أخبار السودان

(حي اليهود).. أثر عميق وتداخل قوي مع السودانيين

آيات مبارك النور

(الحي اليهودي) أو(حي القديس) يقع على الجهة الجنوبية الشرقية لسوق أم درمان، أي جنوب (حي البوستة) وشرق حي (الشيخ دفع الله).
جنسيات عديدة سكنته من أغاريق وأرمن ومصريين وشوام وسودانيين من جبال النوبة وغرب السودان.. لكن (اليهود) هم أغلب سكانه.. ود لصيق يجمعهم بتلك المدينة الأم.. عاشوا فيها ودثرتهم بغطائها.. يلفهم الصمت والحنين بغلالة شفافة تجمعهم والسودانيين.. كانت الخصوصية والهدوء هما السمة اللافتة للأنظار، والسامع لكلمة (حي اليهود) يتبادر إلى ذهنه الشكل العام للجاليات الأجنبية. لكنهم قد تمازجوا والسودانيين.. بشكل عميق.. والجميع يمارس حريته الدينية من ذهاب للمعابد والنوادي وغير ذلك من النشاطات.

السمة الغالبة للمنازل الطراز القديم.. والتي تحكي بصدق جلي عن حياة كانت هنا.. تتسم بالجمال ورحابة العيش لدى ساكنيها.. رغم أن أغلب ساكنيه قد تركوه وتبقى منهم القليل بل وحتى المباني الجميلة طالتها يد التجديد.
ومن أجمل المباني في هذا الحي منزل (آل إسرائيل) وهو تحفة معمارية رائعة.. ومنزل المهندس “مكريس” الذي كان آية في الجمال،
وأيضاً توجد عيادة الطبيب اليهودي “سليمان بسيونى”، “إسحاق وموسى بسيونى”، وشقيقتهم “أستير بسيوني” أول مفتشة في المعارف السودانية، و”إبراهيم إسرائيل” (سكرتير نادي الخريجين)، وهو مهندس معماري شيَّد الجامع الكبير بأم درمان ومدرسة أم درمان الثانوية وبعض مباني جامعة الخرطوم. وأيضاً السيد “فيليب عباس غبوش”، عليه رحمة الله، والطبيب اليوناني “يورغوس دانقاس”. وإذا عرجنا تاريخياً، فإن (اليهود) لم يأتوا إلى السودان مع الاستعمار، بل أول رحالة يهودي أتى إلى السودان كان قبل القرن السابع عشر الميلادي، وكتب موثقاً عن (دنقلا) و(سنار) وبعد ذلك كان السودان قبلة للتجار اليهود.

نبوغ (آل إسرائيل)
وفي معرض طوافنا بهذا الحي توقفت (المجهر) عند صيدلية (الأزمنة) بشارع العرضة، صاحبها الدكتور “منصور إسحق إسرائيل”، أكثر ما أثار انتباهنا له دقته وترتيبه فهو يعيش بتوقيت الروح وليس الجسد.. وبحب آثر لهذا المكان أجابنا قائلاً: هذا الحي يُسمى الحارة الأولى أم درمان – الربع الرابع وهو عريق جداً ومعظم سكانه أجانب سودانيون أسمهم (المواليد)، لكن العنصر اليهودي هو الطاغي والمميز، ومعظم الأسر كانت ذا تأثير كبير في الحياة السودانية في المال والتجارة والمحافظة على التقاليد خصوصاً فتياتهم، ومن الأسر المميزة في هذا الحي (أسرة سليمان بسيوني) (سيزار ليفي) و(سيمون تمام)، والذي أخذ لقب (السير) عند عودته إلى (لندن)، ثم (زكي الفيومي)، وهذا الحي كان يعج بالفتيات الجميلات ومن فاتناته الجميلة “شولا”، “شيرلي”، “راشيل”، “جانيت” و”اليقرا”، ومن الأرمينيات الجميلات “تاكوهي”، ويصف “د. منصور” شدة جمالهن بأن تأثيرهن باقٍ وكأنه يراهن الآن. أما عن الذكاء المتقد أذكر شقيقي المرحوم “أبوبكر” وقد ورثه منه ابني “عبد العزيز”، وتخرج “أبوبكر” في جامعة (كتشنر الطبية)، وتتلمذ على يد بروفيسور “مورقن” والبروفيسور “تايلر”، وكان منافساً للأسماء اللامعة في عالم الطب اليوم بروفيسور “لطفي” و”كمال زكي”.

اليهود السودانيون كانوا أذكياء وجادين ومميزين في التجارة، وأذكر منهم أيضاً “د. شلوم عبودي” و(شلوم) تعني السلام باللغة اليهودية، وشقيقته “جانيت” وشقيقه جوزيف المكني (بسوسو) كان شاطر جداً في التجارة و”موسى سامسون” سفير إسرائيل في مصر درس بالسودان، ومن الشخصيات الأسطورية في هذا الحي خواجة “مكريس” كان مهندساً نابهاً وحركته دقيقة ومحسوبة وله عربة (بيجو)، ولديه الكثير من الكلاب. وأضاف: أخلاق سكان هذا الحي تتشابه والسودانيين حتى في العادات.
ثم عرَّج بنا “د. منصور” لأصله قائلاً: جدي يهودي عراقي، تزوج من دينكاوية آية في الجمال من دينكا (قوكريال) أسمها الحقيقي “أدوت”، ثم أسماها جدي “سارة”، فأسميت بنتي “سارة” عليها وأنا فخور جداً بحبوبتي الدينكاوية، لذلك أنا ليس بقلق على بناتي الصغيرات، فقد ورثن الجمال من حبوبتهن الدينكاوية، وأيضاً بالطبع من أمي “أسماء”، فهي ابنة المؤرخ المشهور “محمد عبد الرحيم” الذي عاصر المهدية وحارب مع “ود النجومي”.

