
فالعطالة وإهدار الوقت في كل مكان
والعطالة وإهدار الوقت حول ستات الشاهي
والعطالة وإهدار الوقت في الحدائق العامة
والعطالة وإهدار الوقت للحركات المسلحه وهي تتزاحم في ميادين الخرطوم باسلحتها.
والعطالة وإهدار الوقت للكيزان ومليشياتهم المتخفيه دفاع شعبي وكتايب ظل ودولة عميقة.
والعطالة وإهدار الوقت للدعم السريع في الضرب والتنكيل.
وعطالة وإهدار وقت لبعض لجان المقاومة
و بالعربي الفصيح البلد كلها عواطليه ومهدرة للوقت .
والرواتب مئات من المليارات.
ولعل اسوء ما يحدث في بلادنا هو أن هذه الجيوش من العطالي هم عطالي سلبيون .
يكلفون خزينة الدولة الهلكانه الكثير من الأموال والخدمات.
وان كان العلماء يقولون أن أعظم الإنجازات البشرية والاختراعات والأبحاث اكتشفت في أوقات الفراغ.
فلقد كان قانون أرخميدس والتفاحه في وقت فراغه وهو في ظل شجرة.
وجاليليو واختراع ضبط الوقت .
والكاتب البريطاني أوليفر ساكس الذي اكتشف تأثيرات الموسيقى.
و اختراع الطائرة على يد الأخوين رايت بعد مراقبتهما لكيفية طيران النسور إلى الأوراق اللاصقة.
وغيرها الكثير من الاختراعات كانت في أوقات فراغ العلماء.
وجميعها أسهمت في تقدم البشرية.
فوقت الفراغ في الفلسفة اليونانية هو العمل من أجل الاستفادة من الوقت لأمور أخرى مثل الفن والدراسات والتفكير والتأمل.
يعني بالعربي الفصيح كانت عقولهم تعمل أكثر في أوقات الفراغ.
وبعكسنا فوقت الفراغ في مفهومنا الحالي هو اهدار الوقت في الثرثرة والونسات وشرب الشاهي والجنبه.
فمظاهر الجالسون في شوارعنا مدعاة للدهشة والاستغراب.
والوقت الذي تهدره كل هذه القطاعات العاطلة عن العمل هو خصم علي الوطن.
والبلد اصلا تعبانه.
ونحن نزيد في أحزانه ومعاناتها.
وفي نفس الوقت نغضب خالقنا الذي نهانا عن إهدار الوقت.
فقد قال الله سبحانه وتعالى: «والعصر إن الإنسان لفى خسر»
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلَم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَى يُسْأَلَ عَنْ.. عمرِه فِيمَا أَفْنَاهُ…).
وقد صدمتني دراسة لخبير اقتصادي سوداني حين قال ان معدل إنتاج الموظف الحكومي في اليوم هو 17 دقيقة فقط من اصل 8 ساعات،
ساعات فطور وزوغان وتضييع وقت في الهواتف.
ليكتمل مشهد العواطلية وينضم إليهم موظفي الدولة.
اخوتي ان ما ينقصنا حقا هم القادة الحقيقيون الذين يستثمرون كل هذا الوقت المهدر انتاجا.
فالقيادة تركز على العلاقات الإنسانية وتهتم بالمستقبل ومن هنا ستحرص على عدم إهدار الوقت .
فنحن اخوتي نحتاج حقا لقادة وطنيون يقودون كل هذه الجيوش التي تمتلأ شوارعنا دون عمل.
ونحن نحتاج لقادة وطنيون يقودوا أولئك الجالسون حول ستات الشاهي إلى المزارع والمصانع
ونحن نحتاج لقادة وطنيون يجردوا كل هذه المليشيات من السلاح ليتوجهوا إلى الاعمال المختلفه
ونحن نحتاج لقادة وطنيون يسكتوا اولئك الثرثارين من فلول الدولة العميقة
ونحن نحتاج لقادة وطنيون يجعلوا من لجان المقاومة درع يحمي هذا الوطن.
اخوتي لقد ساعة العمل.