أخبار السودان

مُقاطعة!

شمائل النور
دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ مُقاطعة شراء اللحوم في سلوك احتجاجي ضد الغلاء.
قَفَزَت الأسعار خلال الفترة الأخيرة على نحوٍ باتت الحدث والحديث في الشارع، فلم يعد هناك ما يشغل الناس غير الغلاء الذي لم يستثنِ سلعةً. القفزة الأخيرة ومنذ إعلان مُوازنة العام الحالي وبعد تجاوز الدولار الثلاثين ووصوله الأربعين جنيهاً.
لا أدري لماذا اختار النشطاء مُقاطعة سلعة اللحوم دون بقية السلع، ربما رأوا أنّها الأكثر قابليةً للاستغناء عنها واستبدالها ببدائل اللحوم، لكن إذا كانت المُقاطعة بسبب الغلاء في أسعار اللحوم، فالغلاء طال كل السلع والمُنتجات الاستهلاكية اليومية، فعلياً الآن الوضع المعيشي ليس كما كان عليه في السّابق، بل حتى قبل شُهُورٍ!! هناك سلعٌ ومُنتجاتٌ سقطت عن قوائم الشراء دون مُقاطعة، هناك من استغنى عن الألبان ومُنتجاتها على سبيل المثال.
بعيداً عما إن كانت هذه الحملة لمُقاطعة اللحوم ستجد حظها من النجاح، هذا لن يحل الأزمة.. مثلاً، قبل أيام سيّر نشطاء في المغرب حَملة مُقاطعة لمُنتجات شركة مُحدّدة، منتجاتها الأكثر توزيعاً، الشركة قرّرت فجأةً زيادة أسعار الحليب لشهر رمضان، تفاعل المُواطنون في مَواقع التواصل الاجتماعي ونجحت الحَملة واضطرت الشّركة لتَعديل أسعارها أو التّراجع عن الزيادة.
لكن هنا، لن نَستطيع مُقاطعة شركة واحدة يتعيّن علينا مُقاطعة السوق بأجمعه وبالتالي مُقاطعة الحياة، إذا كُنّا سنقاطع بسبب الغلاء، يتعيّن علينا أن نقاطع ابتداءً من الطماطم التي بلغ سعر الكيلو منها «80» جنيهاً والفول الذي بلغ سعر الطبق منه «40» جنيهاً وليس انتهاءً باللحوم!!!
الزيادات الهائلة التي طَالَت كل السّلع والمُنتجات هي مُرتبطة بشكلٍ وثيقٍ بسعر الصرف الذي بَاتَ خارج السيطرة، عطفاً على فوضى السوق الذي يُعلَّق تجاره أي زيادة في رقبة الدولار!!!
حملات المُقاطعة فائدتها في أنّها تؤسِّس لثقافة احتجاجية مُتحضِّرة تكلفتها الدموية صفر، خَاصّةً في بلدان مثل السودان، وفوق ذلك تُعزِّز قيمة الاعتراض الشعبي بهدوءٍ بعيداً عن أي مُواجهات سياسية صارخة، لكن في مثل وضعنا هذا لن تُفيد باتجاه إجبار التُّجّار على التراجع، لأنّها ليست السِّلعة أو المُنتج الوحيد الذي زادت أسعاره، بل الزيادة طالت كل شئ!!!
الوضع يحتاج حلاً سياسياً اقتصادياً شاملاً، فقط يسيطر على سعر الصرف، وهذا لن يتأتى إلاّ بالإنتاج.!

