الصحافة و الصحفيين و لمة ناس

هذه رسالة مفتوحة إلي الأخ الفاضل/الطاهر ساتي
تحيةً طيبة
الموضوع: لمة ناس- الصحافة و الصحفيين
جاء عمودك بالعنوان “لمة ناس” موجعاً لتركيزه علي الصحفيين ممن لا يعمل في مهنة الصحافة ولعلك تقصد الصحافة الورقية ! اليوم تنوعت وسائط الإعلام و كذلك تعددت فرص العمل في مجالات لا حصر لها منها :الاتصال، المعلومات و علي شبكة الانترنيت في مجال الكتابة و التحرير وغير ذلك.ولقد عجبتُ لهجومك علي كثير من الصحفيين الذين جاءوا للصحافة من مجالات مختلفة مثل الهندسة و الطب و الزراعة و قد ولجوا لهذه المهنة عبر إمتحان يجلس إليه كل صاحب خبرة في الكتابة الصحفية و في مواد أساسية مثل التحرير الصحفي و المعلومات العامة و اللغتين العربية و الانجليزية و في الترجمة.ولعلك تعلم بأن غالب من يجتاز ذلك الامتحان هم من خريجي كليات أخري، بينما ينجح عدد محدود من خريجي الاعلام !
أما العمل في الصحف الورقية فأنت أدري بطرق التشغيل و التوظيف ! بعض الصحف عائلية ? يعمل فيها الأب و الأخ و إبن العم ! و صحف أخري يملكها أفراد لا يدري كثير من الناس مصادر ثروتهم !و يعمل فيها من ينتخبونه و قد يتعرض للطرد إذا لم ترغب السلطات فيما يكتب أو ترضي عنه .و كثير من الصحفيين – ممن عنيت لن يقبل بالعمل في مثل هذه الصحف ! بقية الصحف تعلم الجهات التي تتبع لها و أهم من ذلك إنعدام الشفافية في فرص العمل مع إنعدام المعايير للتوظيف ! لم نسمع أو نقرأ إعلاناً لوظائف صحفيين ليتنافس عليها الجميع .و كما تعلم فان الكتابة تعتمد علي الموهبة و إجادة اللغة-أي لغة و الخبرة مع المعرفة. و تعلم بأن الناس يجدون عُسراً في قراءة ما يخطه صحفيون من أساتذة الجامعات ! بينما من أسميتهم الدخلاء علي المهنة هم الأكثر حضوراً و تعرف منهم المهندس و الطبيب و أستاذ العلوم السياسية !
أما إذا ما رجعنا قليلاً و تاريخ الصحافة في السودان ليس بالعتيد ?تجد من لم يدخل معهداً أو كلية ! و النماذج معروفة منهم عبدالله رجب و السلمابي و الريفي !
وهنالك نجوماً في الصحافة و الاعلام جاءوا إليها من منهن أخري ?حسن نجيلة ،جاء من التعليم و الطيب صالح خريج علوم من جامعة الخرطوم و ليس من الاعلام !كما أن علي شمو جاء من كلية دار العلوم التابعة للأزهر و أستهوته الاذاعة! أحمد يوسف هاشم و العتباني !
وعلي كل حال تعلم مجالات الصحافة و الاعلام فهي تتنوع بتنوع الحياة العصرية فهنالك الصحافة الاقتصادية و الطبية و العلمية و صحافة الطفل و للبيئة مكان كما للسياسة. و لابأس في تنظيم المهنةعبر المجلس القومي للصحافة و عبر النقابات و الاتحاد أو الجمعيات المهنية و العلمية و التي لا نجدها في بلادنا.
ومن هذا الفهم فلتوضع المعايير و ليحتكم إليها الجميع و حتي نضمن النزاهة و الشفافية فلنستعن بجهات دولية أو كليات للاعلام من الغرب الاوروبي أو من ولايات أميركا المتحدات! و عندها ستختفي أسماء عديدة !
