مقالات وآراء

لماذا اختفى النشطاء

محمد حسن شوربجي

ودون سابق إنذار اختفى النشطاء.
وكأن دورهم السياسي قد انتهى.
وان كانت هذه الظاهرة قد نشطت مع بدايات الثورة  المجيدة.
فلم تكن اصلا شائعة  في حياتنا السودانية  .
رغم ازدحام حياتنا  بالأحداث  .
فلم يكن اصلا هناك ناشطون طيلة  الثلاثون عاما الماضية أو  قبلها.
والناشط تعريفا هو ذلك الشخص الذي يبدي أكثر ميلا وانشغالا  من غيره في متابعة الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية وانتقادها وتبصير الجماهير حولها واقتراح الحلول اللازمة لها.
وقد انتشرت هذه الظاهرة كثيرا في العالم.
فقد كان مارتن لوثر كنج من أشهر النشطاء في العالم.
و كان الناشط المعارض جوشوا وونغ في هونغ كونغ.
و كان الناشط السياسي  مصطفى محب في إيران.
و كان كريم طابو في الجزائر .
ووليد البنى ورياض سيف في سوريا  .
وفي جنوب أفريقيا كان تيم جانكيك
وفي الثورة المصرية الاخيرة كان وائل غنيم وآخرون.
وفي بلادنا انتشرت  هذه الظاهرة فدخل فيها اللي يسوي واللي مايسواش .
وكأن بعضهم يسعي الارتزاق والكسب المادي.
وكانها  قد أصبحت وظيفة من لا وظيفة له.
قبل أيام قلائل تم إلقاء القبض على أحد هؤلاء الناشطين ( احمد الضي) حيث  اودع السجن بسبب هجومه  على عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي واتهامه  للرجل بالعنصرية
وكانت تهمة هذا الناشط إفشاء بعض الاسرار العسكرية.
ومازال هذا الناشط في محبسه حتى الآن .
ومنذ تلك الحادثة تراجعت  حركة الناشطين وهدأت  نبرات لايفاتهم الكثيرة والمسيخه .
وكأن الرسالة قد وصلتهم جميعا.
و إياك أعني فاسمعي يا جاره.
فلم نعد نسمع عنهم كثيرا .
و افتقدنا صراخهم وعويلهم في الفيديوهات .
ولو سمحت شير لي اللايف  ….
واللايك على يدك اليمين…
واللايف يهاجم  من السلطات..
والأمن الكندي يراقبني…
والشغل ده شغل مريسه.
والغريب أن بعض الناشطين قد  استمالتهم  الاحزاب وبعض الجهات الامنيه.
ونظمت لهم رحلات ترفيهيه إلى تركيا  استمالة وتجنيدا.
وقيل إن بعضهم تلقى أموالا لكي يصمت أو يدافع عن الزعيم فلان  .
فكان  بعضهم  مصدرا للأخبار الدقيقه التي  تدور في الغرف المغلقه.
و من كندا و من استراليا والصيرفي واولاد قوش وذا النون وانا حاحلق شنبي وشوتايم و المخدرات وصراخات ابو رهف والجلابة والعنصرية .
وقد شكل بعضهم خطرا على الحكومة الانتقاليه.
فكان قرار إسكات أصواتهم استخباريا الي الأبد.
واخيرا تلاشت حركتهم الا القليلين منهم في خارج البلاد.
وهي في النهاية  ظاهرة ديمقراطيه لها محاسنها ومساوئها .
وان لم يحسن ناشطونا استغلالها بالطريقة المطلوبه.
والسبب ان الناشط السوداني  متقلب  المواقف .
فكان يسهل استخدامه  كأداة في الخصومات السياسيه بين الاحزاب.
وكأن يكلف ب (بردم ) فلان وتلميع علان فيفعل.
وأطلقت عليهم مسميات مختلفه كاولاد قوش وحميدتي والكباشي ووووو .
فحاد بعضهم عن الطريق واصبح بوقا لبعض المسؤلين .
الناشط السياسي لا يكون ناشطا  الا اذا  توفرت فيه هذه الصفات   :
1- أن يكون  مثقفا  بما يكفي
2-ان يكون ملما بكل النصوص القانونيه حتى ينصح بها  المستمع.
3- أن يكون محايدا في كل ما يتناول من قضية
4- ان يكون انحيازه  للشعب فقط.
5- أن يكون شجاعا و جريئا
6 – أن يكون مؤمنا بعمله في تنوير الجماهير
7- أن يلتزم بحفظ الاسرار
8- أن  ينمي مقدراته الثقافية والعلمية بالمتابعات
9- أن يكون صادقا وامينا في تناوله للقضايا
10- أن لا يعرض نفسه للمخاطر بالتهور في تناول القضايا الخطيرة.
11 – ان يكون بارعا في الاقناع
وظني ان البعض منهم كان يملأ الساحة صراخا وعويلا.
وكان البعض منهم جاهلا بالسياسه
ولم تتوفر فيهم كل  هذه الصفات.
وقد غلب عليهم التحيز لجهة دون أخرى.
فكان سقوطهم وذهابهم مع الريح.
وبعكس الناشط في الغرب والدول المتقدمه فقد يظل مدافعا عن الحريات وحقوق الإنسان.
بدرجة أن منظمة العفو الدولية من أجل حقوق الإنسان – أطلقت دعوى  لتدافع عن الناشطين الشباب الذين يتصدون لأكبر الأزمات في العالم”.
” كأولئك الذين يناضلون من أجل  تحقيق العدالة البيئية، إلى أولئك الذين يتصدون لعدم المساواة والفقر والتمييز والقمع السياسي.
وهكذا هي حركة الناشطين في العالم.
فهي بالنقض لبعض ما يحدث لدينا من بعض من يدافعون عن النظام البائد المجرم الذي قتل الأبرياء وسرق وحرق واباد وكأنهم نشطاء سياسيين يخرجون علينا  في اللايفات تمجيدا للقتله فينالوا سخط الشعب.
ولعل اسوء ما لاحظته في نشطاء السودان أن اكثرهم متحزب وله مرجعه وسيده.
لذا كانت حركة ذوبانهم واختفائهم سريعة جدا.
■□■□■□■□■□■□■□■□□■□■□
محمد حسن شوربجي <[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..