مقالات سياسية

في اربعينه: هل كان عبدالناصر ضد استقلال السودان?!ا

في اربعينه: هل كان عبدالناصر ضد استقلال السودان?!! العنوان

بكري الصايغ
[email protected]

1-
تمر اليوم الأربعاء 28 سبتمبـر 2011 الذكري الأربعين عامأ علي وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذي توفي في 28 سبتمبـر 1970 بعد ان فاجئته سقطة قلبية وهو في وداع الصباح أمير الكويت بمطار القاهرة. ولست هنا اليوم بصدد الكتابة عن اسباب الوفاة او اتناول احداثآ وقعت اثناء حكمه لمصر من عام 1954 وحتي عام 1970 ( 16 عامآ )، وانما رأيت وبمناسبة ذكراه الاربعيـن وان افتح ملف ( العلاقات السودانية – المصرية 1952-1956)، واقلب في صفحات تاريخية قديمة حوت علي خفايا واسرار علاقة الحكم العسكري في مصر بالأحزاب الوطنية في السودان، واصرار
(الضباط الأحرار) المصريون بقيادة اللواء الراحل محمد نجيب علي عدم الاعتراف بحق السودانيين في مصيرهم واختيار نوع النظام الذي يبتغونه.

2-
مـصر عام 1952:
*****************

1- قام عددآ من الضباط المصريون والذين اطلقوا علي انفسهم (الضباط الأحرار) بعمل انقلاب عسكري بقيادة اللواء محمـد نجيب واستلموا السلطة بكل سهولة من ( ملك مصر والسودان) فاروق الأول في يوم 23 يوليو 1952، وتـم ترحيل الملك السابق فاروق وزوجته ناريمان الي ايطاليا، وكان في وداع الملك السابق بميناء الاسكندرية رئيس البلاد الجديد اللواء محمد نجيب الذي امر وان يعامل الملك السابق فاروق كملك ويحمل كل اغراضه الخاصة بما فيها المجوهرات والتحف الغالية التي اهديت له في مناسبات عدة. وماان رحل الملك واسرته وغابت باخرتهم عن الأنظار، الا وكانت هموم اللواء محمد نجيب كيف ستكون العلاقة مابين مصر والسودان الذي كان خاضعآ للملك فاروق..طرح اللوء نجيب علي اعضاء مجلسه العسكري الحاكم سؤالآ يقول ( ثم ماذا بعد رحل الملك وسلمنا تركة اسمها السودان?..كيف نتعامل مع السودان?..هل هو بلدآ مازال تابعآ لمصر في ظل نظامنا العسكري..ام للسودانييون رأيآ اخرآ).

2-
كانت وجهه نظر محمد نجيب انه ولابد من (وحدة وادي النيل)، وان السودان لا يجب باي حال من الاحوال وان ينفصل ويصبح دولة حرة ذات سيادة، وان السودان لابد وان يتحد مع مصر. دارت مناقشات طويلة بين هؤلاء الضباط المصريين دون وان يشركوا احدآ من السودانيين – اي كان مركزه ووضعه السياسي- في مناقشاتهم. كان المجلس يهدف اولآ الي مناقشة موضوع السودان فيما بينهم كمصريين واتخاذ موقفآ واضحآ يتفقون عليه قبل مناقشته مع الاحزاب السودانية التي كانت في ذلك الوقت تنادي بلاستقلال التام وجلاء القوات البريطانية والمصرية من البلاد،

3-
قرر الرئيس محمد نجيب السفر للسودان بدعوي وجهها له الراحل إسماعيل الأزهري الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس وزراء لحكومة المؤقتة، وتم تحديد مواعيد الزيارة للسودان في اليوم الأول من شهر مارس 1954، وهو اليوم الذي كان مقررآ فيه افتتاح البرلمان بالخرطوم، ودعوة الرئيس المصري كانت بهدف تعريف نجيب بوجهة نظر الاحزاب السودانية فيما يتعلق بموضوع الاستقلال، واثناء وجود نجيب ووفده بمطار الخرطوم وقعت احداثآ دامية بساحة المطار، وتقول تقارير وزارة الداخلية وقتها، ان مجموعات مسلحة تنتمي لحزب الأمة قد حاولت الدخول عنوة لداخل المطار بهدف اغتيال الرئيس نجيب واعضاء حزبه،