و يبقي السؤال المهم، ما هو العدد المناسب من الصحفيين و الاعلاميين لخدمة البلاد ؟ قد نعلم قليلاً في أعداد الأطباء أو المهندسين و لكن لا أحد يذكر هذا الأمر الهانم ! و لعلك توافقني بأن جل مشاكل السودان و العالم العربي نمت و تعقدت جراء عدم وجود إعلاميين مدركين لروح العصر.
و لنوجه جهودنا لتدريب الصحفيين و لتوفير فرص العمل للصحفيين.أما الاستفادة من السكن و خلافه لماذا تريد الحد منها؟ فلتكن حافزاً لزيادة الأعداد و كما هو معروف فان الكم يولد الكيف !Quantity breeds quality ونسبة صغيرة لا تتعدي 2% هي التي تؤثر في عالم اليوم ? ليس في الصحافة لوحدها و لكن في كافة المجالات و الحقول! وهي تتميز بالمثابرة و مغالبة الصعاب و تطوير الذات و اكتساب المعارف. و لندع ألف وردة تتفتح !و لا تضيقوا واسعاً !
ولنعد إلي موضوع بيوت الصحفيين و قد إستها ن بها عدد كبير- لماذا لا نسعي جميعاً للتأثير في سياسات الأراضي و الاسكان ؟ حتي يجد كل شاب و شابة مساحة واسعة في هذه البلاد الكبيرة ولتخدم هذه السياسات أغراضاً أخري مثل محاربة الفقر و تعزيز الحس القومي و في تأمين البلاد و الدفاع عنها وحتي نعمر كل أركانها و لا يطمع فيها طامع ! أو من المستعمرين الجدد.ولتعلم أخي الفاضل ،إذا ما ظلت الدولة بسياساتها الحالية فستجد القوات الاجنبية علي أطراف العاصمة ! إذ الشمال خالٍ من السكان و لا يزيدون علي المليون من الأنفس!
ولا أخالك تنسي دور الصحافة في توزيع المنطقة المعروفة الآن بمدينة الصحافة !و من هنا جاء الاسم تكريماً للصحافة السودانية .
تعلم عزيزي بأن سياسات الاراضي تركز الآن علي توزيع مساحات صغيرة لا تزيد علي 200متر مربع!لماذا لا نتناول هذا الأمر ؟ ما هو الأسلم و الأصح في بلد قليلٌ سكانه؟ توزيع مساحات كبيرة أم صغيرة؟ قد يحتج المعارضون لهذه الفكرة بأن الخدمات ستكون عسيرة و مكلفة .فلتعلم أخي الكريم بأن الطاقة الكهربية بمصادرها متوفرة مع طاقة للشمس لا مثيل لها ! و أذكر في أوائل السبعينيات من القرن الماضي في محاضرة لبروفسير/محجوب عبيد بجامعة الخرطوم ذكر بأن الطاقة الشمسية يمكن تصديرها إلي أوروبا ! وهو أمر ما زال وارداً ! بعد تحويلها إلي كهرباء.و ستضحي في المستقبل القريب قليلة التكلفة و يمكن تزويد المنازل بها لكافة الأغراض. هذا مجال يمكن تناوله بالكتابة و الندوات .
إن منح كل صحفي منزلاً يمكن أن يصبح سابقة لبقية المهنيين و لكافة المواطنين و ليكن تناولكم أكثر إيجابية و لنسعي لايجاد الحلول للمشاكل التي تواجه البلاد بدلاً من التنافر و التشاكس و للتأثير علي بقية السياسات.سياسات الاستثمار و التنمية ، الصحة و العلاج مع التعليم العام و العالي و البحث العلمي و كذلك في السياسات الاقتصادية و المالية و كل ما يهم المواطن و يؤدي إلي ما فيه الخير.
[email][email protected][/email]



