مفوضية مكافحة الفساد … وأد أمل ..!ا

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]

مفوضية مكافحة الفساد … وأد أمل ..!!

** الرئيس البشير للشرق الأوسط : ( بدلا من أن ننشئ مفوضية لمكافحة الفساد، هناك إتجاه بعمل جزء من مكتبنا لمتابعة ما يكتب في الصحف عن الفساد، والتحري عنه )..هكذا أجاب الرئيس حين سأله الأستاذ إمام محمد إمام عن مصير مفوضية مكافحة الفساد التي تم التبشير بها قبل عام تقريبا..أي لم تعد هناك أية مفوضية مرتقبة، وعوضا عن تلك إتجهت رئاسة الجمهورية إلي تخصيص جزء من مكتبها لمتابعة ما يكتب في الصحف..واكتفى الأستاذ إمام بهذا الرد، بحيث لم يسترسل في الأسئلة التي من شاكلة : لماذا تراجعت الحكومة عن فكرة تأسيس هذا الجهاز المركزي، بعد الإعلان عنه؟ .. وهل هناك تراجع في نسب الإعتداء على المال العام بتقارير المراجع العام، بحيث تقتضي تلك النسب إلغاء فكرة تأسيس؟..ومن أين نبعت فكرة تاسيس تلك المفوضية؟، ولماذا؟.. ثم ما الجهة التي رأت عدم جدواها ثم صرفت النظر عن تأسيسها؟.. أي هل كان مقترح التأسيس – أومقترح إلغاء التأسيس – مقترحا مؤسسيا، بحيث قررته مؤسسات الدولة و أجهزة الحزب، أم أن الأمر كان محض مزاج شخصي و(خلاص إتلغى) ؟.. ثم ما موقع مكتب المتابعة الرئاسي في خارطة مؤسسية الدولة؟، و..و..اسئلة كثيرة مخبوءة خلف فكرة إلغاء تأسيس مفوضية مكافحة الفساد، وكان على الأستاذ إمام أن يطرحها للرئيس، ولكن – للأسف – روح الحوار تعكس بأن الأستاذ إمام كان ضعيفا أو ضيفا أمام الرئيس، ولذلك عجز عن إستنباط الأسئلة من الردود وإكتفي بالردود بمظان (هكذا الحوار الصحفي)، وبالتأكيد ماهكذا..نعم كل الحوار – وليست تلك الجزئية فقط – يوحي للقارئ بأن هذا الصحفي ( موظف إعلانات وعلاقات عامة بالشرق الأوسط)، وليس بصحفي إستقصائي..وليس في الأمر عجب، فالأستاذ إمام كان محل حفاوة – وعزائم – سلاطين الدولة قبل وبعد الحوار، ومن الطبيعي جدا أن يكون حواره مع الرئيس ( سلق بيض) ..!!
** المهم، كنت قد أشدت بفكرة تأسيس جهاز مركزي لمكافحة الفساد، حين أعلن عنها الرئيس..بل كنت قد ناشدت الحكومة قبل خمس سنوات – بالصحافة – بضرورة تأسيس هذا الجهاز المركزي، ولذلك أشدت بتلك الفكرة بمظان أنها بعض الحلم الذي تحقق..ولكن لم ولن يكتمل الحلم بحيث يصبح واقعا، فالحكومة صرفت النظر عن تأسيس مفوضية مركزية، ولذلك لاضير في أن أبدي بعض الحزن، وأطيب خاطري بما يقال في حال كهذا، وهو أي قول من شاكلة ( خيرها في غيرها) أو ( كلها زي بعضها) .. فالجهاز المركزي لمكافحة الفساد – مفوضية كانت أو هيئة – من الأليات التي حققت نجاحا ملحوظا في دول كثيرة، ومنها أثيوبيا وماليزيا على سبيل المثال..