رسالة الي الوفد المفاوض

تتوالى الأيام و تمر اللحظات وكل السودانيين المخلصين لهذا التراب السوداني يمنون أنفسهم بسلام يطال كل أرض السودان من الشرق إلى النيل الأزرق إلى جنوب كرفان إلى دار فور, سلاما لا يستثنى أحدا من السودان لأننا كسودانيين يحق لنا أن ننعم بالاستقرار و الأمان, و لكم حلمنا بذلك منذ أن انطلقت شرارة الحرب في النيل الأزرق و جنوب كردفان و من قبل بدارفور .
ونذكر كيف كانت تتشتت أفكارنا ونحن بالكرمك عندما تأتى طائرة الانتنوف اللعينة , حيث كنا حديثي عهد بالحرب و ضرب الطيران و ما ينبغي على الفرد فعله بدلا من البهدلة والهرولة , ولكن مع تكرار زيارات الانتنوف تعلمنا قسرا التعامل معها , حتى الأطفال استطاعوا التمييز بين صوتها من دون الطائرات الأخرى و عرفوا ماذا تفعل و كيف تميل جسمها لتسقط براميلها و لحظة انفصال البرميل منها و ارتطامه بالأرض و كيف تكون عصيبة تلكم اللحظات , فالكل رغم هلعه ووجله يكون في لحظة صفاء مع ربه , المسلم لا تنقطع الشهادة من لسانه و المسيحي يسبح بثالوثه و كل من له عقيدة يكون صادقا , و كيف لا تكون تلكم اللحظات بهذا التجلى و قد تكون اخر لحظة لك في هذه الفانية, و ما أن تختفى تلكم اللعينة حتى يخرج الناس من مخابئهم و هم لا يصدقون أنهم بخير و تتكرر المأساة حتى اضطررنا للنزوح جنوبا و منا من أختار اللجوء حتى يتغى شرور الانتنوف و أهله , ومع ذلك لم يتوقف القذف و السحل و الموت بعد أن تركنا كل شىء خلفنا , إلا أننا لم نبرح حلمنا في سودان واحد يجمعنا و سلام يرسم مستقبلا واعدا لنا جميعا.
لم أرد بسرد هذه القصة قصة الانتنوف أن أزعج القارئ الكريم و لكنى أردت فقط بأن أرسم صورة للمشهد الذى يعانيه انسان النيل الأزرق و جنوب كردفان و دارفور بمعسكرات اللجوء و النزوح رغم المعاناة و قسوة الطبيعة و زيارات الانتنوف التي لم تنقطع أبدا, لم نزل نحلم و نتمسك بالعودة إلى أرض الجدود و الوطن , و لم يبارحنا الحلم بالسلام الاجتماعي الذى عرفت به الأمة السودانية
ومع كل خبر مفاوضات تشرئب أعناقنا للسلام و يرتفع سقف تطلعاتنا سلاما و عدلا و كرامة , و ما أن نمعن في التفاؤل حتى نحبط إحباطا يفتح جراحاتنا التي لم تندمل أصلا , فاللعب بالألفاظ و التلاعب بمصائر الشعوب و التحايل على المجتمع الدولي و القفز فوق الحقائق و التاريخ و الواقع لا يخدم قضية السودان و أهله ,فأصبحنا نرى جولات التفاوض ثلاث و رباع و سداس والى أخره مع انعدام الإرادة السياسية للحزب الحاكم للتوصل لسلام حقيقي يصون عزة و كرامة أهل السودان قاطبة, و الذى يدل على عدم الرغبة للتوصل لسلام عادل هو التزامن للقصف الجوي لمناطق معسكرات اللاجئين بالمبان و بيابوس و سقوط القتلى و الجرحى ؟لا ندرى بأي رسالة بعثها البشير بهذا السلوك للمفاوضين بأديس أبابا للمجتمع الدولي والأفريقي و لأهالي تلكم المناطق.
رغم ما تفعله فينا ألة القمع و الترويع و الدمار , نريد أن نؤكد لهذا البشير وحزبه بأننا في كل المناطق التي تكتوى بنار الحرب في الهامش أن لنا قضايا عادلة لا و لن تثنينا أداة قهرك عن المطالبة بها و ان طال الزمن أو قصر فسوف نقتص حقوقنا و لن تضيع قضية ورائها مطالب.
[email][email protected][/email]
كلامك حقائق ياليت للبشير قلب يعي واذن تسمع
يا ليت قومي يسمعون الى هذه الاصوات ويتركون التشبث بالسلطة ويعملون ولو من اجل خير صوت واحد..
قلت في كثير من التعليقات ان السودان للجميع وكل انسان له الحق في الحياة الحرة الكريمة بغض النظر عن الطائفة الدينية التي ينتمي اليها وعلى الجبهة الاسلامية او ما يسمون انفسهم بالاسلاميين نفيدكم ان الشعب السودان لا يريد اجتهادتكم في الدين والقفز الى سدة الحكم باسم الدين وتعذيب الاخرين باسم الدين وتطلقون علينا القاب باننا علمانيين وشيوعيين وبعثيين واشتراكيين ..وتريدون ان تنفردوا بالسلطة وبالنعيم المقيم لوحدكم..
لقد جربناكم 25 سنة ولم نرى هذا الدين لا في سلوككم ولا مظهركم ولا في الشارع العام وقلتم انكم تريدون انفصال الجنوب لتطبقوا الشريعة في الشمال فأنتم لا تعرفون الشريعة اصلاً حتى تقومون بتطبيقها.. فالشريعة في الطف معانيها هي العدل ولا شي غير العدل وقد اشتهر عمر بن الخطاب بالعدل واشتهر عمر بن عبد العزيز بالعدل ..
الترابي وتلميذه على عثمان وبقيةالجوقة التي حوله هي اس المشاكل في هذه البلاد وهم الذين حفروا لنميري واوردوه المهالك وهم الذين قتلوا محمود محمد طه وهم الذين قتلوا الاحزاب الكبيرة واسسوا منها 85 حزباً وهم الذين فصلوا الجنوب وهم الذين سيخربون بيوت السودان ولا يزالون سادرون في غيهم لا يردعمهم خلق ولا دين والمشكلة انهم في كل مرة يخرج من بينهم صوت ويغادر الحياة السياسية ويدعى النضال ولا يتوب مما فعل انصاره وناسه
ولا يزال كتابهم يكتبون وامنهم يعتقل الناس ويصادر الصحف والافكار الأخرى…
انا معكي اختي الكاتبة .. طالما انهم يمثلون شريحة من المجتمع اياً كان فكرهم الظلامي ولكن من حقهم ان يعيشوا ولكن ايضا من حق الآخرين العيش بكرامة