صوت النور الجيلاني .. غير الإنتخابي..!

محمد عبد الله برقاوي

الفنان المهذب جداً النور الجيلاني عرفته وأنا أحبو هاوياً يافعاً في بلاط الصحافة ، و هو في بداية إنطلاقته القوية في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي وكان يخطو على مدارج فنه الراقي في طريقة أدائه التي تميز بها نحو القمة بأقدام ثابتة وحينما وصلها تربع مع الكبار ولم يترجل عنها !
الآن صوت النور أصبح معلقاً على حبال حنجرته التي أعطبها المرض .. فبات غناؤه حبيساً خلف تلك العلة يردده في صمتٍ يلفه الصبر الذي يبرق من عينيه وهما تقاومات الحزن بضحكة هي ابغ من كل مفردةٍ ولحن : وهي حالة كالتي أقعدت من قبل زميله الفنان الكبير عبد الوهاب الصادق شفاهما الله ورد صوتيهما لمسامع معجبيهما .
النور لم يعرف عنه كثرة الكلام حتى حينما كان معافىً لا في الصحافة ولا في غيرها من أجهزة الإعلام و لا أحد سمعه مهاتراً أو متعدياً على أحد من زملائه أوغيرهم .. فهو متفرغ لطرب نفسه أولاً ثم لإمتاع الناس .. فلا يطربه المدح ولا يثبطه القدح .. وحتى حينما أشيع أن زميلاً له وصف أداءه بصراخ طرزان الغابة لم يقل في رده عليه إلا بلغة التهذيب ولسان الآدب .. حباً وكرامة فهو أستاذي!
بالأمس زاره بمنزله بضاحية أبي حليمة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح وفي معيته نفرٌ من المسئؤلين والإعلاميين بترتيب من الأستاذ أحمد البلال الطيب.. وهي البادرة الصحفية الثانية التي سبقتها واحدة كانت من ترتيب الأستاذ عثمان ميرغني قام بها للنور والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر منذ عام تقريباً مع عدد من رؤساء تحرير الصحف السيارة !
أحمد البلال عرض بالصورة والصوت زيارة النائب الأول خلال برنامجه في الواجهة واستعرض عدداً من الرسائل من ضمن اربعمائة كما ذكر جاءته من مختلف البلدان ..بعضها يشيد بالمبادرة وأخرى تتحفظ .. ولكن واحدة منها قال مرسلها أن الزيارة هي محض دعاية إنتخابية!
فرد عليه البلال .. والله لو الإنتخابات تقود الى عمل الخير فمرحب بها !
ماوددت قوله في هذا المقام أن الإهتمام بالمواطن من جانب الحكومة فناناً كان أو غيره هو واجب من صميم مسئؤلياتها وليست منهً ولا تكرماً منها ، فصفة المسئؤل أياً كانت درجته أو موقعه في البلاد التي تحكم بإراده شعوبها هي أنه خادم للأمة وليس سيداً عليها .. وليس معنى ذلك هو تبخيس للبادرة من حيث المبدأ أو إنكار لدور من يرتبون لها من أهل الصحافة الذين هم أيضاً خداماً للناس أو كما يفترض بأقلامهم وأفكارهم و رقابتهم لدولاب الحياة الرسمية والشعبية .
أما الأخ الذي قال أنها دعاية إنتخابية فنقول له.. إن إنتخابات المؤتمر الوطني التي يخوضها ضد نفسه ويديرها بنفسه ليست في حاجة لا لصوت النور الغنائي ولا الإنتخابي ولا لآصوات الشعب الذي ستصوت حكومته بالأصالة عن نفسها وبالإنابة عنه .. لآنها في النهاية إنتخابات فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين !
التحية للنور في صمته الذي نرجو الله الا يطول : سائلين المولى الكريم أن يكلل رحلته للإستشفاء بدولة الإمارات بالنجا ح ومتمنين له ولكل المرضى عاجل الشفاء ونسأله السلامة من كل شر لأهل العافية والصحة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نأسف للخطأ الطباعي في السطر السادس من المقال .. فقد وردت كلمة تقاومات بدلاً عن الصحيحة تقاومان ,,, وكلمة أبغ بدلاً عن أبلغ لذا لزم التنويه مع الشكر..

  2. و الله يا استاذ محمد عبد الله برقاوي ما داير اكسر ليك تلج .

    بالجد تعجبني مقالاتك بما فيها من رصانة في اللغة . و ابانة للمعاني المطلوبة .

    و سلاسة في السرد . و اقناع في غير تكلف . و ادب في الحوار و المجادلة .

    لكنك اليوم رميتني في قاع سحيق قراره التبلد و الانتهازية و البلاهة و السطحية

    و ضيق الافق بايرادك لاسم هذا النبت المتسلق احمد البلال الطيب .

    هذا مجرد عتاب لاحد كتابنا الموهوبين . فلك مني عاطر التحايا و لفناننا الكبير النور

    الجيلاني عاجل الشفاء و موفور الصحة و العافية و لصحافتنا التعافي من عاطلي المواهب .

  3. كما عهدناك دايما تفرق بين الوطن والنظام وفعاجل الشفاء للنور ودمت انت والبلال لهذه اللفته أما نائب الرئيس وحكومته ألفي راسنا نحوهم مابتمسح بزيارة وجرحنا والبلد عميق

  4. كما عهدناك دايما تفرق بين الوطن والنظام وفعاجل الشفاء للنور ودمت انت والبلال لهذه اللفته أما نائب الرئيس وحكومته ألفي راسنا نحوهم مابتمسح بزيارة وجرحنا والبلد عميق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..