وتقول تقارير اخري، ان الحاكم العام البريطاني بالخرطوم روبرت هاو هو الذي دبر بنفسه وخطط لعملية الفوضي بالخرطوم واراقة الدماء حتي يتعلل لرؤساء الاحزاب السودانية وللقادة المصريين ان السودان بلدآ ( لـم ينضج بعد ) ومازالت الفوضي فيه سائدة!!. فشلت زيارة محمد نجيب للسودان بعد ان اجتمع بكل رؤساء الوطنية وناقش معهم (مشكلة السودان) وكان هذا اسمه بالملفات المصرية الانجليزية، وجد نجيب ان كل من اجتمع معهم لايفضلون الوحدة ويطلبون حقهم في تقرير مصيرهم بلا ضغوطات او اغرات من الخارج. موقف الراحل السيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية كان واضحآ منذ اذاعة البيان العسكري المصري رقم واحد بانه يؤيد اتحاد السودان مع مصر،

4-
رجع محمد نجيب للقاهرة واجتمع مع مجلسه العسكري واطلعهم علي حقيقة الاوضاع في السودان ورأي قادة الاحزاب الذين يفضلون عدم الوحدة مع مصر. في هذا الاجتماع بالذات غضب عبدالناصر من محمد نجيب غضبآ شديدآ وحمله تبعة انفصال السودان، وان زيارته جلبت الوبال علي مصر والسودان، وانقسم اعضاء المجلس العسكري مابين المناصرون لنجيب والمعارضون لسياسته تجاه السودان من جهة، ومن جهة اخري معارضة ضد تصرفاته الضعيفة وميله لتنظيم (الاخوان المسلمين)، اشتدت حدة المواجهات بين الطرفيين وكادت ان تعصف بانجازات 23 يوليو الاقتصادية، عندها لم يكن هناك حلآ امام جمال عبدالناصر الا الأطاحة برئيسه محمد نجيب
وعزله من كافة سلطاته السيادية والعسكرية وابقاه تحت الحبسالانفرادي بقرية (المـرج) حتي مات فيها وحيدآ لم يزره احدآ،

5-
واستلم عبدالناصر كامل السلطات، وفتح بقوة ملف (مشكلة السودان)!!

السودان بعد الحرب العالميـة الثانية 1945:
****************************************
1- عندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية، طلبت الحكومة البريطانية من السودانيين ان يشتركوا معها في حربهم ضد قوات دول المحور(المانياـ اليابان ـ ايطاليا)، ووعدت بريطانيا بان تمنح السودان استقلاله كاملآ غير منقوص اذا مافازت في الحرب. وبالفعل، شاركت قوات سودانية( قوة دفاع السودان ) بجدارة واقتدار في حروب بالصحراء الليبية وفي كسلا وتسني. وتحقق النصر وبدأت الاحزاب تناقش مع الحاكم العام وعودات حكومته باستقلال السودان. شعرت القاهرة ان احزاب السودانية جادة في نيلها (حق تقرير المصير) وراحت تناقش مع الحكومة البريطانية وتتجاهل مصر،

2:

اتصل جمال عبدالناصر بعدوه السوداني اللدود الراحل الامام عبدالرحمن المهدي زعيم الانصار ( لقد قصدت وان اقول عدوه اللدود لان الامام ماكان اصلآ يحب المصريين ويكره وجودهم بالسودان) وطرح عليه فكرة السفر للقاهرة لمناقشة ملف السودان وبعيدآ عن البريطانيين، وعرض عليه مرة اخري الاندماج الفوري مابين البلدين بعد حصول السودان علي استقلاله، ولكن وفي كل مرة كانت اجابات الامام بالرفض،

3-
—-
شعرت الحكومة البريطانية ان الاحزاب السودانية تود وفي اقرب فرصة الحصول علي استقلالها، فدبرت مؤامرة تمرد (الحامية 18 بتوريت)، بهدف فصل الجنوب عن شماله، وبالفعل وقعت دامية في يوم 18 اغسطس 1955 راح ضحيتها شماليين كثر، وهي الحادثة التي دخلت تاريخ السودان باسم( حوادث الجـنوب )، وهنا شعرت القاهرة ان بريطانيا تحاول بكل الطرق سلمية كانت ام عسكرية التمسك بالسودان وعدم التفريط فيه، وكانت الحكومة البريطانية قد اقترحت علي الاحزاب انضمام السودان ل(رابطة دول الكمونولث) فرفضت كل الاحزاب الاقتراح البريطاني،

4-
***- وفي ديسمبر عام 1955 تم اعلان استقلال من داخل الجمعية التاسيسية بالخرطوم، وسكتت الخكومة علي مضض علي هذا التصرف الذي ماكانت تتوقعه من احزاب السودان…وكان عبدالناصر أول من هنأ الرئيس الأزهري باستقلال السودان….

