الإحتفاء بـ “الإعلان” في الحالة السودانية،،حكومة الظل نموذجاً

ولاء صلاح محمد عبد الرحمن

في الفترة الأخيرة صاحب كثير من الأنشطة العامة تركيز على (الإعلان) في حد ذاته دون التركيز على المشروع أو الفكرة، ليس ذلك فحسب بل تجد في كثير من الأحايين (عجلة) نحو الإعلان، كما لو أنه غاية وليس وسيلة.

وتذخر الذاكرة العامة بمجموعة من الحملات والمبادرات السياسية والإجتماعية التي تحمل بين طياتها بوادر لـ (تغيير الآخر)، غير أنها تحمل في ذات الوقت بوادر (هلاكها الذاتي)، حتى اصبح السعي نحو الإعلان في حد ذاته هدفاً يتسم به كثير من رواد العمل الجماهيري، فكثير ما يُعلن عن أشياء ما تزال بعد في طور النضج، دون أن يتكلف القائمين عليها مهام مراجعتها لغوياً، ناهيك عن الجوانب النظرية والعملية، وما (الفجر الجديد) ببعيد عن الأذهان.

صاحب مؤخراً ما سمي بـ (إعلان حكومة الظل) الكثير من أوجه النقد الحاد من جهة، والتأييد الموغل من جهة أخرى بإختلاف طرق التعبير، مما يعكس التعامل الشائع مع كمية المبادارات التي إنتظمت في الآونة الأخيرة ، ليس لعدم قيمتها أو مدى أثرها في دفع الحراك السياسي خطوة نحو الأمام، بل لأنه وبكل أسف تكرر كل مبادرة جديدة نفس أخطاء السابقة.

ويمكن تلخيص ملاحظاتنا حول ما صاحب (مبادرة الظل) في الآتي:

الفكرة بين المثالي و الممكن: في الأوضاع الديمقراطية من الطبيعي أن تتجه (الحكومة المنتخبة) او المعارضة التي خاضت الإنتخابات لشكيل (حكومة ظل)، بهدف مراقبة الأداء الحكومي، وفي هذه الحالة تكون الحكومة الحقيقية، و (حكومة الظل) قد إستمدتا شرعيتهما من الناخب. بما يختلف تماماً مع الحالة السودانية حيث الديكتاتورية وحكومة الحزب والرئيس الواحد؛ و لما لم يكن ذلك ممكناً، وعلى الرغم من أن الفكرة ما زالت مجدية فما الذي يمنع القائمين عليها من توسيع دائرة المشاركة؟ والذي لا يعني المفهوم المُستهلك في إحضار ممثلين من فئات سياسية وإجتماعية مختلفة ليُشكلوا معاً الحكومة فقط، ولكن ايضاً بإشراك الجمهور في الفلسفة والمعايير والأسس التي يُفترض أن تقوم عليها الفكرة من قبل وليس من بعد.

فلسفة ومعايير التعيين/ الإختيار : من الأوجب تقديم مبررات لبعض الأشياء مثل مدى أهمية (وزارات) دون غيرها، ولماذا التركيز على مناطق جغرافية بعينها مع إهمال، أو تجاهل، أو إرجاء (الولايات) أو الأقاليم الأخرى، ومعايير التوزير (الفوقي)، وإمكانية التواصل مع (شريحة معينة من الناس) خلال الإنترنت، أو بالعمل اليومي التحتي المباشر عبر طرق أفضل !

وفي ظل أزمات البلاد، هل ستُختار (الوزارات) وفقاً لمتطلبات ومعايير النظام الحالي مثل مسؤوليات ووزارات (الكهرباء السدود)، (الإرشاد والأوقاف)، (الآثار والسياحة والحياة البرية)، (مجلس الوزراء)، (السلطة الإنتقالية)، (مساعدو الرئيس الستة ومستشاريه الثمانية)?الخ؟ أم ستُحلل مشاكل البلاد أولاً، ثم يأتي (التوزير) بناءاً على ذلك، وما إستحداث (وزارة للسلام) الا خطوة في الإتجاه الصحيح، إلا أن إهمال أو إرجاء وزارات مثل (الزراعة)، (الثقافة)، (العدل)، أو حتى (الخارجية) يدفع بالكثير من الشكوك ليس فقط في مستقبل إستمرار (حكومة الظل) بشكلها الذي اُفترضت به، ولكن ايضاً يثير الشكوك حول نُضج التحليل السياسي والإقتصادي الذي نتجت عنه التركيز على تلك (الوزارات).

