فضيحة توقف الطائرة السودانية من جديد/ خط الخليج !

محمد عبد الله برقاوي..

لسان حال هذا الوطن وهو يعيش حراك العصيان الغاضب وكأنه يردد باكياً ماقاله عبقري الشعر الشعبي الرصين صديقنا الدكتور محمد سعيد بادي مخاطباٌ شركة طيراننا المنكوبة …
( آه آه ياطويرة الأحزان ..جرحِك إنتي صاب الريش .. وجرحاً لي مسافر في النسيج الحي )
ولعل قصة اليوم هي فضيحة من الطراز الذي سيزيد من وواوات الزميل الظريف الأستاذ الفاتح جبرا الذي ظل يضيفها الى سطور نبشه لقضية خط هيثرو حتى بلغت في رصتها مدرج ذلك الخط المسروق مع أصول تلك الأجنحة التي كانت تعانق الشمس بالوانها الزاهية التي بهتت وإندثرت عن صفحة الفضاء و بكت عليها أدمع كل السحابات ولطالما لامستها مبللة لها بالملاطفة والحنية وهي تعبرها الى مختلف الجهات .
ولعل ما كشف عنه الأستاذ عبد الرحمن الأمين حول مزاد بيع الطائرة الخردة التي ظلت كسيحة جاثمة في مستودعات التاريخ منذ ما يزيد عن الثمان سنوات دون التقيد بلوائح وإجراءات البيع عن طريق العطاءات السرية لضمان نزاهة التنافس و جدوى الأسعار بما يعود على الصالح العام بالفائدة في حالة وجود حكم رشيد وإدارة شفافة !
فقد كنا إستبشرنا خيرا في العام الماضي بأن استأنفت طائرة الخطوط الجوية السودانية إرتياد بعض مطارات منطقة الخليج وتحديدا مطار ابوظبي الدولي بمعدل رحلتين في الإسبوع إنتظمت خلالهما في المواعيد على غير عادتها القديمة التي كانت تثير سخرية موظفي و توتر نظم تلك المطارات .. فكانت تلك العودة التي صاحبتها بعض الحوافز للركاب من حيث قيمة التذكرة و زيادة الوزن .. ولكن الفرحة لم تكتمل إذ تردى التزامها بالمواعيد من جديد وبدأ تذمر الركاب نتيجة ذلك التأخير الذي بات يستمر لعدةايام وهو ما فاقم من المشكلات العالقة بين الشركة ومحطات الوصول التي تتسب لها في ربكة وهي التي تعمل وفق نظام دقيق لا يقبل الإختلال إلا في حالات إضطرارية بعينها !
الآن الشركة إنقطعت تماما عن النزول في مطار ابوظبي .. وتقول طويرة الأحزان أن فضيحة داوية واكبت هذا التوقف المريب .. فقد أرسلت الشركة مبلغ إثنين مليون دولار لأحد الوسطاء في منطقة الخليج بغرض شراء محركين لطائرتها الحزينة خارج الإجراءت الرسمية ويبدو أن ذلك كان التفافاً وتحايلا على قيود العقوبات المفروضة على حكومة السودان .. ولكن المبلغ إختفي كفص الملح في مياه مجاري الفساد الممنهج ولم يعثر له على أثر !
طبعا في نظر حكومتنا التي نهب منسبووها المليارات من الدولارات فهومبلغ متواضع لا يعدو كونه مسحة شنب لمن نام به ويعتبر في فقه تحللهم دون النصاب الذي يستوجب التحلل .. ولاعزاء لشعبنا المسسكين إلا الإعتصام بحبل الله للتخلص من هذه العصابات التي باعت ما كان يطير في الجو و يسبح في المحيطات ويتلوى في قضبان السكك الحديدية وغيره من ممتلكات هذا الوطن التي رأى فيها لصوص هذا النظام الفاسد .. وكانها مالا سائبا تفننوا في سرقته دون رقيب اوحسيب إلا المولى الكريم الذي أنساهم أنفسهم في حكمة مدة للظالمين ووعده لهم بسوء العاقبة ونصره للمظلومين إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة حيث ساحات أخرى للعدل لا يختل ميزانها !

[email][email protected][/email]