ونواصـــل………..

تعليق واحد

  1. السـيد علي الـميـرغـنـي..
    ودوره في (المسآلة السودانية) قبل الأستقلال…
    وهل رفض حـقآ ان يكون ملكآ علي السودان??
    **************************************

    1-
    —–
    علي الميرغني:
    ———-
    ***-هو السيد علي بن السيد محمد عثمان الأقرب بن السيد الحسن بن السيد محمد عثمان الميرغني الختم بن السيد محمد ابى بكر بن السيد عبد الله الملقب بالمحجوب.

    ***- ولد السيد على الميرغنى في جزيرة مساوي في شمال السودان وأنتقل منها إلى مدينة كسلا ثم خرج مع والده السيد محمد عثمان إلى سواكن حيث درس العلوم الإسلامية على يد عمه السيد تاج السر الميرغنى ومنها إلى مصر وعاد للسودان عام 1901 (بعد ثلاث سنوات من الفتح الانجليزى المصري للسودان عام 1898) عن طريق سواكن ومنها إلى كسلا،وساهماسهما كبيرا في نشاط المعاهد الدينية وفي نشر الدعوة الإسلامية.

    درس المرحلة الابتدائية بمدينة كسلا. ذهب إلى عمه السيد محمد سر الختم بمصر وهناك اكمل دراسته بالأزهر حتي حصل علي درجة العالمية وكانت اعلي الدرجات الغلمية انذاك.

    ***- ترأس الوفد الذي ذهب إلى [بريطانيا] ليتفاوض مع الإنجليز في مستقبل السودان والى اين هم به سائرون, وقد حدثهم مولانا السيد على طويلا عن مستقبل السودان وضرورة انتمائه ال العالم العربى والإسلامي وضرورة خلاصة من الوصاية الاجنبية. وقد وقفت مصر بشدة ضد تلك الزيارة وهاجمتها الصحف المصرية ظنا منها انها تضر بالعلاقة مع السودان ولكن اصرار السيد علي وبعد نظره كان له كبير الاثر في تحرر السودان من الايادي الإنجليزية والمصرية من دون أن تهدر نقطة دم واحدة في سبيل استقلال السودان.

    ***- وكان السيد علي قد رفض عروض عديدة من الامبراطورية البريطانية بان يكون ملكا علي السودان ادراكا منه بابعاد هذه العروض وكذلك رفض عروضا مصرية متكررة بان يكون رئيسا لاتحاد مصر والسودان وكان اخرها ابان زيارته الأخيرة للإسكندرية وحينها قال لمحمد نجيب انه من الأفضل ان يكون السودان قائما بذاته لفترة ثم بعدها يكون البحث في إمكانية الوحدة مع مصر وقد ملك من الدبلوماسية وحسن المعشر ما جعلة يرفض كل تلك السياسات والعروض دون استعداء الدول التي عرضتها وقد وصفه الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري بالاسد بعد أن شهد الدور الكبير الذي لعبه السيد علي علي مدار عقود من الاستعمار والحكم الاجنبي انتهت بحصول السودان علي كامل استقلاله دون اقتتال أو تدخل من المواطن فقال " لولا الاسد المرابض بحلة خوجلي لما نال السودان استقلالة" وحلة خوجلي هي المنطقة التي سكنها السيد علي حين قدم الي الخرطوم وتوفي فيها.

    ***- كان سنداً للاتحاديين وعمل معه الرئيس إسماعيل الأزهري والذي كان قد صحبة في الرحلة الي بريطانيا وهو طالب بالمدرسة مصطحبا والدة في السفينة.

    ***- أنشأ أول جريدة سودانية وهي "صوت السودان" واختار لها رئيس تحرير من جنوب السودان ليست له انتماءات حزبية. كان مهتماً بالعلم. ودفن بمسجده العامر بالخرطوم بحري.

