أخبار السودان

الشارع بيننا وبينكم !!

مناظير

زهير السراج

* لا ينفع مع هذه الحكومة نصائح أو مناشدات أو حوار أو حديث موضوعى، ولم يتبق أى وقت لذلك ولقد جربنا معها الحديث والنصائح والمناشدات مئات المرات، بل آلاف المرات بدون فائدة تذكر، وإذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، كما جاء فى الحديث الشريف، فقد لدغنا منها عشرات المرات بل مئات بل آلاف، فهل نظل ننصح ونناشد ونكتب وهى تلدغ وتلدغ الى أن نموت، أم نجابه اللدغة باللدغة والأذى بالأذى والضربة بالضربة والحيلة بالحيلة، و(الحشاش يملا شبكتو) ــ كما ظل سدنتها وزبانيتها يرددون ويعيدون الحديث ويستصغرون الشعب وكأنه عبد لهم، ليس له إلا الطاعة أو الضرب بالعصا، فهل هذا هو ما نريد ؟!

* بعد أن أعلنت الحكومة الفاسدة ميزانيتها الفاسدة لعام 2018 التى إمتلأت بالكذب، وضيقت على المواطنين الحياة، حتى صار الموت أفضل، وخلت من الإيرادات التى تحققها الكثير من المرافق لتذهب لجيوب الفاسدين المفسدين، قالت انها تسمح بالاحتجاج السلمى، وقرأنا الكثير من التصريحات لحزبها الفاسد وزبانيتها، وهيئة النكاح والطلاق الشهيرة بـ(هيئة علماء السودان) التى لا تجيد شيئا سوى التطبيل لها بأن الاحتجاج السلمى مشروع!!

* تلقف الحزب الشيوعى (فرع العاصمة القومية) القفاز، وأرسل إخطارا لحكومة الولاية برغبته فى إقامة موكب سلمى للاحتجاج على غلاء المعيشة، حدد فيه خارطة الطريق للموكب وتعهد بإلتزام النظام ..إلخ، حسبما ينص عليه الدستور والقانون، وبناءا على التصريحات التى أطلقها زبانية النظام وهيئة النكاح والطلاق (وهذه التصريحات هى الأهم فى رأيى، فلم نعهد إحتراما من الحكومة للدستور والقانون)، إلا أن الحكومة واجهت الموكب السلمى بالعنف الشديد والهروات والغاز المسيل للدموع والاعتقالات والبلاغات مما يعرفه الجميع، بل إنها استبقت الموكب بمحاصرة دور الحزب واعتقال عدد من اعضائه لا يزالون يقبعون فى المعتقلات حتى اليوم، كما اعتقلت عددا من اعضاء حزب المؤتمر السودانى على رأسهم رئيس الحزب المهندس عمر الدقير، والعديد من الموطنين، فهل يمكن لأى شخص مهما بلغت درجة سذاجته أن يصدق لها قولا وهى التى ظلت تطلق الأكاذيب تلو الأكاذيب منذ إستيلائها على الحكم بانقلاب عسكرى، وتمارس القمع الممنهج على الجماهير لأبسط الأشياء؟!

* أذكر أننى كتبت عدة مقالات فى سنوات مضت عن تعرض احتجاجات سلمية على زيادة اسعار المحروقات للقمع الشديد بواسطة قوات الأمن والشرطة، تساءلت فى إحداها، “ماذا يضير الحكومة أن تسمح بتجمهر سلمي يمارس حقه الدستورى حسب نص المادة 40 (1 ) من الدستور الانتقالى التى تبيح حق التجمع السلمى والتنظيم لكافة المواطنين بدون تمييز أم أن ما يبيحه البعض لأنفسهم يحرمونه على الآخرين”، وكانت العاصمة قد شهدت بعض المواكب آنذاك لعضوية حزب المؤتمر (اللاوطنى) تأييدا له تحت حماية كاملة من أجهزة السلطة والأمن، بينما تعرضت مواكب الآخرين للقمع الشديد !!

كان المنظر كان سيكون مفرحا ومترعا بنفحات الديمقراطية ومعبرا عن اشواق السودانيين لها لو سمحت السلطات للجميع بالتعبير السلمى عن آرائهم وانتقاداتهم.. هكذا هى الديمقراطية كما يعرفها الناس أم تظنها الحكومة مجرد طلاء خارجى براق تحاول بكل سذاجة أن تخدع به نفسها ومواطنيها والعالم الخارجى .. بينما الواقع دكتاتورية مغلفة ممعنة فى القسوة والتسلط لا تخفى على أحد؟!

* الديمقراطية ليست مجرد زخرف خارجى او سجل انتخابى أو حرية تعبير مقيدة بخطوط حمراء لا حصر لها ولا عد، وانما فكر وممارسة وسلوك يومى عنوانه الأبرز احترام رأى الآخرين وحريتهم فى التعبير السلمى بكافة الوسائل السلمية المتاحة، وقبل كل ذلك عدالة الفرصة، أما بالطريقة التى يريدها المؤتمر الوطنى فهى مجرد نكتة سخيفة لا تضحك أحدا سوى صاحبها قبل ان تعود وتبكيه عندما يرويها له شخص آخر!!