و الناظر في معايير إختيار الوزراء -بالنظرة الموضوعية دون غيرها- يجد أن الأختيار أهمل معايير أخرى كالجغرافية والطبقية والإثنية، بل وقع في ذات أخطاء الحكومات المتعاقبة،! ولعل أفضلها تخصيص وزارة (الرعاية الإجتماعية) للنساء!

مهام ما بعد المؤتمر الصحفي: في ظل كل هذا الغموض وعدم نُضج الفكره، و(غَبَاشها) لدى العديد من الناس (حتى للمنتظمين في متابعة الشأن السياسي) كان من المتوقع من (حُكومة الظل) أن تقدم إجابات لتلك الأسئله البديهيه.. وتوضيح الخطوات القادمة بشكل أفضل?والأخذ بعين الإعتبار ما أثير من إنتقادات بدلاً عن حالة التجاهل السائدة والتي لا تُجدي شيئاً، مع الخوض بموضوعية في مدى صحة، وخطأ، الفكرة/ الطريقة.

على اي حال، بين من يراها (حَرَكة، وفي الحَرَكة بَرَكَه)، بإعتبارها مساهمة في مشروع التغيير، وبين من ينظر اليها كـ (وَهْمه ساي) لكونها خارجة عن أولويات المرحلة، يظل ما يُكتب عنها جدير بالمتابعة، وما عرْضُنا هذا إلا محاولة للمساهمة في النظر لهذه التجربة الوليدة لعل ذلك يساعد في تلافي بعض أخطاءها او يدفع بمبادرات تليها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. النقض كويس وخاصة عندما يأتى من أنسان قلبه على البلد ..
    حكومة الظل مهمة جدا جدا وهى موجودة حتى فى الدول المستقرة سياسيا
    الاختيار فيها حسب الكفائة والنزاهة و نظافة تاريخ الفرد .. و
    كل الوزرات لها من يسيرها
    الشروط المهمة
    عدم اشراك جميع السدنة منذ مايو الى الان لانهم موظفين خدم العسكر فاسدين
    عدم اشراك الفاشلين من الطائفية وعلى رأسهم الصادق المهدى ..المغرم بحكم العسكر
    العسكر المشاركين فى وزارة الدفاع يختارون على اساس تفكيك العسكر الحالى واخراجه من
    المدن ومحاصرة كل اجنبى يعمل فى جهاز الامن و تنظيف الاجهزة الامنية نهائيا

  2. ****** الناس عايزة تنكس حكومة السجم ****** مش تراقبوا ******* تراقبوا شنو؟؟؟؟***** هو فضل حاجة عشان يراقبوها؟؟؟؟ ******* بدل الخيابة حركوا الناس خليهم يطلعوا الشارع ******
    ****** قال حكومة ظل قال !!!! ***** قال نفسكم في برطانيا ****** دي جمهورية كوزستان ****

  3. باستمرار نظل نأكد دعمنا للفكرة ، ولكن العجلة فى التكوين مؤشر إيحاء واضح بأن الفكرة فى الظهور كانت طاغية على المشهد أكثر منها تغيير أو أنها ثورة سلمية بشكل جديد ، هذا تهام لهؤلاء الشباب ،

    والنوايا الصادقة عادة ماتكمن فى إطلاق الفكرة وطلب المشاركة، كما أسلتفتى أخت/ولاء ، أن الإختيار أهمل جوانب عدة مرتبطة بواقعنا الإجتماعى والجغرافى ، وسرعة التكوين اعتطت الحق لأصحاب الفكرة لينقلوا رسالة أن مجموعتهم دوما تكون فى القيادة ، وهذه علة السياسة فى السودان وحتى فى مجال الفن ومفى مجالات أخرى متعددة الإحتكار سمة وفشلنا مرتبط بأفكارنا والذى كان من المفترض ان يرتبط النجاح بالفكرة