    ***- خلفه إبنه السيد محمد عثمان الميرغني بن السيد علي الميرغنى حفيد السيد محمد عثمان الميرغني الاقرب وهو حفيد مؤسس الطريقة الختمية التي انتشرت من بلاد البرنو غربا وحتى سواحل البحر الأحمر ومن الإسكندرية شمالا حتى بلاد الصومال جنوبا.

    2-
    —–
    صـورة نادرة للراحل عـلي الـميرغني –
    http://i83.servimg.com/u/f83/11/63/19/13/untitl20.jpg

  2. لقطات وصـور فتوغرافية قديـمة للشخصيات السودانية والأجنبية التي شاركت فـي مسآلة السودان ( 1952- 1956)
    ***************************************
    1-
    صورة نادرة تجمع الرئيس المصري الراحل اللواء محمد نجيب مع رئيس الوزراء السابق الراحل اسماعيل الأزهري: التقطت الصورة في الخرطوم في الاول من مارس 1954-
    http://bani-alabbas.com/albumsm/201.jpg

    2-
    صـورة نادرة تجمع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر مع الراحل اسماعيل الأزهري-
    http://dc03.arabsh.com/i/00595/y8s1v9fxm64q.JPG

    3-
    صـورة نادرة للامام الراحل عبدالرحـمن الـمهدي-
    http://www.umma.org/umma/ar/image/imam abd2.JPG

    4-
    صـورة نادرة لملكة بريطانياالتي كانت تحكم السودان حتي عام 1955ـ
    http://www.badeenisland.net/up//uploads/images/mosds-8428f6708f.jpg

    5-
    صـورة قـديمة ونادرة لجنود مصريين بمحـطة القطارات بالخرطوم وهم يستعدون للرحيل النهائي من السودان-
    http://mosaabhilali.elaphblog.com/Blog/mosaabhilali/Album/19la7.jpg

    6-
    صورة نادرة لصلاح سالم عضو المجلس العسكري لل(ضباط الاحرار) المصري وهو يرقص بجنوب السودان-
    http://imageshack.us/photo/my-images/27/sahalsaleminsudan.jpg/

  3. ياسلام عليك ياودالصايغ وعلي توثيقك البديع لك الشكر علي كل مجهوداتك واتمني ان تري النور بعد ان يري السودان النور !!!!!!!!

  4. الأخ الحبيـب،
    سليـمان قـش،
    تحياتي الطيبات العاطرات، وكالعادة فرحت بجيتك المقدرة، وألف شكر علي ثناءك الكريم.

    ***- اليوم الأربعاء 28 سبتمبر 2011 وذكري وفاة الراحل جمال عبدالناصر، وتخليدآ واحترامآ لذكراه اليوم، أبث مرة اخري موضوعآ سبق ان كتبته قبل عدة اعوام مضت ونشر بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية بتاريخ 28 سبتمبـر 2001، تحت عنوان;( رواية وفاة عبد الناصر بسبب إبرة.. جديدة!). بالعدد رقم 8340.

    رواية وفاة عبدالناصر بسـبب إبرة..جـديدة
    *****************************************
    الـمصـدر:
    http://aawsat.com/details.asp?section=5&article=59167&issueno=8340

    الرابط مرة اخري لزوم الضمان
    http://aawsat.com/details.asp?section=5&article=59167&issueno=8340

  5. الأخ الـحبـوب،
    جـعفر الـمبارك،
    تحياتي ومـودتي، وألف ألف شكر علي تعليقك الكريـم، وعلي مدحك وثناءك لشخصي المسكين بالانجليزي ( بيني وبينك ياجعفر، اول مرة واحد يشكرني بالانجليزي..كبرت رآسي كبر الله مقامك).

    1-
    ونرجع لموضوعنا الاصلي (هل كان عبدالناصر ضد استقلال السودان?). هناك رواية مصرية تقول ان الرئيس محمد كان متمسكآ بالسودان بشدة ويرفض باتآ فكرة انفصال السودان عن مصر، وكان ينطلق في مبدأه هذا لان جذوره سودانية.

