
محمد حسن مصطفي
عندما يَحكُمُ شعبَ العملاقةِ أقزامُ !
الشهداء الذين غَدرَ بهم عسكريُّ السودان ومليشيَّاتهم وإغتالوهم في عنفوان الثورة في السودان تُراهم ماذا كانوا ينشدُون ويُطالبون ومن أجل ماذا خرجوا في ثورتهم واعتصموا فقُتِلُوا ؟ .
الله عليكم أيها الأعزَّة الأحبَّة
في جنَّات الخُلد يا شهداء
والعدالة والقصاص قادم بعون الله لكم .
ويصعد إلى السلطة في السودان الأقزام من ساسة وهمج وعسكر ! لك الله يا شعباً طالما تسلَّط عليك في الحكم الرعاعُ ! .
هل يعدل البرهان ومن معه من مليشيّات الجنجويد قطرة دم واحدة من شهيد ؟! لا والله و ما كانوا أبدا .
في تفاصُحِه يُحوِّل الجنرال القاتل أعضاء من شركاء السلطة الأولى معه إلى محاكم بتُهم جنائية وهو أول من يتوجَّب محاكمته بتهمة القتل العمد بحق شهداء الثورة كلهم .
المضحك المبكي في قصة البرهان مع من عزلهم وحبسهم من الشركاء أنهم أي أولئك الشركاء في السيادة والحكومة هم من مكَّنوا للقاتل الغادر أن يغدُر بهم بعد أن سكتوا على غدره بإخوتهم بل رضوا طواعية أن يُصافحوه! .
القاتل البرهان يتلاعب بالدولة كلها لأنه لم يجد رجالاً فيها ! فهو رئيس لمجلس السيادة بأمر الوثيقة ثم إذا به ينقلب علي الوثيقة بصفته قائد الجيش فيحكم الدولة ثم يُعيد القسم رئيس لمجلس السيادة من جديد بعد أن أعاد تشكيله هو كقائد للجيش ثم يمضي وثيقة جديدة و كأن البلد لا دستور و لا قانون و لا فقه للحكم بل لا عقول فيها !! .
هو يحكمها ويتقلَّب وينقلب فيها يُقتِّلُ الناس كيفما شاء ووقتما شاء! ثم على الشاشات يضحك مبتسماً أنه مع الثورة حريص حرص الأم عليها ورجالاته لم يقتلوا الناس بل منتسبي أحزاب والشرطة !.
الشرطة التي نصره قادتها ظُلماً في جرائمه فخانهم و”لبَّسَها” لهم فأقالهم هروباً بهم وستراً من محاكمتهم والقصاص منه ومنهم!.
الدكتور حمدوك في “خنوعه” للعسكر هل فكر حقَّاً في كيفية حقنه لدماء الشباب تحديداً حسب قوله ؟! دعونا من الحفاظ على مكتسبات الثورة ؛ هل مصافحة القتلة من جديد ومشاركتهم و الخضوع لهم والسكوت عليهم هي طريقته المجرَّبة الوحيدة ؟! .
ونعود إلى الوثيقة الدستورية الأولى ؛ إلى العقول “الجهنميَّة” التي فكَّرت وقدَّرت فكتبت نصوصها وموادها كيف فات عليهم أو غاب أو غُيِّبَ عنهم هذا الوضع الذهبي “الملكي” للعسكر الذي منحته لهم سواء في مجلس السيادة أو قيادة الجيش ! كيف لم تحدد تلك الوثيقة أن من يملك الصلاحية لإعفاء أو تغيير أو حتى إقالة “قائد الجيش” أو إحالته إلى المعاش؟! لماذا حظي عسكر السيادي في “الوثيقة الشؤم” بحصانة غير مكتوبة ؟! .
لماذا تُرك للعسكر “كامل الحرِّيّة” في الإستمرار في الحكم والسلطة ومناصبهم وكراسيهم حتى تكبروا ففجروا وقاموا بإنقلابهم على الوثيقة وعلى كل الذين كتبوا لهم وتعاهدوا معهم في الوثيقة ! .
أي “بَلادَة” هذه التي يتفاخر بها الساسة عندنا وبيننا ويتفاصحون مُنظِّرين لنا عن كيفيَّة الوفاق والشراكة ! .
بل عندما همَّ وزراء الحكومات المتعاقبة خلال الثورة في ممارسة سلطاتهم لماذا لم يقف أحدهم و لو “كذكرى” مُنبِّهاً على خطورة إطلاق الحرية في السلطة للقتلة ؟! .
الآن أكثرهم جعلهم العسكر في صفة “المُقال” و بتوحُّد حمدوك من جديد مع القتلة صارت السلطة مُجرَّد “سلطة “!.
واليوم وبعد أن جلس حمدوك مع العسكر وهو من جربهم ورفقاء حكومته في سجونهم فهل هو إحتاط منهم في صلاحياته المتفق عليها معهم واشترط منهم القدرة والحق على التعيين والتغيير في قيادة الجيش ؟ بل ومحاسبتهم ببرهانهم وحميدتيهم ؟!.
أم هو اتفاق مرسوم مُسبقاً مُحدَّد خلَّصه من تحكُّم قوى بعينها وساعده العسكر عليه أو هو من ساعدهم بإعادة لمسرحية “السجن والقصر” المحروقة تلك ليتخلص الجميع من غباء قوى بعينها أثبتت فشلها لحظة شراكتها مع القتلة وأيام حُكمها السودان ؟! .
هو الجيش مش فيه المعاش؟! طيب قائد الجيش رئيس السيادي الإنتقالي “شرطتين” الهيطلعو معاش منو ؟! .
و من يُصدِّق إن قلنا أن “الإنقلاب” قادم؟
هو قادم.