* لقد ظللنا نكتب وننصح، غير أن الحال لم يتغير ولم يتبدل بل تطور الى الأسوأ، فلم يعد هنالك سوى الخروج الى الشارع ومواجهة الحكومة الفاسدة المفسدة، فكل خروج مهما كان صغيرا نصر، وكل موكب سلمى نصر، وكل مظاهرة سلمية نصر، وكل قمع نتعرض له نصر، وكل أذى يصيبنا نصر، وكل تضحية نصر، حتى نلقى بهذا النظام الفاسد فى مزبلة التاريخ ويتحقق النصر النهائى باذن الله!!

[email][email protected][/email] الجريدة الالكترونية

تعليق واحد

  1. لا غالب لمشيئة الله ، الحكومة ليست اقوى شوكة من نظم تشاوشيسكو، القذافي ، صالح و صدام ، و ان كانت فاقتهم ظلما و فسادا ، تلك انظمة قد بنت اوطانها و لم يشفع لها ذلك من القصاص و قياسا على ما حاق بالظالمين و المجرمين فللنتظر و ينتظرون النهاية الحتمية التي ما حسبوا حسابها.

  2. إسقاط النظام ‏
    وتصفية الأسس التي قام عليها ‏
    بما يحقق مطالب الشعب العادلة
    وصف د. علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي الإشتراكي من قمع للمتظاهرين في ميدان ‏الأهلية بأمدرمان أمس الخميس بأنه ليس مستغرباً من السلطات مشيرا الى أن الحكومة ظلت تنتهج العنف ‏منذ وصولها إلى سدة السلطة ‏‎.‎ووصف السنهوري في حديثه خلال مؤتمر صحفي الذي أقيم في دار حزب ‏الأمة مظاهرات ميدان الأهلية أمس بأنها محطة من محطات التغيير مشيداً بمشاركة القوى السياسية والمدنية ‏كافة .ودعا لتصعيد الانتفاضة في الأحياء ومواقع العمل حتى إسقاط النظام وتصفية الأسس التي قام عليها ‏بما يحقق مطالب الشعب العادلة .واضاف قائلا ( نحن مستعدون لمواجهة النظام وتحمل مسؤلية ما ينتج عن ‏ذاكرتي لو كلفنا الإستشهاد كما حدث في سبتمبر2013م… فما هي الأسس التي قامت عليها الإنقاذ؟‏
    ‏1/ نمى و ترعرع تنظيم (الأخوان) في حضن الطبقة الرجعية التقليدية خاصة بعد تمكن (الترابي) من ‏زعامة الحزب بدعم من بعض نفوذ الزعامات التقليدية الطائفية في حزب الأمة و الإتحادي التي تعهدت ‏الحزب بالرعاية و الدعم حتى قوي عوده حتى أطلقت عليه قوى الثورة التقدمية وسمته بـ(القوى الطفيلية ‏وإحتياطي الرجعية) و خط دفاعها الأول وسط قوى القطاعات الحديثة (الطلاب في الجامعات و المحامين و ‏الأطباء و العمال في عطبرة و المزارعين في مشروع الجزيرة…ألخ حيث لم تستطع القوى التقليدية الطائفية ‏إيجاد موطيء قدم لها وسط هذ القطاعات التي صارت لها تأثير قوي خاصة قبل وأثناء وبعد ثورة أكتوبر…‏
    ‏2/ الحاضنة الثانية كانت تحالف ومشاركة الأخوان الحكم مع نظام (النميري) البائد الذي أعاد الحياة و وفر ‏لتنظيم (الترابي) تجديد قواه المادية و التنظيمية خاصة داخل الجيش و مفاصل الدولة المهمة و التي مكنت ‏التنظيم من مقاومة النتائج المترتبة على نهاية و سقوط النظام بإنتفاضة 6 أبريل 1985م المجيدة بتردد و ‏تراجع (الصادق المهدي) في تنفيذ شعارات الإنتفاضة خاصة شعار تصفية آثار و بقايا مايو (التي تعادل ‏اليوم الأسس التي يقوم عليها نظام البشير).‏
    ‏3/ إذن تصفية مراكز نفوذ اليمين الرجعي بزعاماتة الدينية التقليدية في حزب (الأمة و الإتحادي) التي ‏تغذي وتدعم قوى التطرف والإسلام السياسي لمواجهة والتصدي لقوى الإنتفاضة و التغيير الوطنية التقدمية ‏ولهذا لم يكن موفقا إختيار وربط دار حزب الأمة و قيادته لإعلان خلاص الوطن .‏
    ‏4/ تصفية بقايا حزب النظام داخل الجيش و الشرطة بإعادة بنائها من جديد وبعقيدة وأسس وطنية… و ‏تصفية و مصادرة النفوذ المادي و المالي لحزب النظام ومصالح ونفوذ حلفائهم من الرأسمالية الطفيلية ‏المتأسلمة في البنوك والسوق و تحرير التجارة و السياسة المالية و الإقتصادية و الإجتماعية…ألخ وتبديل ‏النهج التي إتبعه النظام البائد بما يخدم مصالح الشعب الكادح المحروم. ‏