    ***- موقع موسوعة (ويكيبيا) كتب عن سيرة محمد نجيب كالأتي:
    ——————————————————–
    ***- ( ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصري وأم سودانية المنشأ مصرية الأصل اسمها "زهرة احمد عثمان"، اسمه بالكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، يوجد تضارب حول تاريخ ميلاده، حيث أن التاريخ الرسمي لدى التسنين الذي قام به الجيش هو 19 فبراير 1901، وعادة لا يكون دقيقا، أما في مذكراته، فقد ذكر أن أحد كبار عائلته قال له أنه ولد قبل أحد أقربائه بأربعين يوما، وبالحساب وجد أن تاريخه ميلاده هو 7 يوليو 1902. تلقى محمد نجيب تعليمه بكتّاب وادي مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم انتقل مع والده عام 1917 لضواحي بلدة وادي مدني بمديرية النيل الأزرق وأكمل تعليمة الابتدائي وحصل على الشهادة الابتدائية فيها، ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913.

    ***- التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة، ومع قيام ثورة 1919 أصر علي المشاركة فيها علي الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش، فيسافر إلي القاهرة ويجلس علي سلالم بيت الأمة حاملا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار. ثم انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي. وفد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها، فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921.

    ***- حصل على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان. عاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في " واو " وفي بحر الغزال، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في "ملكال".

    ***- ولما وقعت الخلافات بين الضباط الاحرار، قرر عبدالناصر وباغلبية الاصوات ( بعيدآ عن محمد نجيب ) ان تتم تنحية الرئيس نجيب، وبالفعل تمت تنحيته بصورة غير كريمة ولا لائقة بحق رئيس كبير، كتب موقع (ويبكيبيا) حول هذه الاحالة فافاد:
    ————————
    (–يوم 14 نوفمبر 1954 توجه محمد نجيب من بيته في شارع سعيد بحلمية الزيتون إلى مكتبه بقصر عابدين لاحظ عدم أداء ضباط البوليس الحربي التحية العسكرية، وعندما نزل من سيارته داخل القصر فوجئ بالصاغ حسين عرفة من البوليس الحربي ومعه ضابطان و

  6. الاخ بكري الصائغ المحترم

    لك كل الشكر والتقدير وانت توثق لحقبة مهمة جدا من تاريخ السودان ..

    صراحة شدني ما تكتبه لدرجة ما كرهت كلمة ( ونواصل ) …

    لكن انا على يقين بان الجيل الحالى ( جيل الانقاذ) لا يعي ما تكتبه ولايهمه حتى تاريخ السودان ولا الشخصيات المهمة التي اثرت في تاريخ السودان ( إلا من رحم ربي ) وهذا ما يؤسفني جدا …

    هذا جيل السرعة ( والتيك اوي ) ، ورزق اليوم باليوم …

    حاول تكتب موضوع من عدة صفحات وستعرف معنى كلامي ده ( لن يقراءه احد ) ، اقرب مثال مقالك هذا ، انظر لعدد المعلقين عليه تجدهم بعدد اصابع اليد الواحده واغليهم مخضرمين …..

    لك الشكر مرة اخري اخي بكري … ووفقك الله وفي انتظارك لنواصل معك المسيرة ….

  7. 1-
    —–
    ***- بعد ان تكلمنا عن الراحل محمد نجيب الذي كان يؤيد بشدة وحدة وادي النيل وان يكونا البلدين (مصر والسودان) دولة واحدة، نبرز هنا وجهه نظر الراحل جمال عبدالناصر الذي يصر علي سماع كلمة السودانيين ورأيهم في الوحدة مع مصر قبل وان يدلي المجلس العسكري المصري الحاكم رأيه النهائي وان كان مع استقلال السودان التام ومنح السودانيين حقهم في تقرير مصيرهم بعيدآ عن الضغوطات والاغراءات والوعودات من قبل الحكومة البريطانية التي كانت تسعي جاهدة لابعاد مصر عن السودان والحيلولة دون اتخاذ رؤساء الاحزاب الوطنية قرارآ يقضي بالوحدة مع مصر.

