المقتولة والصايحة .. من ذاكرة الثورة السودانية

نورالدين عثمان
عندما وقفت قيادات ما كان يطلق عليهم بالمعارضة خلال حكم البشير ، وطالبت بالتفاوض مع النظام ومشاركته في الحكم ، وخوض انتخاباته المخجوجة.
كانت هناك قوى حية ترفع شعارات لا للتفاوض ولا للمشاركة ولا للانتخابات الصورية ، و”إسقاط النظام” وتفكيك حزبه ومؤسساته.
عندما اجتهدت ذات القيادات ، في وصف شعار “إسقاط النظام” بشعار الحالمين والحالمات ، وأنه فارغ المضمون والمعنى.
كانت هناك قوى حية تدافع عن شعار إسقاط النظام ، وتفككيك دولة الحزب الواحد وبناء جيش قومي واحد ومهني ، لصالح الدولة المدنية الديمقراطية.
عندما وقفت قيادات وجماهير ما كانت تسمى معارضة ، ووقفت ضد انتفاضة سبتمبر 2013م ، وصمتت عن سلوك نظام البشير ، الذي قتل الثوار واعتقلهم ومارس ضدهم ابشع انواع التعذيب.
وقفت القوى الحية وصاحبة المصلحة في التغيير والتحول الديمقراطي بصلابة ضد الانتهاكات وقتل الثوار ، لأن من مورس ضدهم هذا السلوك هي جماهيرها المؤمنة بالتغيير.
عندما هرولت ذات القيادات بعد تردد وبعد أن تأكدوا بأن الجماهير نجحت في تجاوز خطوط النظام الحمراء ، إلى ميدان الاعتصام لمخاطبتها ، وتمجيد شعار “إسقاط النظام”، واختطاف كافة شعارات الثورة التي وقفوا ضدها بالأمس ، بعد وصفها بشعارات الحالمين والحالمات ، وحينها عادت بعض تلك القيادة بخيبة أمل بعد أن منعوا من دخول ميدان الاعتصام بأمر الجماهير ، وبعض هذه القيادات لم تكن له الشجاعة الكافية حتى إلى اتخاذ قرار الذهاب إلى ميدان الاعتصام ، وبعضهم خرج ببيانات تنادي الجيش بضرب الثوار بيد من حديد ، وبعضهم جلس في انتظار الكفة التي تميل وبقية الحكاية يعرفها الجميع.
حينها كانت القوى الحية وسط الجماهير في ميدان الاعتصام والأحياء ، تهتف بشعارتها المجربة ، وتنادي “بتسقط بس”، ورحبت بكل تلك القوى التي رفضت هذا الشعار ذات يوم ، لإيمانها الراسخ بأن التغيير يجب أن يصطحب الجميع دون فرز ، عدا تلك القوى التي تقف ضد التغيير.
عندما هرولت قيادات تحالف الحرية والتغيير ، للتوقيع بعشرة أصابع على وثيقة دستورية معيبة نتيجتها الحتمية تصفية أهداف الثورة ، وتغريغ شعار الحرية والسلام والعدالة من مضمونة ، والتمهيد لسرقة الثورة ، والقضاء على الشرعية الثورية مقابل شرعية دستورية زائفة.
كانت القوى الحية ، تناضل في كل الجبهات في محاولة اخيرة لاقناع التحالف بعدم التوقيع على هذه الوثيقة ، وعدم الثقة في المكون العسكري من جيش ودعم سريع ، وعدم منح الحركات المسلحة شرعية حمل السلاح بعد الثورة. وعندما وصلت إلى قناعة تامة بأن هذه القوى وعبر تاريخها تختار أسهل الطرق للوصول للحكم حتى وإن كان المقابل إجهاض شعارات الثورة ، وعدم تطبيق العدالة باتفاقات جانبية وتحت الطاولة،، حينها قررت الانسحاب من تحالف “قحت” ومواصلة النضال من أجل التغيير الحقيقي.
