
نضال عبدالوهاب
يتفق معنا الكثيرون أن واحدة من أكثر ما أعاقت تقدم بلادنا وحركة جموع شعبنا في العموم خاصة في مرحلة النضال السياسي المُشترك هي إختلافات طريقة التفكير وفرض التفكير الأُحادي علي الآخرين في طريق الحل لأهداف صالح البلد في تأسيس دولة بطموحات شعبنا وعظمته وتضحياته وما يستحقه منّا جميعاً كأبناء وبنات بارين به …
ظلت “الأيدولجيا” والتفكير “العقائدي” يطغي علي أي مساحات تقارب تقود لتغيير فاعل ومنتج وحقيقي لبلدنا وجموع شعبنا في كُل أجزائه … وساهمت الأيدولجيا نفسها وحمولاتها في زيادة شُقة التفرقة في سبيل تحقيق أهدافنا خاصة في مرحلة مابعد الثورة بمثل ماساهمت قبلها في تطويل عُمر الديكتاتوريات المختلفة وآخرها عهد نظام البشير والإسلاميين…
الآن الواقع يقول أن هنالك ثورة أنتجها كُل الشعب السُوداني وتمسك بها الشباب وكل المُنتظمين في لجان المقاومة والطلاب والقوي الديمُقراطية والثورية والحركات التي آمنت بالتغيير الحقيقي والمُثمر والمؤدي لذات مانادت به الثورة في الحريات والعدالة والسلام…
دعونا نتخطي هذه “الأيدولجيا” ونركز علي مايجمعنا من أهداف في التغيير نحو الديمُقراطية الحقيقية والتأسييس لدولة تجمعنا جميعاً بكل إختلافاتنا كمواطنين سُودانيين لاتمييز بيننا وبدستور وهوية تجمعنا كسُوادانيين ليس للدين أو العرق أو القبيلة أو اللغة مجال لتمييز فئية أو مواطن عن الآخر…
نحن الآن في مرحلة لا تتطلب أن نزايد علي بعضنا البعض خاصة من بين القوي التي صنعت وساهمت وشاركت في الثورة ولاتزال تؤمن بتغيير حقيقي مُنتج وفاعل وليس مُجرد مساحيق ومُسكنات لدولة عانت كثيراً من الإنقسام والإختلاف والحرب والتشتت … مايجمعنا الآن وكل المؤمنين بالتغيير هو أهداف ثورتنا وماضحي لأجله السودانيون … نحن متفقين علي عدم وجود أي سُلطة عسكرية تحكم بلادنا ومتفقون علي إعطاء بلادنا فرصة لتحول ديمُقراطي حقيقي يضع أساس لدولة تتأسس علي طريق صحيح وليس للإنتهازيين والقتلة فيها دور ولا الفاسدين ولا للذين يعملون خارج مصالح شعبنا ولأجندة تخصهم أو تخص دول أخري ظلت تُعادي وتقف ضد أي تحول ديمُقراطي أو إستقرار في البلاد … هذا الطريق يبدأ بإسقاط الإنقلاب الحالي وتجمعنا حول هذا الهدف وحول تغيير يؤسس للدولة التي يريدها جموع شعبنا وتتفق مع تضحايته العظيمة وأهداف ثورته ومطالبها المشروعة … هذا الطريق يجمعنا وكل المؤمنين به ودون أي مجال للأيدولوجيا بيننا أو التركيز علي إختلافاتنا وما لا يجمعنا … وبعد أن نصل لأهدافنا في التحول المدني الديمُقراطي وتحقيق كل بداياتنا الصحيحة للدولة التي نُريد في سكة الديُقراطية يُمكن بعدها للجميع وفق الديمُقراطية وقيّمها أن يطرح رائه وأجندته لشعبنا وبرامجه والسُلطة للشعب وقراراته في الإختيار…
كُل دعمنا بلاحدود إلي لجان المقاومة و لوحدة مواثيقها وميثاقها الثوري لتأسيس سُلطة الشعب…
كل الدعم ومد أيادينا بقلب وعقل مفتوح لكل القوي المؤمنة بالتغيير الحقيقي وأهداف ثورتنا .. كُل الدعم لكل الذين هم في الشوارع وللمعلمين المُضربين والصامدين ولكل القوي المهنية التي تؤمن بالسير في طريق التغيير والإلتفاف حول مطالب شعبنا العادل..
نداءنا يتواصل لكل المُختلفين معنا داخل القوي الديمُقراطية بالعودة للمسار الطبيعي بعيداً عن القتلة أو الوقوع في فخاخ الثورة المضادة وشرعنة الإنقلاب…
أخيراً فلنمضي معاً جميعاً لتحقيق أهدافنا بوحدتنا وتنسيقنا وطريقنا المُشترك لتحقيق أهداف ثورتنا وإسقاط الإنقلاب…
وللأيدولجيا وإختلافاتها أرضاً سلاح…
مشكلتنا هي الانتهازية والارتزاق والعمالة هل ما يحدث من وساخة له علاقة بأي ايدلوجيا في العالم و الايدلوجيا في النهاية فكر وفلسفة تخص ويبشر لها ولكن لا علاقة لها بالسلطة ومقاومة الظلم والانقلابات والمطالبة بمدنية الدولة ربما نختلف بشأنها فكرياً ولكن لم تفرقنا في يوم من الايام والدليل جل الناس متفقين على مدنية الدولة السودانية وحرية وسلام وعدالة هل هناك من يختلف على هذه ايدلوجيا ؟؟؟؟ وهل لجماعة الموز ايدلوجيا هل لحزب الامة او الاحزاب الاتحادية او حزب المؤتمر السوداني ايدلوجيا واضحة ، حتى العندهم ايدلوجيا هل ضرحها احدهم وقال عايز يطبقها ولا عايز يحل اي مشكلة حسب رؤيته الايدلوجية غير الاسلاميين وفشلت تجربتهم ، الايدلوجيا تطبق عن قناعة من غالبية الشعب او تحاول مجموعة تطبيقها على الاخرين بالانقلابات؟ وفكريا في السودان زمن الانقلابات انتهى لغير رجعة ، إذا ما عندنا اي مشكلة مع الايدلوجيا ، ومن خلال الدولة المدنية للكل حق طرح افكاره وقناعاته على الاخرين قبلوها او رفضوها.