    2-
    —–
    ملحوظة:
    ———-
    ***- عندما كنت في زيارة للقاهرة، استعطت وان احصل هناك علي كتاب قيم للغاية يحكي قصة انفصال السودان عن مصر بالتفاصيل الدقيقة، وبالكتاب فصولآ تسرد كثير من الحقائق حول خفايا واسرار السنوات الاخيرة ماقبل استقلال السودان عام 1956 والخافية عن الكثيرين، وكيف كانت المناورات والمؤامرت والدسائس الدبلوماسية تحاك بشدة بين الاطراف الثلاثة،( الأحزاب السودانية، الحكومة المصرية، الحكومة البريطانية)،

    ***- اسم الكتاب: ( مصر والسودان: الانفصـال بالوثائق السرية البريطانية والأميريـكية)، اسم المؤلف: محسن مـحمد- الطبعة الأولي 1994- دار الشروق.

    3-
    —–
    ***- واقتطف من الكتاب هذه الفقرة التي تقول:
    (…وفي شهر مارس وابريل 1955 تتابعت الأحداث بسرعة في طريق الأنفصال، دعا الرئيس جمال عبدالناصر الوزيرين السودانيين مبارك زروق وخضر حمد يوم ا2 مارس لتناول العشاء في بيته مع الصاغ صلاح سالم وعبدالفتاح حسن والنائب السوداني حسن عوض الله،وثيق الصلة باسماعيل الأزهري،وكان خضر حمد قد وصل القاهرة لاجراء مباحثات حول توزيع مياةالنيل، اما زروق فلحضور معرض تشيكي.

    ***- دام العشاء حتي الواحدة صباحآ، نتيجة الحديث المثير الذي قاله الجانب السوداني. شرح السودانييون الموقف في الخرطوم. قالوا: الأتجاه نحو الأستقلال اصبح اقوي مما يتصور، خصوصآ في صفوف الحزب الوطني الأتحادي، وبين شيوخه النواب. واضافوا: الناس في السودان لم يتنكروا للاتحاد مع مصر، ولكن يجب ان نسير في الأتجاه الذي يحقق الرغبتين معا. والسودان الحر المستقل يستطيع تحقيق الاتحاد مع مصر مصر الحرة المستقلة.

    ***- سأل صلاح سالم عن رأي لجان الحزب، فرد خضر حمد سكرتير عام الحزب قائلآ: الأغلبية الساحقة تؤيد الأزهري، الذي ادلي به لجريدة "الأيام"- استقلال السودان مع مجلس اعلي لمجلس وزراء البلدين يجتمع او عدة مرات سنويآ لبحث المسائل المشتركة، كالدفاع والسياسة الخارجية ومياة النيل، وتعرض القرارات علي البرلمانين، اضاف خضر حمد: قليل من اللجان ينادي بالاستقلال فقط، ولجنة عطبرة وحدها تقول بالاتحاد.

    ***- حاول صلاح سالم اقناع السودانيين باخطار الأستقلال، وماتعانيه جميع الدول الصغيرة المستقلة حديثآ، وافاض صلاح في ذلك كثيرآ، اما جمال عبدالناصر فقد كان حديثه قصيرآ. قال علينا ان نقبل النتيـجة.

    ***- قال صلاح سالم: يعني مافيش فائدة!!

    ونواصــــــل……

  8. الأخ الحبيـب الحـبوب،
    [ابوفارس]

    1-
    —-
    ***- تحية الود والاعزاز بمعرفتك التي تشرفني،والشكر علي تعليقك الكريـم، ومامفروض نزعل من اولادنا ابناء الجيل الجديد ونعاتبهم بعدم الاهتمام بتاريخهم،وصدقني دي ظاهرة موجودة في اغلب البلدان النامية، وفي السودان اولادنا وطلاب مدارسنا معذوريين شديد في قلة الثقافة التاريخية. قمت بمطالعة كتاب تاريخ مقرر علي طلاب المرحلة الثانوية، والله والله ياأبو فارس خجلت من المعلومات الفيه!!

    ونواصل ياأخ فارس الكتابة قبل ماموضوعي يروح للأرشفة.

    2-

    وجاء في الكتاب الذي لقينا عليه الاضواء عاليه:
    —————————
    ***- (… ساهم صلاح سالم، من شك، بجهوده المكشوفة في التدخل وباستعلاءه ورشاويه، بالتاثير علي مجري الاحداث في السودان، فقد غير وبدل الادوار مع الانجليز، وظهر بتدخله ومحاولة فرض ارادته علي الحكومة السودانية، مما جعل السودانيين يرونه، ويرون مصر ايضآ في الدور الامبريالي الذي هاجموا- بسببه- البريطانيين! وساعد هذا كله وعزل محمد نجيب ومطاردة الأخوان المسلمين واعدامهم في تحويل الرأي العام السوداني ضد مصر، وبالذات ضد جمال عبدالناصر، الذي حل محل محمد نجيب، وصلاح سالم بسياسته الاستفزازية، ومجلس الثورة المصري كله!