عندما ماطلت حكومة الدكتور حمدوك (التي جاءت وفقا للوثيقة الدستورية) ، في تطبيق العدالة ، وفشلت تماما في محاكمة المجرمين والقتلة، ومنهم قتلة الشهيد أحمد خير الذين دانتهم المحكمة بالأدلة ، وفشلت لجنة المحامي نبيل أديب في إدانة الجيش والدعم بجريمة مجزرة الاعتصام رغم توفر الأدلة والشهود ، وتم حفظ الجريمة بدعوى حسن النية ، وتطبيق مبدأ عفا الله عما سلف ، ظنا بأن حفظ القضية سيغير سلوك المؤسسة العسكرية التي تحمل السلاح ، ولكن كانت النتيجة عنف أكثر وتجاوزات أبشع ، ومجازر وحصار للمواطنين وتشريد للملايين.
وقتها كانت القوى الوطنية تحمل الجيش والدعم المسؤولية كاملة لما حدث من مجزرة ، وطالبت بمحاكم فورية ، وشرعنة الثورة بتطبيق العدالة على الكل دون مجاملة أو مماطلة فالمجرم سيرتكب المزيد من الجرائم اذا غابت العدالة ، ولكن للأسف لم تطبق العدالة وضاعت أحلام ملايين الثوار.
عندما هرولت ذات القيادات ، إلى جوبا لتوقيع اتفاق جوبا للسلام ، الذي يعتبر أكبر خوازيق الثورة ، إذ لا يعقل أن توقع اتفاق لتقسيم الثروة والسلطة ، مع حركات مسلحة كان هدفها المعلن إسقاط نظام البشير عبر الكفاح المسلح ، وترسيخ الديمقراطية ، وخصوصا بعد نجاح الجماهير السلمية في تحقيق هذا الهدف ، فالهدف تحقق ، والواجب وقتها أن تضع الحركات المسلحة السلاح وتنخرط في عملية سياسية ترسخ الدولة المدنية ، ولكن للأسف كل ما حدث هو تقسيم معيب للثروات والمناصب ، منح من لا يملك لمن لا يستحق ، وكان اتفاق جوبا مسمار آخر في نعش الثورة ، واشعال الحرب.
وقتها وقفت القوى الحية من لجان مقاومة وتجمع مهنيين وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ، ضد هذا الاتفاق المعيب ، وقالت بالحرف ، إنه اتفاق لا عدالة فيه ، ولا شرعية له ، ولن يكون سببا في سلام ، وصدقت القوى الحية فيما قالت.
عندما قفت قيادات الحرية والتغيير في حكومة الدكتور حمدوك الأولى ، وقالت في الجيش والدعم السريع مالم يقله مالك في الخمر ، وما لم يمدح به عنترة عبلة ، وكانت لهم جولات وصولات في حضور تخاريج قوات الدعم السريع وكرنفالات تسليحه ، وتسجيل زيارات دعائية لما عرف بالتصنيع الحربي والصناعات الدفاعية ، وعملوا حينها وكأنهم متخصصون في الإعلانات مدفوعة القيمة ، متناسين تماما حقيقة أن هذه المؤسسة يسيطر عليها الفلول الكيزان.
كانت القوى الحية ، تتحدث بكل جراءة ونكران عن هذه الحقائق ، وأن المؤسسة العسكرية مختطفة ، ويجب عدم منحها شرعية ممارسة السياسة والتجارة ، ويجب أن تمارس مهام الدفاع وحفظ الأمن لأنها المؤسسة الوحيدة التي تمتلك شرعية العنف ضد من ينتهك الحدود أو يهدد الأمن القومي أو يقوض الدستور ، ولكن حينما يتحول هذا العنف إلى عنف ضد المواطن وضد التغيير وضد أمن الدولة ، وتصبح المؤسسة العسكرية في ذاتها هي المهدد لأمن المواطن واستقراره ، يجب الوقوف بصلابة ضدها وبكل شرف وقوة.
وعندما حدث انقلاب البرهان في أكتوبر وذج بحكومة حمدوك كلها في المعتقلات ، ثم خرجوا ووقعوا مع الحكومة الانقلابية وتحالف ما عرف “بتحالف الموز” حينها اتفاق سياسي يعيد الدكتور حمدوك من المعتقل إلى رئاسة الوزراء، وصفق حينها من صفق لهذا الاتفاق الغريب والمثير للشفقة.
