وهل نسيتم حقنا في الحياة ؟؟؟؟؟؟

أصحي يا ترس
بشير أربجي
ما كنت أظن ولا أعتقد أن أحدا غيري من أبناء الشعب السوداني كان يتوقع أن يقرأ خبرا يقول : كرمت المفوضية القومية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات غير الحكومية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بإعتباره شخصية حقوق الإنسان للعام 2022م، مسببة ذلك بتقديرها لدوره فى الإتفاق السياسي لحل الأزمة السياسية بالبلاد فضلا عن تعهده الشخصي والمؤسسي بحماية الإنتقال الديمقراطي وإعتذاره عن عنف الدولة عبر الحقب، مع تقدير دوره فى منع الإفلات من العقاب ودعمه المستمر لمؤسسات حقوق الانسان، مع حديث كثير عن فضائل ومواصفات مدهشة أصبغتها المفوضية القومية لحقوق الإنسان على قائد قوات الجنجويد، وهو أمر لا يمكن تفسيره وسيستعصي حتى على الذين كتبوه أن يدافعوا عنه إذا قمنا بجرد ما فعلته قوات الرجل بعد الثورة المجيدة فقط،
وإذا حاولنا أن نقارن هذه الأوصاف والصفات الجليلة التى أطلقت على نائب قائد الإنقلاب سنجد أن آخر ما نقلته من تصريح المفوضية عن الإفلات من العقاب عبارة عن كذب صراح، فها هم قتلة الشهيد بهاء نوري طلقاء رغم تسجيلهم اعترافا بارتكابهم لواقعة قتله أمام النيابة العامة، كذلك فإن قاتل الشهيد حنفي عبد الشكور المنتمي أيضا لقوات الرجل الخاصة تم إطلاق سراحه رغم شهادة ما يزيد عن عشرين ثائرا وتأكيدهم رؤيته وهو يدهس الشهيد عمدا، حتى أن أحد القضاء الذين يشبهون قادة المفوضية (المتواطئة) قال تعمد دهس الشهيد يعتبر حادثا مروريا،
أما دوره فى الإتفاق الإطاري أو السياسي كما أسمته المفوضية التى لا علاقة لها بحقوق الإنسان فهو لمصلحته وليجعل لها مخرجا من جرائم ارتكبتها قواته أمام أنظار الجميع، وبخصوص تعهد نائب قائد الإنقلاب بحماية الإنتقال الديمقراطي يجب أن تحال المفوضية هذه لتعهداته السابقة بعدم فض الإعتصام وبعدم الإنقلاب على الحكومة المدنية الانتقالية، وما حدث فى هذين التعهدين من قبل الرجل الذي لم يصدق فى أي منهما، بل كان هو ومجموعة اللجنة الأمنية للمخلوع البشير يضمرون شرا بالثورة ويفعلون عكس ما تعهدوا تماما.
ولولا إعتداء حميدتي وبرهان ومجموعة اللجنة الأمنية للمخلوع البشير على الإعتصام بالقيادة العامة ولولا ردتهم لكانت أهداف الثورة المجيدة الآن فى طور التحقق الكامل، ولولا إنقلابهم المشؤوم لكانت البلاد الآن تستعد للإنتخابات البرلمانية وإختيار ممثليها بكل حرية، فأين تلك الأفعال التي يكرم عليها فالرجل فعل كل شيء حتى لا تنتصر الثورة المجيدة، أليس حميدتي نفسه ومعه البرهان هم من عطل إجتماعات مجلس السيادة الإنتقالي قبل تنفيذ إنقلابهم؟، أليس هما من رفضا الإجتماع والجلوس مع من اختارهم الشعب السوداني بأكمله ممثلين له بالمجلس بدعوي أنهم نشطاء،
أليس هو القائل أنه لن يلتقي بأي من ممثلي الشعب مهما حدث قائلا بلهجة موغلة فى المحلية (التمطر حصو)، أليس هو ومجموعة اللجنة الأمنية الإنقلابية من قتل خلال إنقلابهم 122 شهيد خلال عام واحد فقط، فضلا عن آلاف الجرحي والمصابين بعاهات مستديمة لا أمل في برئها، وبعد كل ذلك تأتى مثل هذه المفوضية المتواطئة ضد ثورة الشعب السوداني لتكرمه وتطلق عليه ألقابا وأوصافا ليست فيه، فهل هذه المفوضية تعني حقوق الإنسان حقا وإن كانت تعني ذلك هل نسيت حق الشهداء في الحياة والتعبير عن آرائهم التي حرمتها قوات الرجل، حينما كانت تقوم بضرب الثوار خلال مجزرة فض الإعتصام ليقولوا غصبا عنهم عسكرية، لذلك لابد من الإسقاط التام والاسقاط فقط ليذهب مع هؤلاء الإنقلابيين موظفي هذه المؤسسات الذين يقفون ضد الشعب السوداني وثواره الأماجد حتى لا يحققوا أهداف الثورة المجيدة.
الجريدة