  3. لا غالب لمشيئة الله ، الحكومة ليست اقوى شوكة من نظم تشاوشيسكو، القذافي ، صالح و صدام ، و ان كانت فاقتهم ظلما و فسادا ، تلك انظمة قد بنت اوطانها و لم يشفع لها ذلك من القصاص و قياسا على ما حاق بالظالمين و المجرمين فللنتظر و ينتظرون النهاية الحتمية التي ما حسبوا حسابها.

  4. إسقاط النظام ‏
    وتصفية الأسس التي قام عليها ‏
    بما يحقق مطالب الشعب العادلة
    وصف د. علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي الإشتراكي من قمع للمتظاهرين في ميدان ‏الأهلية بأمدرمان أمس الخميس بأنه ليس مستغرباً من السلطات مشيرا الى أن الحكومة ظلت تنتهج العنف ‏منذ وصولها إلى سدة السلطة ‏‎.‎ووصف السنهوري في حديثه خلال مؤتمر صحفي الذي أقيم في دار حزب ‏الأمة مظاهرات ميدان الأهلية أمس بأنها محطة من محطات التغيير مشيداً بمشاركة القوى السياسية والمدنية ‏كافة .ودعا لتصعيد الانتفاضة في الأحياء ومواقع العمل حتى إسقاط النظام وتصفية الأسس التي قام عليها ‏بما يحقق مطالب الشعب العادلة .واضاف قائلا ( نحن مستعدون لمواجهة النظام وتحمل مسؤلية ما ينتج عن ‏ذاكرتي لو كلفنا الإستشهاد كما حدث في سبتمبر2013م… فما هي الأسس التي قامت عليها الإنقاذ؟‏
    ‏1/ نمى و ترعرع تنظيم (الأخوان) في حضن الطبقة الرجعية التقليدية خاصة بعد تمكن (الترابي) من ‏زعامة الحزب بدعم من بعض نفوذ الزعامات التقليدية الطائفية في حزب الأمة و الإتحادي التي تعهدت ‏الحزب بالرعاية و الدعم حتى قوي عوده حتى أطلقت عليه قوى الثورة التقدمية وسمته بـ(القوى الطفيلية ‏وإحتياطي الرجعية) و خط دفاعها الأول وسط قوى القطاعات الحديثة (الطلاب في الجامعات و المحامين و ‏الأطباء و العمال في عطبرة و المزارعين في مشروع الجزيرة…ألخ حيث لم تستطع القوى التقليدية الطائفية ‏إيجاد موطيء قدم لها وسط هذ القطاعات التي صارت لها تأثير قوي خاصة قبل وأثناء وبعد ثورة أكتوبر…‏
    ‏2/ الحاضنة الثانية كانت تحالف ومشاركة الأخوان الحكم مع نظام (النميري) البائد الذي أعاد الحياة و وفر ‏لتنظيم (الترابي) تجديد قواه المادية و التنظيمية خاصة داخل الجيش و مفاصل الدولة المهمة و التي مكنت ‏التنظيم من مقاومة النتائج المترتبة على نهاية و سقوط النظام بإنتفاضة 6 أبريل 1985م المجيدة بتردد و ‏تراجع (الصادق المهدي) في تنفيذ شعارات الإنتفاضة خاصة شعار تصفية آثار و بقايا مايو (التي تعادل ‏اليوم الأسس التي يقوم عليها نظام البشير).‏
    ‏3/ إذن تصفية مراكز نفوذ اليمين الرجعي بزعاماتة الدينية التقليدية في حزب (الأمة و الإتحادي) التي ‏تغذي وتدعم قوى التطرف والإسلام السياسي لمواجهة والتصدي لقوى الإنتفاضة و التغيير الوطنية التقدمية ‏ولهذا لم يكن موفقا إختيار وربط دار حزب الأمة و قيادته لإعلان خلاص الوطن .‏
    ‏4/ تصفية بقايا حزب النظام داخل الجيش و الشرطة بإعادة بنائها من جديد وبعقيدة وأسس وطنية… و ‏تصفية و مصادرة النفوذ المادي و المالي لحزب النظام ومصالح ونفوذ حلفائهم من الرأسمالية الطفيلية ‏المتأسلمة في البنوك والسوق و تحرير التجارة و السياسة المالية و الإقتصادية و الإجتماعية…ألخ وتبديل ‏النهج التي إتبعه النظام البائد بما يخدم مصالح الشعب الكادح المحروم. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..