحكومة لا ترى في كل هذا الفشل إلا إنجازاً يحسب لها ولذلك مستمرة في توقيع الاتفاقيات والنتيجة لا فائدة يجنيها السودان، الآن أخبار توقيع الاتفاقيات لا تنقطع، وكل يوم تحمل عناوين عريضة عن اتفاقيات جديدة توقعها الحكومة السودانية مع إحدى الدول، قد تكون أحياناً دولة مغمورة ليس لديها ما تقدمه للسودان، وقد تكون دولة عظمى لا تعرف كيف تستفيد منها وإن استفادت فالفائدة تعود على الحزب والحكومة دون الدولة والشعب.
شهر يوليو 2018 شهد توقيع الحكومة لعدد من الاتفاقيات مع عدد من الدول، منها اتفاقية مع روسيا لاستغلال الغاز في البحر الأحمر، وإنشاء محطة للنفط، وتنص على تسهيل دخول الشركات الروسية للاستثمار في الفرص المتاحة في ميناء بورتسودان، بجانب فرص أخرى للعمل في حقول غنية بالنفط في مختلف أنحاء البلاد، ولكن ستمر الأيام ولن نرى نتيجة ليس لأن هذه الدول غير جديرة بالاتفاق، بل لأن الحكومة توقع الاتفاقات ثم تهملها، فهي تعاني من مشكلة في الالتزام والمتابعة وتهيئة الظروف والصبر على المشاريع والالتزام حتى النهاية، وحين قال وزير المالية إنهم لم يستطيعوا إقناع المانحين وجذب الاستثمارات (بالكذب والصحي) ذلك لأن كل الدول والمستثمرين عرفوا (البير وغطاها) ولن يخاطروا بمصالحهم، أما روسيا فهي لها حساباتها التي تستحق المخاطرة.
التيار
الـنـظام لا يعـرف ان الـسـفـارات فى الخـرطـوم مهـمـتهـا الأولى هـى رصـد كل يجـرى ويحصل فى مخـتلـف اوجه الـحـيـاة فى الـسـودان وارسالـهـا فى تـقـاريـر اسـبـوعـيـة الى بـلادهـا .
الـنـظام لا يعـرف ان الـسـفـارات فى الخـرطـوم مهـمـتهـا الأولى هـى رصـد كل يجـرى ويحصل فى مخـتلـف اوجه الـحـيـاة فى الـسـودان وارسالـهـا فى تـقـاريـر اسـبـوعـيـة الى بـلادهـا .