    3-
    وجاء بالكتاب آيضـآ:
    ——————–
    *** …وسافر اسماعيل الأزهري الي اندونيسيا يوم 16 ابريل لحضور مؤتمر عدم الأنحياز الذي عقد في باندونج، وهناك التقي بجمال عبدالناصر، وصلاح سالم. كانت السفارة البريطانية في جاكرتا حريصة علي ملاحقة الأزهري ومتابعته والاتصال به، لتعرف ماجري بينه وبين المصريين.قال الأزهري للدبلوماسيين البريطانيين في اندونيسيا:" قرر السودان نهائيآ ان يختار الاستقلال".

    ***- وبعد عودته اجتمع بالحاكم العام البريطاني السير نوكس هيلم. ومن تلميحات الازهري فهم الحاكم العام،ان رئيس وزراء السودان لم يكن سعيدآ بلقاء المصريين. ولكن الازهري كان سعيدآ للغاية بالاستقبال الذي لقيه في باندونج.وكانت هذه اول مرة يشترك فيها السودان بوزرائه في مؤتمر دولي.

    ***- وفي حفل الاستقبال الذي اقامه الازهري بباندونج جاء الزعيم الهندي جواهر لال نهرو، بينما تخلف المصريون جميعآ عن الحضور، كما انهم تجنبوا الوفد السوداني طوال لمؤتمر بباندونج، ولم يكونوا ودودين معه.

    ***- قال الازهري للسير هيلم: التجربة التي استخلصتها من المؤتمر، ان السودان لاينبغي ان يربط نفسه بشكل وثيق مع اية مجموعة او مجموعات. وكان الازهري يقصد بذلك مصر!!واضاف الازهري: اذا نجح السودان في مثل هذه السياسة، فان احتمالات انضمامه الي الامم المتحدة ستزيد كثيرآ، وهذه مسآلة اعلق عليها كثيرآ.

    ***- قبل اندونيسيا زار الازهري اثيوبيا، وبعد عودته مر بالهند وباكستان وسورية ولندن ولبنان. وساعد حسن استقباله في هذه الدول، علي زيادة تصميمه علي ان يكون السودان دولة مستقلة!…وفي طريق عودته زار القاهرة، فانه كان حريصآ علي ابقاء علاقة ما بمصر. ولكن استقبلته في كل مكان مظاهرات عدائية نظمها صلاح سالم، لم تحقق اهدافها في اقناع الازهري بالعدول عن سياسة الانفصال. مد الأزهري اقامته في مصر يومين محاولآ الاتفاق دون جدوي.

    4-

    صــور نادرة للراحل اسـماعيل الأزهري
    —————————————
    1-
    الرئيس الراحل مع الامبرطور هيلاسـلاسي
    http://www.anasudani.net/4images/data/media/18/old24.jpg

    2-
    الملك الراحل فيصل يتوسط الراحل اسماعيل الازهري والراحل محمد احمد المحجوب، الصورة التقطت في الخرطوم عند انعقاد مؤتمر القمة الرابع ( لاءات الخرطوم) عام 1967:
    http://imageshack.us/photo/my-images/247/imag1yk2rk3.jpg/

  9. وجاء بالكتاب مايلي:
    (..واسفر السيد علي الميرغني عن حقيقة موقفه، فيصدر لاول مرة بيانآ يوم 13 من أغسطس، يطلب فيه اجراء استفتاء لتقرير مصير السودان بدلآ من الجمعية التاسيسية!!وكان الجميع يعلمون صعوبة اجراء استفتاء في بلد كالسودان متسع الاطراف.

