الحوار الإخواني والمصلحة الوطنية!!؟

الفصل الثاني من مسرحية الحوار الوطني.. الشيخ دكتور حسن الترابي زعيم الحركة الإسلامية بالسودان يظهر على خشبة المسرح في ثوب دور العطار لإصلاح ما أفسده دهر الإنقاذيين كأنما ارتداؤه ثوب المعارضة برأه من انقلاب الحركة الإسلامية في 30/ يونيو1989م.. المشهد يصور الحوار الوطني كاستراتيجية لترتيب البيت السوداني من حالة فوضى اللا وفاق.. والاضطرابات الأمنية.. ومهددات الجوع.. ومعاناة العلاج.. لا يخلو دور الشيخ من محاولات يقوم بها لإقناع تلميذه عمر البشير ليدفع فاتورة (الحوار الوطني) حريات عامة.. حريات صحفية.. ويبدو المشهد واضحاً للجمهور السوداني حينما يرد البشير قائلاً: (إن شاء الله يحصل خير).. الترابي يتبسم ضاحكاً ويخبر بعض أقارب رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ المعتقل بتهم تصل إلى حد الإعدام.. يخبرهم بما جرى في اللقاء مع البشير ويطمنئهم بأن الساعات المقبلة حبلى بالفرج بدون تحديد سقف زمني له.. والمشهد المثير للدهشة يتم إطلاق سراح سامية كير وفتح بلاغ في مواجهتها حينما يحتفل حزبها المؤتمر السوداني بالنهود بمغادرتها تعود سامية كير إلى المعتقل ثم يطلق سراحها بالضمان.. وهكذا تطبق الحريات!!.
هكذا نشاهد فصول الحوار الوطني وفي الأذهان استفهامات حيرى تبدأ بالسؤال الجوهري من أجل من هذا الحوار المكنى بالوطني مجازاً؟ هل هو من أجل السودان أم الحركة الإسلامية؟ وإذا كان المقصود السودان وأهله لماذا لم يتنسم الشعب نفحاته ومضى على (وثبة الرئيس انصف عام.. وبرغبة من؟ ظل معلقاً بإجراءات جعلت عراب الحوار الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ينفض يده ولسان حاله لا أتبع ملة قوم لا يصدقون الوعد.. وهو صاحب خبرة وباع في محاولة الوفاق عبر نداء الوطن، التراضي الوطني، والوثبة وهذه الثلاثية تجرع مراراتها إلى درجة الاعتقال وتوجيه تهم تصل حد الإعدام.. لم سيدل ستار المسرح بعد.. نعم هكذا يشاهد الجمهور فصول الحوار الوطني والترابي يعطي إيحاءات بأنه يدفع كفارة 30/يونيو1989م.. على وزن ما حدث (أحزاب التوالي) في أول (تقلعيات) للإنقاذ وهي تمضي نحو قبول الآخر وفقاً لرؤيتها ذات المساحة المحددوة للآخر حتى لا يخصم من سطوتها وقبضتها على قضايا الوطن وشأن أهله .
الأدوار التي يلعبها الإسلاميون وطني وشعبي يقرؤها الشعب السوداني بحصافة ومهما حاول المخرج إخفاء بعض المشاهد التي تكون معلومة لأبطال المسرحية ومخيفة للجمهور كما هو معلوم في علم المسرح والتمثيل.. كثرة مسرحيات الإنقاذ جعلت المشاهد السوداني يتقن قراءة نهايات كل فصل.. وعليه يتبادر إلى الذهن السؤال الذي تسمعه من المواطن السوداني البسيط ما هي القيمة المضافة للسودان وشعبه من الحوار الوطني إذا انحصر في زاوية الحركة الإسلامية وبين الشيخ دكتور حسن الترابي وتلاميذه في المؤتمر الوطني لتمضي الأشياء في حوارٍ يهدف في المقام الأول إلى إيجاد مخرج للحركة الإسلامية الإخوانية التي تواجه تحديات ليست سهلة بعد أن ضُربت في مصر من قبل المجتمع المدني المصري والرافضين لحكم الأخونة.. البشير وحزبه حريصان كل الحرص على البقاء في السلطة لكونها مصدر الحماية، والتمكين وأن التنازل عن السلطة القابضة مقابل تسوية سياسية وطنية تعيد حزب المؤتمر الوطني إلى حجمه الطبيعي أمر قاسي على صقور الإنقاذ الذين لا يتحملوا الوقوف مع الجميع في صف واحد.. وشيخهم ينظر إلى أبعد من أقدامهم وعزيز عليه أن يرى تنظيمه الإخواني يحاصره العالم وهم جزء من الكل مما يستوجب عليه لملمة الشتات الإخواني السوداني بطريقة تخفف عليه حدة الحصار في حال دخوله في مواجهة مع الفرقاء.. المشهد السوداني محتقن بتداعيات ما يدور في المنطقة الشرق أوسطية والشاهد على ذلك زيارة السيسي المفاجئة للسودان، وأعقبتها زيارة البشير لقطر
الواقع السياسي السوداني وفوران الشرق الأوسط يكتب في كل يوم سيناريو لفصل جديد في مسرحية الحوار الوطني، أو المصالحة الإخوانية.
الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن يدعو ابليس ورهطه الى المشاركة فى الحوار الوطنى الذى لا يثتسنى ( احد) وقد اشترط ابليس ورهطه تأجيل الحوار الى ما بعد شهر رمضان لان ابليس ورهطه محظور عليهم العمل فى هذا الشهر !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..