وعند الحديث عن حي في مدينة كأم درمان يقيناً سيكون الحب هو الضلع الثالث، فقد تحدث عنه الموسوعة الأمدرمانية الأستاذ “شوقي بدري” في إحدى كتاباته عن العلاقات الاجتماعية وتأثير سكانه على الحياة السودانية، فذكر العم “داؤود سليمان منديل” وعن عمل (آل منديل) في التجارة الخارجية، الذين اشتهروا باستيراد الفانوس نمرة (5)، والذي كان يوجد في كل بيت سوداني قبل دخول الكهرباء.. وهو الذي أصدر (الجريدة التجارية) ونشر الوعي الاقتصادي. واندمجت (الجريدة التجارية) مع مجلة (حضارة السودان). وصار اسمها (ملتقى النهرين) وهو من طبع راتب المهدي و(طبقات ود ضيف الله). والتاجر اليهودي “زكي الفيومي”، وهو من أشهر تجار الجلود خاصة جلود الأصلة وسن الفيل. والأرمن والأغاريق أصحاب مصانع المشروبات الغازية. وتاجر الأواني المنزلية المشهور “جانيان”.

المجهر

تعليق واحد

  1. أغلب هذه الاسر في بداية التسعينات هاجرت الى استراليا وقد قابلت أحدهم في دبي وهو يدير فندق واعتقدت أنه لبناني أو سوري وأكتشفت أنه محب جدا للسودان وام درمان وقال لو ما ضيق على تجارتنا لما خرجنا من السودان ولم أدر انه يهودي وتعاملت معه كسوداني وهم يفخرون بسودانيتهم ولا ينسبون أنفسهم لليهود وإسرائيل هو سيدنا يعقوب وليس اسرائيل وليس المقصود به الخريطة السياسية القائمة على ارض فلسطين //

    ((اليهود السودانيون كانوا أذكياء وجادين ومميزين في التجارة))

    مش اليهود السودانيين بس كل اليهود فجدهم اسحق المبشر به في رؤيا ابيه ابراهيم موصوف في القرآن بـ ” { فبشرناه بغلام عليم} واسماعيل المبشر به في نفس الرؤيا موصوف في القرآن بـ ” وبشرناه بغلام حليم” لذلك في فترة من الفترات ساد في ام درمان حلم اسماعيل مع علم اسحق فكان التجانس والطب والصيدلة والهندسة حتى اطل علينا الطيب مصطفى وامثاله وارسوا ثقافة صاحب وفصلناه بثور كبير،،،

  2. شكلكم حنيتو لليهود مهما صدقو ارجعو للخيانة مش يهود فى حد م عارف يعقوب علية السلام بس اش دخل يعقوب هنا بددلو وحرفو وكفرو بمحمد علية الصلاة والسلام طيب قصدك بالمقال شنو يعنى تحبهم ونرجعهم مثلا قوووووووووووم لف

  3. ومعلومة تانية ال غندور أصلًا برضو يهود ويطلق علي حوش الغنادير الي يومنا هذا برضو حوش إسرائيل. ويقولون أن غندور الكبير إسم فرضة علية الخليفة عبد الله التعايشي وأدخلة الأسلام.

  4. ياسلام شدني الحنين
    طيب أليس من حقنا المطالبه بعودة
    هذا التماذج والإنصهار لخلق جيل جديد
    وإبادة كل الإجيال التي فشلت،في حكم أنفسهم
    ونرجع لذلك الزمن الجمييييييل جمال السودان قبل
    الإستقلال الذي كلفنا كثيرا وحصادنا منه قليلا،،،معليش
    أنا بحلم .

  5. كان أسمها امدرمان كان أسمها البقعة كان جنوبيا” هواها وكان العرس عرس الشمال ومن الشرق اطياف الجمال ومن الغرب اكتمال الرجال. لقد ضمت سودانيون من اصول مختلفة فكانت درة زمانها تعايش الجميع بحب واخاء وقد كانت تترك انطباعا” لاينسى عند السياح الاجانب.
    كنت اتمنى ان يبحر الكاتب اكثر والوقوف على اطلال امدرمان والعودة الى الزمن العبق فقد كانت مدينة متميذة حتى اوائل الثمنينات وبداية المجاعة 1983

  6. هل هذا المذيع اللامع من ابنلء بني اسرائيل ؟
    ذكر الكاتب الكبير عادل سيد احمد في مقال موجود بمنتدى الاذاعة تحت عنوان يهود السودان من زمان وحتى الان ان من بينهم محامي شهير عرّفه بانه عبدالعزيز شدو وشيخ مشهور لم يعرفه ومذيع لامع هل يكون عمر الجزلي !!!!!!!مع الافادة بانه اي عمر الجزلي ذكر في برنامجه اسماء في حياتنا بان جده هو اول من ادخل الوابورات والطواحين الي السودان وكان صديق شخصي للشيخ مصطفى الامين وابراهيم مالك وان لهم اراضي شاسعة ناحية شارع النيل الخرطوم منها الارض التي اقيمت فيها مبنى قاعة الصداقة الملاحظ رجل بهذا المال والمكانة تاريخه غامض ارجو من يملك معلومة ان يفيدنا في هذا الموضوع ليس للتحريض والاساءة لاننا لا نحمل تجاهه اي غبن اوعدوان انما طيب خاطر ومعاملة حسنة مثل ما لاقاه اليهود من السودانيين زمان وجودهم فيه ولان تاريخ اليهود في السودان موضوع مليئ بالتشويق والاثارة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..