عندها كانت القوى الحية تناضل لكشف كل الزيف ، وبح صوتها وهي تصرخ بأن ما يحدث خطأ لا يغتفر ، وأن ما حدث هو نتيجة للتوقيع على الوثيقة الدستورية ، ولأنهم لم يستمعوا لكل الوصايا ، والتحذيرات من المكون العسكري وتحالفه السياسي ، ولكن للمرة الثانية شرعنوا الانقلاب مع سبق الإصرار.
وعندما هرولت قيادات الحرية والتغيير مرة أخرى خلف سراب آخر اسموه “الاتفاق الاطاري”، وظلوا يدافعون عنه بذات ادواتهم القديمة والمجربة والفاشلة ، وحاولوا بكل جهد تصوير الاتفاق الاطاري المسخ على إنه قارب النجاه إلى بر الديمقراطية والدولة المدنية.
وقفت القوى الحية بصلابة ضد هذا الاتفاق الاطاري ، وصرخت بأن ما يحدث مؤامرة كبيرة نتيجتها انهيار السودان ، وتسليمة للعسكر والفلول على طبق من ذهب ، وكل شي حدث بالحرف ، ولم تعترف قيادات الحرية والتغيير وجماهيرها ، ولن يعترفوا مستقبلا عن أي خطأ ، وسيتبرأون من كل كوارثهم ، لأن هذا هو ديدنهم على مر تاريخهم القريب والبعيد.
وعندما اندلعت الحرب ، وكعادتهم ذات القيادات وذات الوجوه ، والتي كانت تمارس ذات السلوك أيام نظام البشير ، واصلت في ذات الطريق الخاطئ ، الذي دائما ما يظنونه الأسهل والأسرع والخاطف نحو دولة مدنية ديمقراطية ، وسلطة قريبة المنال ، ولكن للأسف نظرتهم دائما قاصرة ولا تتعدى مصالحهم الذاتية من منصب ونظام صوري دون صلاحيات ، وفي هذه المرة اختاروا الدول التي لها مصالح في السودان ، وهرولوا خلفها لتعيد لهم ثورتهم وحكومتهم ، ولكن هيهات ، لأنهم وقعوا في رمال السياسة الدولة المتحركة ، ووقعوا في فخ الانحياز لطرف دون الحياد فكانت سقطة أخرى تضاف إلى سقطاتهم السابقة ، وانكشفوا أمام الجماهير بانهم الذراع السياسي للدعم السريع وإن كان بطريقة غير مباشرة ، وكانت فرصة الجيش في الانقضاض عليهم.
وحينها وقفت القوى الحية ووضعت النقاط على الحروف بكل احترافية ، وقالت لهم بالحرف ، المليشيا تظل مليشيا والجيش مؤسسة دولة وسظل كذلك رغم سيطرة الفلول عليها ، والنضال ضد الفلول حتى تصفيتهم من داخل الجيش وفضحهم ، لا يعطي الحق في الانضمام إلى مليشيا لا مبادئ لها وترفع شعارات الديمقراطية والانحباز للجماهير فقط لتحقيق اهدافها بتكتيك ودهاء ، وعلى الجميع الوقوف بصلابة ضد الحرب ، والعمل على اسعادة الجيش من سيطرة الحركة الإسلامية ، ولكن للأسف ، سلوك تلك الفئة منح الشرعية والفرصة التاريخية لتحكم الحركة الإسلامية سيطرتها مرة أخرى على هذه المؤسسة، رغم أنهم في اضعف حالاتهم ، وكانوا يجمعون اطرافهم للهروب من السودان ، ولكن عندما وجدوا الساحة مهيئة لعودتهم بسبب القرارات الخاطئة ، وضعف تلك الفئة ، عادوا بقوة والسبب الخط السياسي الفاشل للحرية والتغيير.
وعندما ، هرولت للمرة الألف ذات القيادات إلى تكوين جبهة جديدة باسم “تقدم” ، جبهة لا طعم لها ولا رائحة ، ولا تقدم ولا تؤخر ، ونادوا بالمفاوضات، والعودة إلى الاتفاق الاطاري والوثيقة المعيبة ، وحكومة الدكتور حمدوك ووزراءه ، واقصوا كل القوى الحية ظنا منهم أنهم وجدوا الحل والطريق ممهدة امامهم إلى السلطة، مع رفع عصا الدعم السريع وتسليحه المتقدم ، وجزرة المشاركة في السلطة وعودة تحالفهم مع العسكر.
