تشريعى الخرطوم …بين التبرج والاحتشام

على غرار مايحدث فى المجلس الوطنى من وجود أعضاء ” قلة” مثيرون للجدل فى كل ما يتعلق بشئون المرأة وعلى الأخص مظهرها وملبسها ومادون ذلك ومافوقه ، أبت نفس المجلس التشريعى لولاية الخرطوم الا أن يحذوا حذو الشقيق الأكبر( المجلس الوطنى ) ويرمى بسهمه فى الزود عن شرفنا وأخلاقنا ( جزافآ ) ، فخصص جلسة كاملة لمناقشة مظهر وملبس مذيعات قناة الخرطوم ، حيث وصفت عضو المجلس الدكتورة أمنة مختار وهى رئيسة القطاع الاجتماعى والثقافى بالمؤتمر الوطنى بولاية الخرطوم هؤلاء المذيعات بانهن متبرجات و غير محتشمات، الحديث كان مستفزا ومرتجلا ومختلطا بانتقاد اداء القناة وأتهامها بالتقصير فى نقل نشاطات المجلس ، مما يجعل الحديث عن المذيعات ” الكاسيات العاريات ” حسب وصف الدكتورة لايخلو من غرض ، و دوافع اخرى خفية لا علاقة لها باحتشام المذيعات ، وبغض النظر عن راينا فى أداء قناة الخرطوم مهنيا وفنيا ، وهو امر ربما خصصنا له مساحة اخرى فى وقت لاحق ، إلا أننى أعتبر نفسى من المتابعين للقناة خاصة بعد أنضمام الأستاذ خالد ساتى لطاقمها ، وقد تملكتنى المفأجاة من عرض حال مذيعات القناة فى المجلس التشريعى بهذه الطريقة التى تفتقر للدقة و للموضوعية فى امر قد تختلف فيه وجهات النظر حول حقيقة وجود هذا التبرج و السفور للدرجة التى تستدعى ابتدار نقاش حوله فى مجلس الولاية، فمن خلال ما أتابعه لم أشاهد هذا الذى سموه ” بالكاسيات العاريات” ، ليس فى قناة الخرطوم بل فى كل القنوات الاخرى ، ويسرى ذلك على التلفزيون القومى ، نحن لسنا فى معرض تقييم أداء هذه القنوات من حيث قدرتها على التأثيرو جذب انتباه المشاهدين بتقديم برامج تحظى باهتمامهم او شجاعتها فى طرح قضايا و مشكلات المواطنين ومدى قدرتها على طرح ما يهم المشاهدين ، ولا بصدد تشخيص ماتتمتع به المذيعات من قدرات فنية ومهنية كما قدمنا، ولكن يحق لنا القول أن الدكتورة المحترمة كانت تتحدث عن وقائع غير موجودة و لا يمكن ان تكون شاهدتها دون سائر خلق الله قاطبة ، فى وقت كان عليها تحرى الدقة وهى ترسل كلاما ظاهره الرحمة وباطنه العذاب وتحاول ان تستعدى و تؤلب الذين تعنيهم و ترسل لهم رسالتها من وراء ( حجاب ) ، اما كان لهذا المجلس والدكتورة عضو بلجنة التعليم والصحة أن ينشغل بما آل إليه حال التعليم والصحة فى الولاية ؟،او ليس من واجبه أن يطلع الرأى العام على نتائج تحقيقاته عن أداء وزارة الصحة ؟ ، نعم كان من واجبه ان ينشغل بنشر تقرير لجنته التى زارت المستشفيات الولائية و كان عليه ان يتخذ قرارآ على ضوء الحقائق التى توصلت اليه اللجنة ، بشأن نقل المستشفيات والخدمات الصحية إلى الأطراف ووجود الكوادر الصحية فى هذه المستشفيات ، ومن صلاحياته كان عليه النظر و التحقيق فى الشكاوى العديدة التى وصلت إليه بخصوص مايجرى فى وزارة الصحة ، للاسف كان رأى المجلس ان يرفض التصالح ما بين د اليسع ووزير الصحة ، بينما كان المأمول ان يسعى المجلس لهذا الصلح !! ، هذا المجلس لايرى فى أمر التعليم مايستوجب المناقشة، فلم نشاهد هذا المجلس متفقدآ لحال مئات المدارس التى جرفتها السيول او تلك الايلة للسقوط ، و لم يكترث لعدة الاف من التلاميذ الذين يبيتون مع اسرهم فى العراء بعد ان جرفت السيول بيوتهم ، وليس من أهتماماته التردى البيئ والصحى وجيوش الذباب والناموس والحشرات التى تغطى نهار العاصمة و ليلها الطويل ، وليس فى باله بالطبع الاهتمام بتصاعد الاسعار ورداءة السلع ، و ليس من بين اجندته البحث فى اسباب الفقر و ضعف ( مناعة ) السودانيين الناتج من سوء التغذية ، يا ترى اليس من واجباته العمل على الحد من تصاعد الاسعار و تفشى الغلاء جراء انعدام اى رقابة من اى جنس و نوع ؟ ، هذا المجلس ينشغل بتبرج المذيعات ( الكاسيات العاريات ) ، و لا يلقى بالآ لانكشاف عورة المدينة بكاملها ولم يجد او يتفق مع حكومته على تعريف ما حدث ، هل هو ازمة ام كارثة ام ابتلاء ، اهى امطار خير و بركة ؟،ام يسرى عليها ( غلطان المرحوم ) و المتسبب فيها بيوت ( الجالوص) بدليل صمود القلاع و القصور الاسمنتية شامخة بالرغم من احاطتها بالمياه احاطة السوار بالمعصم ؟ ، ايهما اقرب الى الوجدان السليم يا ايها السادة ممثلى الشعب ان كنتم تذكرون ؟ ، ان الذى حدث بتخصيص جلسة لمناقشة مظهر و ملبس مذيعات قناة الخرطوم يمثل حالة من الانصراف عن قضايا و مشكلات مواطنى الولاية و هموهم و تأكيد على ان تشريعى الخرطوم فى وادى غير وادينا مع افتراض حسن النية و تقديم الاحترام ، هل يستطيع المجلس الموقر ان يتقدم لنا بكشف حساب عن اعماله و يطلع مواطنيه على التوصيات القرارات التى اصدرها بشأن اصلاح حال الولاية؟ هل يستطيع تشريعى الخرطوم ان يعدد المشكلات التى وصف حلولها ؟ ان ما حدث يتخطى حدود الرقابة الى التجريح و التشهير و اشانة السمعة و نخشى ان يكون صدى لما حدث فى ظروف و اماكن اخرى ، لذلك فمن العدالة ان تطلب الدكتورة عضو المجلس و هى تدعو لسيادة القيم الفاضلة و الاحتشام سحب ما قالته من مضابط المجلس و ان تعتذر لقناة الخرطوم و مذيعاتها و لعموم المواطنين، حتى لو من باب رمى اللوم على ناقلى التصريحات من و سائل الاعلام كما حدث لتصريحات السادة النواب عند مناقشة تقرير الاداء فى وزارة الصحة او تقارير كوارث السيول و الامطار ،

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..