“دفار الكشة كبس” “ستات الشاي” والمحلية.. مطاردات “توم آند جيري”

الخرطوم – الزين عثمان

“ولا تسأل هي راحت وين؟” عبارة مكتوبة بخط واضح على خلفية الدفار الذي يسابق الزمن للحاق بدفار آخر كان سبقه في شارع السيد عبد الرحمن عند مغرب أمس (الخميس) الدفار الأول امتلأت خلفيته بعدة الشاي وبعض الشباب في طريقهم إلى آخر محطة من محطات “الكشة”.

يمكنك أن تتجاوز مشهد الدفارين في رحلة طيهما لإسلفت الشارع المتآكل لتعايش مشاهد أخرى. امرأة في عقدها الرابع تختبئ بعدتها خلف ظل بالكاد يوفر مساحة لأربعة زبائن يأتيها الخبر قبل وصول السيارة فالصغار وهم يحملون “باغاتهم” لتنظيف السيارات يهتفون “دفار الكشة كبس” وتتسارع خطواتهم من أجل نجدتها ومساعدتها في حمل العدة وإخفائها في أي مكان لا تصله أيدي المصادرة ويسرع آخرون لإخبار ست شاي أخرى في الشارع الثاني، اللافت أنه حتى الشابة التي جلست وطلبت كوب شاي تحولت في لحظة إلى القيام بدور المساعدة من أجل العبور فوق المتاهة المنتظرة.

كمن اعتادت على المشهد وبسرعة خيالية استطاعت السيدة أن تحرك أشياءها من مكانها وقامت باستغلال حائط وضعت عليه “كبابي الشاي والسكر وما تبقى من البن” بينما قامت بوضع الكانون تحت إحدى السيارات بمساعدة من يقوم بغسلها وعندما عبرت السيارات دون أن تتوقف عندها تنفست بعمق، وقالت متسائلة “يا ربي لمتين؟” ولم تنتظر إجابة من أحد وقامت إلى استعادة عدتها ووضعها في ذات مكانها القديم تاركة مشهد المطاردة لأخريات في طريق الدفار قبل أن يصل إلى محطة المدرسة التي تستضيف العدة المصادرة قبل استعادتها من أصحابها مرة أخرى.

وحكاية تلك السيدة لا تنفصل عن حكايات أخريات يمارسن ذات المهنة في شوارع العاصمة القومية يعشن ذات المعاناة “اليوماتي” مع سلطات المحليات التي تبرر خطواتها بأنها تستهدف تنظيم المدينة وجعلها أكثر حضارية، امرأة ثانية تطالب فقط بحوار لوضع نهاية لهذه المعاناة اليومية ومترتباتها، ثالثة تكتفي بأن ترفع يديها بالدعاء على من قطع رزقها وهي المستجيرة من الرمضاء بالنار.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. يا ناس شكلهم شاذوتحلق الشباب حوليهم لساعات طويله مما يدل على استفحال العطاله ماهو الحل هن يعيلن اطفال واسر ولكن وجه العاصمه تشوه بهن ومن معهن طبعا الانقاذ هى السبب فما هو الحل شغله تحير

  2. سلطات المحليات التي تبرر خطواتها بأنها تستهدف تنظيم المدينة وجعلها أكثر حضارية

    لو لا الحاجة لما خرجت لتبيع الشاي ياناس المحلية اتق الله تحاربون الناس في لقمة العيش
    الظلم ظلمات الغريب ان العساكر بالدفار اخواتهن وامهاتهن يمارسن نفس المهنة اليس من الظلم مطاردة ابناء ستات الشاي لستات الشاي

    احد البيوت فيه ثلاثة عساكر امه تبيع الشاي واخواته كذلك صورة غريبة لا اجد لها تفسير
    نصف الشعب السوداني اصبح يعمل باي مهنة حتى يوفر الاحتياجات الضرورية للحياة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..