مقالات وآراء

لقاء البرهان نتنياهو

لم يجد السودان طيلة مقاطعته لإسرائيل خيراً من العرب بل كان يتقدم الصفوف ويجاهر بالمعاداة ولكنه يدفع الثمن وحيداً .
عندما ضربت إسرائيل مواقعاً سودانية وأدخلت الرُعب في قلوب المواطنين مع إطلالة العيد لم يكن التضامن العربي كبيراً بل كان أشبه بالمجاملة.

بالأمس توحد العرب ضد السودان وكأنه الدولة التي إحتلت فلسطين بما فيهم السلطة الفلسطينية نفسها التي جاءت من رحم دولة الكيان الصهيوني الذي منّ علي فلسطين بمجلس تشريعي في بلدية يتوافق معها علي كل شئ وله تواصل معها أكثر من الفلسطينين.

فلماذا لم يتضجر الجميع من سفارة إسرائيل في الأردن ومصر وقطر وغيرها ولماذا لم يطلع العالم الإسلامي والعربي تتقدمه فلسطين بحركة حماس وفتح والتحرير وغيرها تنديداً لزيارة نتنياهو لسلطنة عُمان وإستقبال السلطان قابوس وغيرها من الزيارات السرية والعلنية والدعم الكبير الذي تجده إسرائيل من الإمارات والسعودية وقطر وغيرها من الدول العربية .
ليس محمد دحلان الذي ينفذ كل سياسة إسرائيل في المنطقة فلسطيني ؟ فعندما تكون ملك أكتر من الملك وتدافع عن الحق أكثر من صاحبه الذي يمارس أدوار عدة تكون هذه هي النتائج .

حسناً فعل البرهان وأتمني أن يعي الشارع السوداني ويترك العاطفة ويتعامل مع الخطوة بقراءة صحيحة لأنها ستكون بداية لرفع السودان من قائمة الإرهاب وإزالة الحصار المضروب علي الجواز السوداني وغيرها من الأخطاء التراكمية التي ندفع ثمنها نحن منذ أمد بعيد .

فنحن لا نملك حدود مع فلسطين ولسنا شركاء معها في الأرض ولا تطبيعنا مع اليهود سيكون خصماً عليها ، لذا يجب أن تتواصل الخطوة حتي تكتمل ويطلع السودان من العزلة .
فإذا إجتمع العرب والمسلمين علي مقاطعة إسرائيل ذاك يكون قرار جماعي ينفذه معهم السودان ولكن أنا أطبع وأنت لا هذا يجب أن لا نقبله أبداً .

كنت أتمني أن تكون البيانات التي صدرت مؤيدة للخطوة لأننا لا نريد إحتقاناً جديداً بسبب النظرة القاصرة والرؤية المحدودة وأن تكون النظرة ثاقبة والرؤية طموحة حتي نستفيد من أنصاف الفرص ونحقق إستقرار بدلاً من التأرجح بسبب المطامع والتشكيك الذي أصبح السمة الأساسية للسياسة في بلادنا الحبيبة .

يجب أن تُدعم الخطوة وفق رؤية تجلب الفائدة للسودان وأن نبعد العاطفة عن صنع القرار فماهو الذي جنيناه من الخطاب المعادي لإسرائيل والمؤيد لفلسطين التي يخون أهلها بلدهم غير العقوبات والحصار وعدم الإحترام من أهل فلسطين نفسهم وما سمعناه أمس دليل علي ما يسكن في دواخلهم تجاهنا رغم تضحياتنا الجسام من أجلهم أتمني من الشعب السوداني أن ينظر لمصلحته ومصلحة دولته .
مرتضى عمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..