لأنه يستمد سلطاته وصلاحياته من أعلى جهة سيادية بالدولة، رئاسة جمهورية أو مجلس الوزراء، ولذلك يمارس نشاطه بلا قيود أو مؤثرات أجهزة الدولة ومراكز قواها.. بتلك الدول التي تعتمد في مكافحة الفساد بألية مركزية، ليس هناك ما تسمى هنا بالحصانة لتعيق التحري والتحقيق، بل بإستطاعة أي شرطي تابع للجهاز المركزي – ولو برتبة مجند – أن يطرق ابواب الوزراء ويلج مكاتب المدراء بغرض التحقيق والتحري في شبهة فساد.. أي لاتعيق عمله حصانة وزير أو نفوذ مدير، و ليس بمدهش في تلك الدول أن يطرق شرطي برتبة وكيل عريف باب مكتب رئيس الوزراء بغرض التحرى.. وكذلك ليس بمدهش أن يستدعي ضابط برتبة ملازم وزيرا كان أو وكيلا إلي مكتبه فى أية لحظة بغرض التحقيق..أوهكذا آليات المساءلة والمحاسبة فى كل الدول ذات الشفافية العالية، لأنها آليات مركزية وتابعة لأعلى سلطة سيادية فى بلادها..!!
** ولكن هنا، في دولة البدريينن مساءلة مدير شركة حكومية عن تلكؤه فى تقديم حسابات شركته للمراجعة العامة تستدعي تدخل البرلمان وعقد اجتماعات ومؤتمرات وإنبثاق لجان تحقيق ومساءلة.. وهذا ماحدث قبل خمس سنوات تقريبا.. نعم تم تكليف لجنة ثلاثية- بعضوية اللواء عابدين الطاهر وآخرين – لمساءلة بعض الوحدات الحكومية التي تلكأت في تقديم حساباتها المالية للمراجع العام.. كل ( قومة النفس ) تلك كانت فقط لمساءلة مدير وحدة حكومية عن سبب رفضه للمراجعة، ولاندري ماذا كان سيحدث لو كان المطلوب مساءلته – عامئذ – وزيرا كان أو وكيلا ؟..ربما استدعى الأمر إعلان حالة الطوارئ وإغلاق الكباري ورفع درجة الاستعداد فى الجيش والدفاع الشعبي و إعتقال زعماء المعارضة وشتم أمريكا وإسرائيل..لماذا حدث ما حدث ؟..لأن سلطات وصلاحيات الألية المستخدمة في مكافحة الفساد والتحقق من الشبهات في بلادنا – وحدة مكافحة الفساد بالإدارة العامة للمباحث المركزية – ليست بقوة ونفوذ وإمكانيات أية ألية تابعة للرئاسة أو مجلس الوزراء.. تلك الوحدة تتبع لإدارة المباحث، وهذه الإدارة تابعة للإدارة العامة للشرطة، وهذه تعمل تحت سلطة وزارة الداخلية، وعليه : تخيلوا سلطات وصلاحيات وإمكانيات تلك الوحدة.. وأذكر عند مساءلة تلك المؤسسات عامئذ، قال اللواء عابدين الطاهر محذرا إياها : ( لن تفلت أية مؤسسة من المساءلة وأن ماتقوم به اللجنة يجد موافقة من رئاستي الجمهورية والبرلمان ) ..أي إستمدت اللجنة عامئذ قوتها من سلطتي ( الرئاسة والبرلمان)، وهنا تكمن فائدة وفعالية أي ألية مركزية، كما المفوضية التي لم – ولن – ترى النور ..حسنا، كافحوا الفساد بمكتب صغير في القصر الرئاسي، أو بآخر أصغر في مجلس الوزراء، فالمهم كافحوا إذا إستطعتم إلى ذلك سبيلا .. ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته، وتلك من طبيعة الأشياء ..!!
……………
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    المفوضية التي لم – ولن – ترى النور

    ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته

    ما عزبتنا يا ود ساتي

  2. حــــــــــــــــــــــــــــــــــاميها حـراميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــها؟!!!!!!:mad: :mad: :mad: ;) ;)

  3. يا استاذ الطاهر انا معجب جدا بمقالاتك ولكن فل في حرامي بحاسب نفسو
    اصلا ما تتوقع من الحكومه دي تحاسب ليها مسؤول على فساد
    ما نحن عايشين مع الكيزان الذين يخافون الله ولا يعندون على المال العام
    والله مهازل

  4. (وعوضا عن تلك إتجهت رئاسة الجمهورية إلي تخصيص جزء من مكتبها لمتابعة ما يكتب في الصحف..واكتفى الأستاذ إمام بهذا الرد،)
    مصيبة ثم مصيبة الا يعلم السيد رئيس الجمهورية بان له مستشارا صحفيا ؟
    ماهى طبيعة عمله ( job descr iption )؟
    وهل رئاسة الجمهورية لاتتابع مايكتب فى الصحف ؟حتى تخصص مكتبا لدلك
    من هدا الاهبل الدى اطلق عليها السلطة الرابعة؟
    يعنى يابتاعيين الجرائد تؤدنون فى مالطا او الواق واق
    كيف يصرح الرئيس قبل شهر ان الاداء الصحفى لايعجبه وانه شخصيا اتهم بشراء قصر ودالشيخ الامين؟
    هل هو متابع ام بيستعبط علينا بتخصيص جزء من مكتبه للمتابعة؟

  5. نحن نطالب بمفوضية تقنين الفساد بحيث لا يسمح للمسؤل حسب الدرجة الوظيفية من الوزير حتي الغفير الا بالتعدي علي المال العام بمقدار مبلغ محدد حسب الوظيفة – وبكدة نكون حدينا من انتفاخ القطط السمينة (مش ملاحظ ان اصحاب الدقون وارباب الوظائف العليا كروشهم كبيرة واوزانهم فوق المعتاد لدرجة المرض ) حمنا اللة – مجرد اقتراح يا استاذ ساتي

  6. الرئيس الجماعة قالو ا له عندما عزم على انشاء المفوضيه نحن جاهزين لكن ابد بنفسك وعشيرتك فاسقط فى يده قام كب الزوغة

  7. يا أستاذ ساتى

    إمام محمد إمام سلاق بيض منذ أن كان طالباً فى كسلا الثانوية…والجامعة ..فإنت عايزو ييبقى شنو؟؟؟ بياع طعمية ..واللا ست شاى؟؟؟

    دى سياسة التمكين خارج الوطن

  8. (ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته، وتلك من طبيعة الأشياء……) دي يا أستاذ الطاهر مفروض تعملا في "كسرة" زي أستاذ الفاتح جبرا !!!! لله درك !!! المقال ده كله لو مافيهو غير الحتة دي لكفتنا!!!

  9. ولن تستطيعوا، فالفساد لايكافح ذاته!!!! وتيب !! يعني فشيت غبينتك بس!!! يعني الريس يكافح مرتو واخوانو!!! طبعا اخوانو دي حمالة اوجه!!!!! ان في ظني وظني في دني!!! اما انكم عوره او بتتعاوروا علينا!!! مطلوب من الريس ان ينشئ مفوضية للفساد!!! تيب مايختصر اللمه ويسجن جماعتو كلهم ويوفر علينا الموظفين!! وخلق عدد جديد من المفسدين!!! لانو المفوضية حتجيب ليك الجلطه!! حتلقه مسشارها سبدرات !! والقائم علي امرها قوش!!! والبفتش الاوراق الصافي جعفر!!! يوم اللي يشكلو المفوضيه ابليس حيجيه جلطه من الضحك علينا !!!خبيها مستوره وما يفقعوا مرارتنا بمفوضيات وصرف فارغ!!! اسه الفساد داير ليهو درس عصر!! لو مسك المدام والداخلين معها في صندوق بالملايين !!! حيعرف وين الفساد!! بس يلم نسوان جماعتو وفلوسم وعقاراتم والدهب المكنوز في البيوت!!! البشوفو هو في اعراس البريراب والنفيداب!!!!! بدون امن ولا لمه!! ده لو هو لسه بشوف!!:mad: :mad: :mad: :mad:

  10. يا جماعة الخير …. مالكم علي وداد بابكر سيبوها في حالها

    المرة دي هرشت البشير قالت ليهوا اوعك تعملعها ( المفوضية ) …

    لانها خاشة ليها في صرفة صندوق بي كم مليار كدا قالت عاوزا تغيرا ستائر البيت وكدا

    خلوا الناس تعيش ما تبقوا حاسدين وبس

  11. فى بلاد الكفار العادله التى بها نيابة وقضاء مستقل غير مسيس تقوم هذه الأجهزة بالتحقيق ومن ثم المحاكمة بدون أخذ اذن من رئيس أو من مكتب الرئيس. ولنا كثير من الأمثلة فى الولايات المتحدة فرنسا اسرائيل وكثير من الدول غير المسلمة نجد العدالة فى أبهى صورها.

    الاخ الطاهر هل هؤلاء كفار كما يعظنا كثير من خطباء المساجد؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..