حينها وقفت القوى الحية مرة أخرى وبكل شرف وقالت (لا) .. لطريق الحلول السطحية والفوقية والاسعافية ، لأنه سيمنح الجيش شرعية ممارسة السياسة والتجارة ، وسيمنح المليشيا شرعية الحكم والمشاركة في ثروات السودان ، وسيمنح الحركات المسلحة الحق في الحكم الذاتي والتوسع في تكوين الجيوش الموازية ، وسيمهد للتقسيم ، وسيحفز العسكر على التمادي في استخدام عنف الدولة ضد المواطن ، ولن تكون هناك دولة مدنية ديمقراطية مستقرة، ولن يكون هناك حزب سياسي ، ولن تكون هناك حرية أو سلام أو عدالة ، فالسلام الذي يأتي عبر هذا الطريق دون ضغوط شعبية حقيقية. ودون تمكين الجماهير من استعادة ثورتهم ، واستعادة روح الانتفاضة ، وعودة الحريات العامة ، والاتفاق حول التغيير الحقيقي ، والتمترس بكل صلابة حول شعارات ومبادئ الثورة ، لن يكون هناك دولة سودانية واحدة ولن تكون هناك حكومة ذات سيادة تسيطر على ثروات البلد ، وتحمي المواطنين ، وتجريب المجرب جريمة في حق الشعب السوداني.
والشعب السوداني وقواه الحية تعلم يقينا أن طريق التغيير هو النضال المدني ، وأدوات التغيير هي السلمية ، ووقود التغيير هي الجماهير ، وروح التغيير هي شعارات الحرية والسلام والعدالة ، وأي طريق آخر سيكون مصيره هو ذات مصير الوثيقة الدستورية واتفاق البرهان حمدوك والاتفاق الاطاري وتحالف “تقدم”.. والمثل السوداني يقول “المقتولة ما بتسمع الصايحة”، ولكن الصايحة لن تموت وستظل تشهر صوتها وهتافها ضد الرصاص والانتكاس.
من خلال هذا المنشور المتناقض والقوي الحية التي رفضت كل الحلول ووصفت الحرية والتغير بأنها (تقدم) بأنها الزراع السياسي للجنجويد برغم الجرائم التي ارتكبها في حق المواطنين السودانين منذ اكثر من عشرون عام ..ما اعتقد يوجد شخص عاقل يعمل علي ذلك ..اللهم الا الذين صنعوا الجنجويد والذين لازالوا يغازولنها وحبل الوصل ممدود سرا بين جنجويد الجيش وجنجويد حميدتي…اتمني ان تسمي القوي الحية التي تكلمت عنها وأن لا يطلق الكلام علي عواهنه من أجل الغرض محدد.
استاذ نور الدين تحيه طيبه
اولاً تمنيت لو أنك كنت أكثر وضوحاً فى تعريفنا بما هية هذه (القوه الحيه) هذا الأسم ألذى يمكن أن يتبناه الكثير من التنظيمات والأحزاب السياسيه فى السودان حتى الكيزان فقد سبق وأن صرّح بذلك حسين خوجلى حين ادعى انهم اى الكيزان يمثلون ٩٨ ٪ من مجموع الشعب
ثانياً وتجاوزاً عن استخدامك لدلالات غير ذات مدلول واضح
( القوه الحيه) لشئ فى نفس يعقوب ربما كان عدم ثقه فى الجهه التى تقصدها أو خوف من رده فعل القُراء، ولكننا نستنتج ان المقصود بالقوه الحيه هو الحزب الشيوعى ( الجزريين)
وطالما انك قد منحتنا الحق فى الاستنتاج (ألذى ربما يكون خاطئ) فسوف ننطلق من هنا للرد والتعليق على بعض مما جاء فى مقالك.
بادئ ذى بدء أقول لأول مره فى التاريخ السياسي القديم والمعاصر فى السودان يلتقى اليسار الشيوعى الرافض للدوله الثيولوجية مع اليمين المتطرف القائم على فكره الحاكميه لله، يلتقيا ليس فقط فى الحد الادنى بل فى الفكره المؤسسه للحراك السياسي نفسه أنطلاقاً من وحده الهدف ( ضرب القوى المدنيه) وتعزيز سيطره العسكر وحواضنهم .