    ***- ويعقد البرلمان يوم 16 من اغسطس جلسة استثنائية، قدم فيها الازهري الي مجلس النواباقتراحآ يطلب فيه بدء اتخاذ خطوات تقرير المصير، بان تنسحب القوات البريطانية التي وصلت الي السودان منذ عام 1896، وبقيت فيه، وكذلك القوات المصرية خلال ثلاثة اشهـر طبقآ للاتفاقية. زكي الاقتراح وايده تسعة، ووافق عليه المجلس بالاجماع . وفي مجلس الشيوخ تقدم باقتراح الجلاء بشير عبدالرحيم زعيم الاغلبية، وايده 12 عضوآ، فوافق عليه المجلس بالاجماع.

    ***- وخرج النواب والشيوخ يتقدمهم الازهري مع ألوف الجماهير في مظاهرة شعبية ضخمة في شوارع الخرطوم احتفالآ بهذه المناسبة.

    ***- ووافق البرلمان السوداني- بمجلسيه-بعد ذلك علي قرار الاستفتاء ،كما ايدته كل من بريطانيا ثم مصر!!!

    ***- وفي القاهرة، فوجئ صلاح سالم بما يجري في السودان، وان الرياح السودانية تاتي بما تشتهي السفن المصرية. وكان صلاح سالمآ جريئآ اراد تصحيح اخطائه السابقة او علاجها. تقدم صلاح سالم للمجلس العسكري المصري باقتراحين:
    ———————–
    1- اعلان الموافقة علي استقلال السودان فورآ،
    2- ان يسافر عبدالناصر في اليوم التالي الي السودان، ليعلن بنفسه هناك هذا الاستقلال عند اجتماع البرلمان السوداني.
    وتقدم صلاح سالم للمجلس باستقالته من الوزارة وشئون السودان،مع الاحتفاظ بعضوية قيادة الثورة حفاظآ علي وحدة المجلس العسكري. وبين صلاح سالم ان غرضه من اعلان استقلال السودان فورآ من جانبنا، ان يظهر هذا الاستقلال ( منـحة ) منا بدلآ من ان ياخذه السودانيون قسرآ عند تقرير المصيـر !!،وقال:
    (ان اجتماع الهيئة التاسيسية للحزب الاتحادي برئاسة محمد نورالدين، والذي قرر فيه فصل الاستاذ الازهري كان عدد الذين حضروا الاجتماع 89 عضوآ فقط، وليس 198 عضوآ من جملة 236 كما ذكر- صلاح سالم- من قبل)!!

    ***- ولكن عبدالناصر لم يستطع قبول الاقتراح الجرئ، رغم انه كان يمكن ان يغير الموقف نوعا ما في السودان. عارض السفر الي السودان، لما ينتج عنه من خسائر داخل مصر. وقال عبدالناصر
    ان الافضل له في هذه الحالة ان يذهب الي الكونغو، ولايعود لمصر بعد ان يعلن هذا الاستقلال!!

    ***-وجد صلاح سالم في رفض جمال عبدالناصر هدمآ لاخر الحلول التي يمكن بها انقاذ مايمكن انقاذه للسياسة المصرية. فقد صلاح سالم اعصابه، واراد هدم المعبد علي من فيه! فقال :
    (…اشخاص مسئولون يعملون علي استقلال السودان، ويشجعون المسئولين هناك علي السير في هذا الاتجاه،ان جمال عبدالناصر يؤيد هذه السياسة)!!

    ***- ولم يكتف صلاح سالم بما قاله بل اضاف:
    (… هناك مؤامرة تدبر لعدم اتمام اتحاد مصر مع السودان، ويشترك في هذه المؤامرة بعض المسئولين من داخل مجلس الثورة نفسه ومن خارجه، وان الذي سيؤدي بالبلاد الي التهلكة، هو زكريا محي الدين، وعلي صبري مدير مكتب جمال عبدالناصر للشئون السياسية الذي ينفذ سياسة الاميريكان والانجليز)!!!

    ***- وكان خطاب صلاح سالم واتهامه لاعضاء المجلس فرصة ليتخلص منه جمال عبدالناصر، الذي انتظر هذه الفرصة طويلآ!!

    ونواصــل….

    ***- صـورة نادرة للاخوة الاعـداء:
    ————————————–
    جمال عبدالناصر- محمد نجيب- صلاح سالم
    http://4.bp.blogspot.com/_RtDvQmFFm4A/SPXE3gpahDI/AAAAAAAAB8Q/pkU82cElDv0/s400/Nasser Naguib Salah Salem.jpg

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..