  4. هؤلاء لا فرق بينهم وناس المؤتمر الوطني فكما انفرد المؤتمرجية بالسلطة بعد انتخابات وهمية وحاولوا ان يقنعوا انفسهم ان الشعب السوداني شارك فيها .واعطيكم مثال بسيط يدل ان اكثر من تسعين في المائة من الشعب لم يشارك في هذه الانتخابات. في دائرة للمجلس التشريعي لولاية ما في انتخابات معادة كان عدد المسجلين 17584 ناخب من ادلوا باصواتهم 5365 ناخب وهذا مؤشر واضح ان الشعب السوداني قاطع هذه الانتخابات. اما ناس حكومة الظل فهم تجاهلوا كل الشعب لانه ببساطة شديدة من انتم اصلا؟ وكيف لنا ان نتاكد انكم ما مؤتمر وطني اصلا؟ ومن اعطاكم حق ان تكونوا حكومة في ونسة جمعت بينكم؟

  5. هـدا المقال فيه خلـلط مفاهـيم واضـح , إد ما هـو دور البرلمان إدا كان الدور الرقابي يقـع على عاتق حكومة الظـل في انظـم الديمقراطية ,,,, هـل هي الازدواجية في المهـام ثـم ماهي شــرعية حكومة الظــل , فادا افترضنا انها من الاحزاب التي خاضت الانتخابات مادا يكون الوضع إدا ســقط 10 احزاب , من منهم يشـكل حكومة الظـل ؟,,,,,, و لمادا تسـتبعد الاحزاب التي قاطعت الانتخابات ,,,,و ما هي قـوة حكومة الظـل في الزام الحكومة لتطبيق بعض السـياسـات او تغيير ســياســة ما ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, هـدا في الوضـع الديمقراطي

    أمـا في الشـموليات فلا مكان لما تسـمونه بحكومة الظـل من الآعـراب ,, بل تكون مجـرد هـروب من واجـبات التغـيير و تمـيع للوضـع أكثر من ما هـو مائـع هـدا ما تـم في الحـالة الســودانية,,,, حكومة الظـل تشــكل في حالة الآزمات الوطنيـة لمسـاعدة الحكومة الفعـلية و لتحـل محلها في حـالة غيابها الكانل او الجزئي

  6. كتر خيرك يا ولاء.. في كل مرة نطمئن أكثر إلى أن بلدنا بخير وأن الطفح الجلدي الذي تمثله وداد بابكر لا يعبر عن بنات بلدي..

  7. كلام جيد ورصين ويجب أن يدّرس في كليات العلوم السياسية وغيرها وأتفق معاك في كل كلمة ويجب أن نفرتق المؤتمر اللاوطني حته حته ثم نرمي به عرض النيل ونسلخ جلد نافع وعلي والبشير … أختي الكريمة البلد محتاجة غسيل وغربلة ونظافة عامة من أدران الكيزان التي لوثت البلد طيلة الــــ 24 عام الماضية والفاضية والفارغة …

    أخيراً : يحفظ ربي وكثر من أمثالك يا بت بلدي … جد أنت مفخرة لحواء السودان المستنيرة …

  8. السودانيين يا هو ده حالهم
    لا يهشوا ولا ينشوا
    لمن زوول يعمل أي مبادرة
    يطلع ليك مليون زوول بمليون راي
    ياخي ما تمشي تعمل ليك حكومة ظل
    مدنكلة زي ما عايز

    اعتقد أن الشباب ديل اختلفنا أو اتفقنا
    معهم عملوا تحرك ايجابي و نقلوا الناس
    لمناقشة حالة ما بعد الانقاذ، صحيح
    ان تجربتهم فيها قصور

    لكنهم طرحوا فكرهم، و الاغلبية مركلسة منتظرة
    اي مشروع معارض عشان يخربوه، شعب منظراتي
    ولمن يجي الشغل ما تلقى زوول بدفع حتى اشتراكات

  9. أعملوا ودعوا الآخرين يعملون …لماذا تكسير المجاديف بالرغم انها تعمل فى اتجاه واحدة
    هؤلاء الشباب قدموا ما عندهم حسب ما يرون . لماذا لا يقدم كل ما عنده دون انتقاص من مجهود
    الآخرين ..نحتاج الى اسلحة مختلفة ناعمه وخشنة لأزاحة هذا النظام القبيح من صدورنا .. فلنحسن الظن بهؤلاء الشباب الى ان يثبت العكس

  10. سيطرت الخطاب الاحادي والنظره من ثقب الجدار هي التي اتت لشعبنا بتجارب بعيده عن المنطق والفكر مما انتج نمازج حرفت نضال شعوب مقهوره علي مدي بعيد .. ايضا لن ننسي بعدنا عن الديمقراطيه في فتراتنا السابقه اتاح للبعض المجئ بنمازج من خيالهم لحكم شعبنا … المهم تجربة الاسلامييين في السودان كانت وبالا علي الفكر المتقدم وتتطور شعبنا
    عاش نضال الشعب السوداني