أن إشكاليه الحزب الشيوعى تكمن فى تصلبه وجموده الفكرى ألذى ما زال يتموقع خلف شعارات نظرائه فى الصين ( ثوره الفلاحين) وفى روسيا ( الحركه البلشفية) وفى كوبا (ثوره العمال) هذه الثورات التى كانت ترفع شعارات التغيير الجذري للأنظمه القائمه حينذاك فيما عُرف بثوره البلوريتاريا المدفوعين بنظريات ماركس ولينين الاشتراكيه، ونتيجه لهذا الجمود اراد الحزب الشيوعى السودانى نقل هذه التجارب كما حدثت ( بكل حيثياتها) فى واقع سياسي مغاير وتطبيقها على ثوره ديسمبر بحذافيرها متجاوزاً كم التعقيدات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه فى السودان وأهمها سيطرة الكيزان على الدوله بجميع اجهزتها القمعيه لمده ثلاثين عام. وتجميد الحياه السياسيه
وافتعال وضع ديمقراطى مشوه وعقيم لا يسمح للأحزاب بتطوير اليات حراكها الثورى الا فى نطاق المصالحات والتنازلات مما افقد الاحزاب والقوى المدنيه امكانيات تطوير اليات نضال جديده ضد حكم العسكر والكيزان الذين يمتلكون ادوات القمع ويسيطرون على مقاليد الحكم بقوه من حديد ونار. مجزره فض الاعتصام خير دليل على وحشية الكيزان فى مواجهه معارضيهم.
إذا كان الهدف والمقصد من مقالك هو الإستفاده من دروس الماضى ، فكان من باب أولى ان تطالب الحزب الشيوعى بممارسة النقد الذاتى على موقفه من من انقلاب مايو ثم على موقفه من الإنقلاب التصحيحى بقياده هاشم العطا!!!! ولكنك وفى تناقض صارخ تجاوزت عن مواقف الحزب الشيوعى التى مكنت لحكم ديكتاتورى جثم على صدر السودان لمده ١٦ عام تمكنت قوى الظلام خلالها من التغلغل فى مفاصل الدوله حتى انتهى بهم الأمر إلى السيطره التامه بأعلان قوانين سبتمبر التى أججت ثوره أبريل لينتهى نظام الإسلامويين بشكل صورى، حين تسلق سوار الذهب اكتاف الثوار ليكون امتداد لحكم العسكر الاسلاموى ويمهد الطريق لعودتهم من خلال انتخابات غير شرعيه تم تفصيل قوانينها على مقاس الجبهة القوميه. حينها كان موقف الحزب الشيوعى مناقض تماماً لموقفه من كيفيه التغيير بعد ثوره ديسمبر. فقد ارتضى العمل الديمقراطى الثورى من خلال قوى التحالف انذاك ولم يكن جذرى على الإطلاق بل شارك فى حكومة الصادق. وعندما اعلن الدكتور جون قرنق موقفه من احداث ما بعد الثوره رافضاً المشاركه فى الانتخابات ( موقف جذرى) انتقده الحزب الشيوعى مما ادى إلى انشقاق الخاتم عدلان عضو اللجنه المركزيه ومعه عضويه كبيره لا يستهان بها، كما كان موقف الحزب احد اسباب انشقاق ياسر عرمان والتحاقه بقوات جون قرنق.
دروس التاريخ ليس القصد منها مجرد توجيه أصابع النقد لهذه الجهه او تلك بقدر ما هى اليات ضبط وبوصله يحدد من خلالها الطريق الصحيحه لإداره الصراع فى المستقبل.
فالقوى المدنيه قد مارست النقد والنقد الذاتى وأقرّت بمجموع الاخطاء ( بعضها كان بسبب ضعف التجربه) والكثير منها نتيجه صلف وتجبر الجناح العسكرى للكيزان ألذى سيطر على مفاتيح القرارات، وأخذ يعمل كل ما بوسعه من اجل افشال الفتره الانتقاليه واظهار المكون المدنى بمظهر العاجز.