التيار

تعليق واحد

  1. نعم يا أستاذة شمائل فالغلاء طال كل شئ و مقاطعة اللحوم لن تحل مشكلتنا و لكن كما تقولين أنت بنفسك فإن (حملات المُقاطعة فائدتها في أنّها تؤسِّس لثقافة احتجاجية مُتحضِّرة تكلفتها الدموية صفر، خَاصّةً في بلدان مثل السودان، وفوق ذلك تُعزِّز قيمة الاعتراض الشعبي بهدوءٍ بعيداً عن أي مُواجهات سياسية صارخة) و بالتالي فإنا من المؤدين لمقاطعة اللحوم و ملتزم بذلك و كل مرة سلعة مختلفة و ليكن الأمر كل أسبوع حاجة: أسبوع اللحوم – أسبوع الطماطم – أسبوع البطاطس – أسبوع البيض – أسبوع لبن كابو (طبعا عارفين المقصود) – أسبوع المشروبات الغازية و هكذا و للإخوة إضافة ما يرونه من سلع يمكن الإستغناء عنها لفترات قد تطول و قد تقصر و كل ما طالت كان أحسن

    فنحن أحوج ما نكون لثقافة الاحتجاج بل و الثورة و الإعتصام المدني و كل ما هنالك في مواجهة ما حدث لبلادنا و ما يحدث و ما سيحدث إذا استمر هذا النظام على رقابنا و قد تكون هذه المقاطعات بمثابة تدريب على العصيان المدني الشامل لإسقاطه و التخلص منه إلي الأبد بإذنه تعالى

    و دمت يا أستاذة كواحدة من الذين و اللواتي قلوبهم و قلوبهن على الوطن و المواطن

  2. وهذا لن يتأتى إلاّ بالإنتاج.!!!!!

    النصيحه دى لي منو استاذه شمائل ؟
    اذا كانت هذه النصيحه للشعب فنصيحتك
    موجهه للطرف الخطأ وفي التوقيت الخطأ!!!

    الشعب بكل طوائفه جيعان ومريض ومحبط وفاقد للأمل
    في أى شى بعد ان افسد وخرب وسرق اولاد الابالسه كل شىء
    يبقي كيف بتطالبي الناس تنتج وتنتج شنو ولي منو ؟

  3. نعم يا أستاذة شمائل فالغلاء طال كل شئ و مقاطعة اللحوم لن تحل مشكلتنا و لكن كما تقولين أنت بنفسك فإن (حملات المُقاطعة فائدتها في أنّها تؤسِّس لثقافة احتجاجية مُتحضِّرة تكلفتها الدموية صفر، خَاصّةً في بلدان مثل السودان، وفوق ذلك تُعزِّز قيمة الاعتراض الشعبي بهدوءٍ بعيداً عن أي مُواجهات سياسية صارخة) و بالتالي فإنا من المؤدين لمقاطعة اللحوم و ملتزم بذلك و كل مرة سلعة مختلفة و ليكن الأمر كل أسبوع حاجة: أسبوع اللحوم – أسبوع الطماطم – أسبوع البطاطس – أسبوع البيض – أسبوع لبن كابو (طبعا عارفين المقصود) – أسبوع المشروبات الغازية و هكذا و للإخوة إضافة ما يرونه من سلع يمكن الإستغناء عنها لفترات قد تطول و قد تقصر و كل ما طالت كان أحسن

    فنحن أحوج ما نكون لثقافة الاحتجاج بل و الثورة و الإعتصام المدني و كل ما هنالك في مواجهة ما حدث لبلادنا و ما يحدث و ما سيحدث إذا استمر هذا النظام على رقابنا و قد تكون هذه المقاطعات بمثابة تدريب على العصيان المدني الشامل لإسقاطه و التخلص منه إلي الأبد بإذنه تعالى

    و دمت يا أستاذة كواحدة من الذين و اللواتي قلوبهم و قلوبهن على الوطن و المواطن

  4. وهذا لن يتأتى إلاّ بالإنتاج.!!!!!

    النصيحه دى لي منو استاذه شمائل ؟
    اذا كانت هذه النصيحه للشعب فنصيحتك
    موجهه للطرف الخطأ وفي التوقيت الخطأ!!!

    الشعب بكل طوائفه جيعان ومريض ومحبط وفاقد للأمل
    في أى شى بعد ان افسد وخرب وسرق اولاد الابالسه كل شىء
    يبقي كيف بتطالبي الناس تنتج وتنتج شنو ولي منو ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..