الشعبي.. نصب منصات للهجوم والدفاع

الخرطوم : ثناء عابدين :

الحضور لإعلامي الضعيف أدى إلى تأخر المنبر الدوري لحزب المؤتمر الشعبي أمس، مما أدى إلى تسرب الملل لدى الصحفين الذين حضروا في الموعد المحدد للمنبر، مما دفع الأمين السياسي للحزب كمال عمر أن يبدأ رغماً عن تذمره من ضعف الحضور الذي لم يتجاوز الـ(7) صحف وقناتين فضائيتين، وأوضح أنه كان حاضراً قبل الزمن المضروب بوقت كافٍ.

ابتدر كمال عمر حديثه حول الحوار الوطني الذي كان موضوع المنبر الدوري بتوجيه نقد لأجهزة الإعلام في تغطيتها لاجتماع آلية الحوار (7+7) برئيس الجمهورية الأسبوع الماضي. وقال إنها لم تكن بالصورة المطلوبة، ووصفه بأنجح الاجتماعات، لافتاً إلى أهمية اجتماع الجمعية العمومية للحوار المقرر له في العشرين من الشهر الجاري، واعتبره صافرة البداية لانطلاق قاطرة الحوار الوطني في العاشر من أكتوبر القادم، وقال إنها أعلى جسم في الحوار وموكول لها القضايا، وبانعقادها يأخذ الحوار شكل الجدية. وأوضح عمر أن الجمعية العمومية تضم حوالي (92) شخصية بينهم (50) شخصية قومية،(5) موفقون بجانب رؤساء لجان الحوار والأمانة العامة.
أما حول مطالبات عقد حوار تحضيري خارج البلاد والمطروح من قبل بعض أحزاب المعارضة للمشاركة في الحوار شن كمال عمر هجوماً عنيفاً على الخطوة، واتهمهم بعدم رغبتهم في الحوار والسعي لطرح حوار بديل أو موازٍ للحوار الوطني المطروح، و أوصد الباب أمام نقل منبر الحوار للخارج باستثناء الحركات المسلحة التي لا يمكن دخولها للبلاد، وقال ما في إمكانية لمنبر موازٍ أو خارجي. وهاجم عمر تصريحات رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي حول الحوار الأخير، وقوله إن الحوار دفن في مقابر أحمد شرفي.وكشف كمال عن اتصالات مع حركات مسلحة جديدة لإلحاقها بركب الحوار، و قال إن الاجتماع الأخير برئيس الجمهورية فوّض كل الأحزاب المشاركة في الحوار للاتصال بالحركات المسلحة والأحزاب الرافضة له، وبالفعل شرعت لجنة الاتصال بالحركات في اتصالاتها. وقال إنه بالأمس أجرى اتصالاً بحركة جديدة أبدت رغبتها في الحوار، وأكد استعداد الحكومة لتسهيل مهمة الوفود التي ستغادر للاتصال بتلك الحركات، وتوفير الضمانات لعودتها، وشدد على ضرورة الالتزام بها، وقال إن الاتصال بهم مسألة وقت، ونحن حريصون على أن تكتمل كل الحلقات. وأغلق عمر الباب أمام مبادرة إسناد الحوار الوطني، وقال إن الاجتماع الأخير برئيس الجمهورية حسم الأمر ورفض أي منبر موازٍ للحوار.
وبرر الأمين السياسي للشعبي أسباب رفضهم لتأجيل الحوار وأرجعها إلى الأزمات المتجددة التي تعاني منها البلاد، وقال لا نرغب في حوار بمن حضر ولكن الناس بدأت تلجأ للمحيط الإقليمي والأجنبي لحل القضايا وهذا المحيط لم يأتِ بخير للبلاد، كما أن هناك من بات يشكك في مصداقية الحكومة وجديتها من طرح الحور، وقال دخلنا الحوار بنفس الخطط التي كنا ننادي بها لإسقاط النظام وأصبحنا نناقشها في الحوار، وقال أصبحنا ندافع عن الحوار بشكل أقوى من الآخرين.
جوبا حاضرة:
الصراع في دولة جنوب السودان و العلاقة معه كان حضوراً في منبر الشعبي أمس، وقال كمال أصبحنا مهمومين بالعلاقة مع الجنوب خاصة وعندنا مؤتمر شعبي هناك، وعبد الله دينق نيال لم يزل عضواً في الأمانة العامة للشعبي ولم يُعامل كأجنبي قط. ورجع بذاكرته إلى حديث دكتور كمال عبيد عندما كان وزيراً للإعلام وحديثه حول أن الجنوبيين أصبحوا أجانب ولا نمنحهم حقنة، ودعا لأهمية أن لا تكون العلاقة مع الجنوب مرتبطة بالبترول فقط، و«كأنه مورّد للسلعة ليس إلا».وقال لابد أن نقتسم معهم لقمة العيش.
وكشف عن اتجاه الحزب للاستفادة من علاقاته الطيبة مع المؤتمر الوطني وحكومة الجنوب للبحث عن دور أساسي لوقف الحرب هناك، وقال نسعى لإلقاءالتأشيرة بين الدولتين وكل القيود في الحدود، وقال إن أشواق الوحدة لم تفارقنا أبداً.

آخر لحظة