هذا ليس اوان توجيه أصابع الاتهام لبعضنا البعض، انه اوان التحالف لخلق اكبر جبهه من اجل وقف الحرب واستعادة الحكم المدنى وهذا يستدعى نبذ الخلاف والتحلى بالشجاعه والانضمام فوراً لتقدم والانخراط فى النضال الجاد والعمل الدؤوب للضغط من اجل وقف نزيف الدم، ويقينى انك توافقني هذا القول.
اسف على الإطاله مع كامل الاحترام والتقدير
تحيا ثوره ديسمبر المجيده
تقدم تمثلنى
الله يديك الصحة والعافية
فقد قلت ما كنت أريد أن أقول
الباوقة مهد الحكمة والعقل
أوافقك تماماً يا أستاذ ود الباوقة..لقد حاول الكاتب إخفاء من يقصده بالقوى الحية على طريقة (شي بيجيبوهو في عيد الضحية وبيقول باع!!)..الحزب الشيوعي أس وأساس البلاء في السوظان؛ فهو يريد تطبيق أفكار بالية انتهت في أماكن نشأتهاا!!
أوافقك تماماً يا أستاذ ود الباوقة..لقد حاول الكاتب إخفاء من يقصده بالقوى الحية على طريقة (شي بيجيبوهو في عيد الضحية وبيقول باع!!)..الحزب الشيوعي أس وأساس البلاء في السودان؛ فهو يريد تطبيق أفكار بالية انتهت في أماكن نشأتهاا!!
أرنا كيف الحل يا كاتب المقال وأنت محاط بأن الذين بيدهم المعاول للتنفيذ، وأعني قواتك المسلحة التي كان يُفترض أن تحمي التغيير ممسوكة من بيوضها من قِبل الكيزان وينفذون لهم مايريدون وضالتهم المنشودة (الرجوع إلى السلطة) ولو بإبادتك وإبادة القوة الحية؟،
السياسة فن الممكن يا أخي، ولا تكون حالماً في تناول المواضيع.
بالفعل هذا الكاتب المدعو نور الدين حالم يرفض وينتقد فقط ولا يقدم رؤية للمشكل السوداني كما يفعل حزبه الشيوعي الذي لا يعجبه شييء ، هذا الحزب العجوز صاحب الأفكار البالية الذي انتهي في كل العالم ولا يزال يترنح في بلادنا ويظن انه فريد عصره صاحب الحلول الوحيد في الساحة السودانية والمشكلة انه متخصص في الإعتراض والنقد ولا يقدم رؤية واضحة لكيفية حل مشكلات البلاد ، أرونا ما هي رؤيتكم لكيفية هذا النضال الذي تدعونه للتغيير .
(حينها وقفت القوى الحية مرة أخرى وبكل شرف وقالت (لا) .. لطريق الحلول السطحية والفوقية والاسعافية ، لأنه سيمنح الجيش شرعية ممارسة السياسة والتجارة ، وسيمنح المليشيا شرعية الحكم والمشاركة في ثروات السودان)
ياخي كون أمين.
الكلام ده غير صحيح وتعلم تماماً أن الإتفاق الإطاري الموقع عليه بين قحت وجيش الكيزان والجنجويد كان ينص على خروج القوى المسلحة من السياسة و الاقتتصاد.
بقيت تكذب زيك وزي أيي كوز.
وبعدين صديق يوسف الوقع عن حزبك الشيوعي السوداني ما من القوى الحية دي ولا شنو؟
حديثك الإفك عن أن قحت وجبهة تقدم يدعمان الجنجويد متجاهلاً كل البيانات التي اخرجتها الأخيرة بفرعياتها واحزابها يجعلك تتماهى مع الكيزان إفكاً وموقفا.
أفصح عن القوى الحية المزعومة التي تتستر وراء إسمها. أليست هي الحزب الشيوعي السوداني وتحالف التغيير الجذري الذي رفضه حتى عبدالواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو؟
خليك صادق وبطل الكذب
المجموعة الستالينية بقيادة إبن اليهودية فتحي الفضل ضيعت حزب عبدالخالق ومحمد إبراهيم نقد وجابت التيس الخطيب سكرتيراً مكان هؤلاء العمالقة.