  11. ولاء صلاح … تسربت الخطوة من بين يديكم فهاجمتموها … يا آنستي قد يكون في بعض اوجه القصور في التطبيق لكن هذا لايقدح في الفكرة وإيجابيتا .. وبالنسبه للإعلان .. إنتي ما مراعيه طبيعة المجتمع السوداني شكلك .. الخطوة في تقديري اهم ما فيها إعلانا عشان تمارس نقدها وتمليكا للناس لي الإشكالات الأوجدتا الإنقاذ في جسد الخدمه المدنيه والدوله للمواطن بصورة علنيه .. يبقى من المهم إكمالا وليس إحباطا … المهم تكسب وعي الناس وتجيبم لي رؤيتا في أي قضيه تنال إهتمام الرأي العام السوداني ..
    ومع إحترامي ليك … لكن ما شرط أن يكون إختيار وزيرة للرعايه الإجتماعية خطأ .. المشكله شنو يعني ؟؟ ولا بس عشان هي وزيرة ف الإنقاذ معناها خطأ .. الأفكار يا آنستي إذا إستمرينا في تطبيقا بي فكرة الضد زي ما بتعملو حنستمر في الفشل امام المهمة الأكبر وهي إسقاط هذا النظام ..
    لكن إنتي بي طبيعة إنتماءك معزورة ما ( الضد يظهر حسنه الضد )

  12. كلام غريب !! يا جماعه ماممكن تشكيل حكومه مراقبه تحت حكومه غير شرعيه الكلام الفارغ دا انا شايف نوع من الانبراش للمعارضه . بلاش حكومه زفت كلنا نلتف حول كلمه لا للكيزان ونعم لحكومه شرعيه حتي نخرج من المحن والكوارث الذي سببها هذا النظام الجائر .

  13. .
    كل حركة معاها بركة لولا ان الحراك الذي يكون بعيداً عن الطريق المؤدي للهدف يزيد من مشقة الوصول ،هناك طرح مقدم من قبل التحالف الوطني مقتضاه اسقاط النظام وتكوين حكومة انتقالية لإنجاز مرحلة ما بعد اسقاط النظام وللسودانيين ارث ثر في مثل هذا العمل وبإستدعاء تاريخ النضال الوطني ضد الأنظمة الديكتاتورية نجد الكثير المفيد ، ما يجعلنا في غنى عن المبادرات الكثيرة التي كثيراً ما شتت الجهود ، وما تأخر انجاز الثورة الا بفعل تلك المبادرات التي تجئ في معظم آثارها كما أثر المنشط الذي يعقبه تلف في خلايا الدماغ ، وما أسوأ استعمال المنشطات وخلطها بالأفيون …… قتلتنا المبادرات وشدهتنا التمثيليات حتى تشابه لدينا البقر ……

  14. السودان محتاج لكل ابناؤه بكل سحناتهم و اعراقهم احزابهم و فصائلهم شرق وغرب و شمال و جنوب جديد لنعترف و نتعهد برمى القبليه و الجهوية و العنصريةو ان نعترف باننا ما يجمعناهي مصلحة واحدةو هي السودان لا غيره و ان يكون شعارنا انا سودانى و ارضه و نيله خيراته لنا جميعا اين ما وجدت .
    نتفق عتى الاتي :-
    1-قومية الؤسسات و الوزارات وحكام الولايات والمعتمدين .
    2-الرجوع لنظام الحكم بنظام الستة ولايات و تحكم بولاه و معتمدىن من غيرها .
    3-انتهاج سياسة خارجية تراعي مصلحة المواطن السوداني لا غيره و فك كل اشكال الحصار باي ثمن .

  15. اعتقد ان الأستاذة ولاء قدمت نقدا ايجابيا لم تنقض الفكرة من أساسها ولكن حللت الفكرة وما قام به هؤلاء الشباب بل انها قدمت البدائل بإشراك الناس وتوسيع ماعون المشاركة وزادت فوق ذلك ان رأت ان ليحذو هؤلاء الشباب حذو الانقاذ حذو النعل بالنعل فى اختيارهم للوزارا ت ورأت ان يقيموا الوزارات على حسب اهمية العمل والحوطة للبلد هذه مساهمة إيجابية حقيقية

    لافض الله فوك وكثر الله من امثالك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..